- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
انصفوا كربلاء ..انها مدينة الحسين ( القسم الثالث)
البعض حين يشرع في الكتابة في بعض المواضيع \"الحساسة\" يعمد الى قبل كل شيء الى استخدام اسم غير صريح خوفا من الردود القاسية التي قد تفسر بانها \"تسييس\" للمسألة او خوفا من ملاحقة \"الويلاد\" حسب النظرية الصدامية في الرد والتي مازالت متبعة من قبل بعض الجهات السياسية خاصة تلك التي لديها \"اجنحة\" مسلحة ونزلت الى الشارع او من \"متابعة \" بعض الفتوات والشقاوات من بعض الجهات التي دخلت تحت يافطة العملية السياسية طوعا او كرها ..وبما انه نحن لسنا من المتعاطين بالسياسة او المتاجرين بها ولم نخض والحمد لله مع الخائضين فيها ولم تنجسنا جاهلية البعث الكافر بمدلهمات ثيابها ولم نتورط في السباحة في مستنقعاتها القديمة والحالية ولوجهة نظر بقيت ثابتة و\"مخضرمة\" لكلا العهدين : ماقبل التغيير (كما تورط فيه البعض ممن يحسبون الان على العهد الجديد ) وعهد مابعد التغيير وكلاهما بحسب فلسفتنا السياسية وليس حسب \"عملنا\" السياسي ينبثق من قاعدة \"نفس الطاس ونفس الحمام \" وما تغير من الامر سوى الديكور وبعض الوجوه وعمل الآليات وميكانيكية البروغماتية التي كانت متبعة وما تزال ... ونحمد الله تعالى بكرة واصيلا على ان جعلنا ممن لا ينعقون مع كل ناعق ولم نكن من الذين يجمعه طبل الاحزاب والمطامع وتفرقهم عصا المصالح وسياط السلطة ولم نكن من المطبلين والمزمرين لهذا او ذاك ولم \"نتقشمر\" بالشعارات والخطب والوعود ولا نخشى في الله لومة لائم وها نحن نكتب باسمنا الصريح وهو اسم كربلائي قح اصيل.
وحين شرعنا في كتابة \"انصفوا كربلاء..انها مدينة الحسين \" انطلقنا من مسؤولية الابن الكربلائي الصميم في الهوية والولادة والانتماء والهوى والعشق للحسين اولا وللحسين آخرا ومن الحسين وفيه واليه..ولم نكن نريد جزاء او شكورا من احد ولم نكن نتوقع ان تهتز شوارب احد من الذي يتصدون للمسؤولية في كربلاء آخر زمان ..كربلاء التي تحولت في الماضي الى مدينة هجينة ليس فيها من ملامح اهلها الاصلاء الا القليل وصار الكربلائي غريب الوجه واليد واللسان وصارت كربلاء اليوم سجينة مقطعة الاوصال بائسة كانها من مدن الاراضي المحتلة ..ولم نكن نتوقع اطلاقا ان تتحرك همم الغيارى والنشامى لتصحيح المسارات في مدينة الحسين العالمية ذات المواصفات الكونية ..ولم نكن ننتظر اي رد او ثرثرة اعلامية او اثارة زوبعة صحفية ونحن نعلم سلفا ان الكلام هو اشبه بالنفخ في قربة \"مزروفة\" خاصة اذا اخذ بنظر الاعتبار ان مايسمى بالنزاهة تغط في نومها \"نوم العافية\" ومن هذا \"البطران\" الذي يدوخ رأسه ويحاسب او يطالب بمحاسبة \"السيد المسؤول\" الذي ينتمي الى الجهة الفلانية او تلك العلانية دون ان يفقد رزقه او حياته خاصة اذا كان \"السيد المسؤول\" من الرؤوس الكبيرة والمناصب الخطيرة والكراسي الوثيرة (والبعض منهم لم يكن من قبل شيئا مذكورا) وهذه النظرية يصدق حالها على جميع مفاصل الدولة العراقية الجديدة والتي قامت على الاسس الديمقراطية وعلى \"شيء\" من الليبرالية وصار من العبث والترف والجنون المطالبة بمحاسبة اي وزير او مدير او مسؤول او شرطي وان كانت مؤسسته مرتعا للحرامية والفاسدين والبعثية وعصابات المليشيات و\"عتاوي\" الاحزاب هذا اذا لم يكن \"السيد المسؤول\" على رأس المافيا التي تعشش في وزارته او دائرته او مجلس المحافظة نزولا الى المدرسة او المعمل او الورشة ...الخ واذا مارفعت دعوى من قبل \"النزاهة\" او من اية جهة رقابية اخرى على \"السيد المسؤول\" تقوم الدنيا ولا تقعد ويفتح السجال على مصراعيه ويتحول السيد المسؤول حفظه الله ورعاه وصانه من كل مساءلة الى مظلوم ومفترى عليه وان جهات \"خارجية\" عميلة للمحتل الامريكي وللاستعمار وللغرب الكافر وللصهيونية واجهزة مخابرات دول الجوار( التي صارت يخني ) وان بعض الجهات الحزبية والسياسية.. تكيد له كيدا وتسعى بكل خبث ونذالة منقطعة النظير لتسقطه من منصبه وتشوه سمعته وهو المناضل العتيد الذي بفضل \"كفاحه\" ابان الدكتاتورية تحرر العراق ونال \"الحرية\" التي ينعم بها الان!!..
