- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لقاء جديد مع سماحة الشيخ احمد الوائلي رحمه الله
أولت اللقاءات الصحفية عناية خاصة بالحياتيات باعتبارها المفتاح الاساسي للدخول الى عوالم الشخصية فاهملت تقريبا الجوانب النقدية مثل التركيبات الدلالية للابداع والمذاهب النقدية المتبعة في ربى التجربة الابداعية فكان لقاؤنا التخييلي مع سماحة الشيخ الوائلي يرتكز على المفاهيم النقدية الحديثة التي تعامل معها سماحته.
س:ـ سماحة الشيخ هل يا ترى اهمل الاعلام مشاريعك النقدية؟
الشيخ الوائلي:ـ تتميز معظم اللقاءات وحتى الدراسات التي تناولت التجربة بطابع الاحتفاء الولائي ولكونها تتعامل مع الشمولية الواسعة فهي تتعامل مع مواضيع عامة موسعة بسيطة التركيب. والتشخيص النقدي موجود حقيقة في الكثير من المواضيع المعروضة لكون الاساليب التي تأثرت بها كونت الشكل الذي تفردت به وخلقت منه فرادتي والفلسفة مثلا كانت ناتجا طبيعيا متبلورا من التكوين الاولي لشخصيتي العلمية.
س:ـ ماهية النجاح ومقوماته في تجربتك العلمية والمنبرية على وجه الخصوص؟
الشيخ الوائلي:ـ يصعب تحديد ماهية النجاح لكونها ترتبط بمزاج مجموعة معينة والمزاج لايخضع بطبيعته لضوابط معينة ولا يخضع الى مقاييس موضوعية... اللهم الا في امور خاصة تعتبر من الثوابت مثل سعة الاطلاع وتنوع المعرفة ثم التغيرات الزمانية.. هذه الحركة تهيء لنا حيوية المعالجة التي توفر اسباب النجاح.
س:ـ نحن نريد ربط قيم النجاح بمكونات التجربة لمعرفة حيويتها.
الشيخ الوائلي:ـ سعيا لمراعاة اخلاقيات المنبر لخلق تأثيرية عالية مثلا يجب عدم تحديد الاهداف بمال أو جاه ليهدى العمل لوجه الله تعالى في ترسيخ الاحكام والاخلاق وهذا هو الطريق القويم الذي يجعل منه مشعل هداية لايخضع لاستجداء الرضا على حساب الحقائق والقيم.
س:ـ البحث عن المذهب النقدي الذي توسمه سماحة الشيخ لعرض فكره المتجدد؟
الشيخ الوائلي:ـ اولا العمل على انتقاء المفردة العذبة المحببة الى النفوس صحيح انها تؤسس لمذهب نقدي لايسعى الى تقديم الحقائق كأنها مجرد معلومات جافة بل تدخل المعلومة ضمن سرد منظم يعطي دلائل ايمانية شاملة لتوسيع مدارك متقية. فانا احتفظت بهدوئي كجزء من فاعلية الالقاء فانا الى لحظتي الاخيرة ارى المنبر مدرسة اتعلم منها اولا لأعلم بعد ذلك ما تعلمته.
س:ـ تجربة توثقت سماتها بهذا العمق الجذري لابد ان تحمل بين طياتها بعض النصائح النقدية؟
الشيخ الوائلي:ـ هي مجرد رؤى شخصية آمنت بها خلال تجربتي وانا بطبيعة الحال اول من نفذها لكوني ارى على الخطيب الحسيني ان يبتعد عن المشاغل الدنيوية التي تبعده عن اهدافه، وعليه ربط تلك الاحداث بالمرجعية الدينية، وان يدعو الى الانتماء بالعنوان العام كي يتحاشى الاستقطاب، ويبعد نفسه عن اجواء منافسات لامصلحة عامة فيها. ولذلك ارى ان على الخطيب ان يستعين بالسرد التوضيحي لاقامة علائق سببية موائمة لاقامة علائق مسببة في توالي الحقائق بالبحث المرجعي ومقاربة مفهوم تلك المرجعيات ليستخلص لنا الزيادة المطلوبة وليستعرض الخطيب الاراء سلبا وايجابا ويضعنا امام المشهد بجميع جوانبه فيكون حافزا للتوسيع القرآني ولا يلتزم بالتسلسل الحرفي للحدث ولا يتقيد في البقاء داخل مكونات الحدث بل البحث عن النظائر التاريخية.
س:ـ هناك علائق نقدية ترتبط بالمرجع السلوكي العام... وذلك لاجل ان محاضرات الشيخ الوائلي خلاصة عدة محاضرات بحثية ويطالب بالالتزام السلوكي والالتحام بالمنبر بهدفه الاساسي. لكن تلك العملية لم تخلُ من عقبات كبيرة سيصطدم بها الخطيب مثلا سيجد حالة تخلف بعض الناس عن الوعي بالمسائل الشرعية وعدم جدية فعل التضحية عند البعض الآخر. وعلى الخطيب عدم استنزاف طاقته اي عدم (الابتذال) وكذلك عدم تحديد المنبر باسماء محدودة بل يجب ضخه بدماء شبابية جديدة من خلال فسح المجال ومديات نقد تتلخص على الايجاز وتنوع البحث والتركيز على مرجعية التفسير القرآني وتاريخ الاسلام واهل البيت عليهم السلام.
ولابد من الانفتاح بنفس الوقت على المناهج الاسلامية الاخرى والتفاعل معها ومناقشتها وطلب الدليل ولابد ان ينفتحح على تنوع ثقافي ويرتكز على سيطرة واضحة في التلوين الصوتي عند الالقاء ومن المؤكد ان مثل هذه التجربة ستكون ذات يوم عملاقة تثير اهتمام العالم بجديتها.
وفي نهاية اللقاء نودع سماحة الخطيب الدكتور الشيخ احمد الوائلي ونطلب من القرّاء قراءة سورة الفاتحة.