واحب ان انوه ان العراق \"اسم الله على اسمه\" قد تربع وبجدارة وبهمة السادة المسؤولين في جميع مرافق الدولة العراقية وفي المحافظات ومنها كربلاء طبعا... تربع على المركز الثالث عالميا... \"مبروك\" وعقبال المركز الاول في تقرير منظمة الشفافية الدولية التي وضعت العراق في هذا المركز بعد الصومال ومينامار في مسألتي الفساد المالي والاداري التي كانت مجرد ظاهرة في عهد \"مشعول الصفحة \" لكنها تحولت الان الى واقع معاش الان من دون خوف او حياء او \"مستحه\" !!!!
نحن نعرف ان البعض ممن حاول الاصلاح قد دفع الثمن غاليا ولو كان قد \"اكل ووصوص\"
لكان اجدى له والبعض لا يتجرأ في رفع صوته مطالبا بالاصلاح و\"التغيير\" ليس حسب نظرية \"الاخ\" اوباما بل حسب ما يقتضيه الشرع الاسلامي والواجب العرفي والوازع الاخلاقي ..والبعض لا يكلف نفسه وسعها في اية مطالبة كونه طارئا على واقع مدينة كربلاء المقدسة ولايهمه من امرها شيء حتى وان احترقت..ومن جملة الامور التي كانت بحاجة الى مراجعة في كربلاء، الضوابط التي اعتمدت في ترشيح اعضاء مجالس المحافظات من حيث الشهادة والكفاءة والتولد وغيرها ونلفت هنا ايضا ان النزاهة كانت قد طالبت في العام الماضي اعضاء مجلس محافظتي كربلاء وبابل تحديدا بإدلاء كشف عن \"المستوى\" الدراسي لاعضائهما وحددت مدة زمنية لذلك ولم تعرف النتائج لحد الان فضلا عن \"النتائج \" في بقية الضوابط ومنها او على راسها ان يكون عضو المجلس من ابناء المدينة حصرا كما هو معمول به في كافة انحاء العالم!!! نرجو ان تعتمد الضوابط في الانتخابات المزمع اجراؤها في المستقبل .
اذا كان من الانصاف بشيء ان نذكر للموتى \"محاسنهم\" فيكون تماشيا على هذه القاعدة ان نذكر شيئا من \"محاسن\" مجلس محافظة كربلاء وبقية المسؤولين فيها ومن الانصاف كذلك ان لانذكر شيئا منها اذا كان الواقع الكربلائي في عموم المحافظة وفي المدينة القديمة خصوصا واقعا مزريا جدا اذا كانت محصلة السنين الماضية ان تتحول كربلاء التي كانت جميلة ونظيفة ومريحة الى حد ما قبل سنين.. تحولت الى بلد المليون \"ستوتة\" وبلد الشوارع الكسيفة والمتهرئة التي صرت استحي من اعطي وصفا لها وبلد ناطحات الكونكريت والبوابات التي ماتفتأ تذكرنا بايام العسكرية حين كان \"مشعول الصفحة\" يسوقنا كالاغنام الى معسكرات التدريب.. بلد الاسواق القذرة ذات الخدمات المعدومة والتي صارت الان ساحة للنفايات والقاذورات وميدانا لاصحاب الستوتات والدراجات بانواعها حيث يمارس الكثير من اصحابها اخافة الناس وارعابهم والاستهتار بحياتهم كل هذا بفضل الخطة الامنية التي يتشدق بها المسؤولون الامنيون آناء الليل واطراف النهار ويعتبرون ما انجزوه في هذه المحافظة هو \"القمة\" في المحافظة على الامن وشيوع الامان وهو ما عجزت عنه جميع اكاديميات الامن والشرطة في العالم اجمع بجعل هذه المدينة المسكينة مثل علبة السردين ..ان \"تعليب\" المدينة على هذا الشكل هو من ابسط ما يمكن عمله على المستوى العالمي وفي ادنى مستوى من التنظير و التطبيق او بالاحرى لا توجد \"نظرية\" امنية حتى في اقل الدول تخلفا ان تجعل المدينة بهذا الشكل وبامكان اي قوة من الشرطة في العالم وبدون تطبيل او تزمير او تهويل او \"منية\" ان تقطع الطرق وتحبس الناس داخل ازقتهم ودرابينهم وتجعلهم حيارى في تنقلهم خاصة عندما يستجد طارئ .... ما هي الحكمة من غلق الشوارع بهذه الصورة ؟ وما هي الحكمة من منع السيارات من الدخول الى المدينة القديمة ـ عدا سيارات المسؤولين والمحسوبين عليهم ـ وفسح المجال للستوتات وجحافل العربنجية من ان تسرح وتمرح وعلى راحتها وبشكل اصبحت الحوادث من جرائها تشكل ارقاما مرعبة سيما للاطفال والمراهقين؟ ارجو مراجعة المستشفيات والاطباء والمضمدين بهذا الخصوص للتأكد ..ومن الطبيعي ان لا يقلق هذا الامر بال السادة المسؤولين لانهم لم يكلفوا انفسهم يوما بالتفضل والتكرم بالنزول الى الشوارع والساحات والميادين والاسواق هم وعوائلهم المحترمة ... هل توجد ارصفة في العالم كله تتحول الى ملك صرف لصاحب المحل الذي يقابله؟؟ نداء الى بلدية كربلاء النائمة لتنظم \"آلية\" استخدام الارصفة ليستطيع الناس من السير على الكثير من هذه الارصفة اذا كانت الشوارع غير جيدة .. ..
هل يوجد سوق واحد في العالم يتحول الى شارع ويتحول الشارع الى مركز للشرطة ومفرزة للجيش بحجة الدفاع عن المدينة ؟ هل يوجد استعداد امني او عسكري على مستوى عال وتستخدم فيه اجهزة سونار لا تستطيع التمييز مابين الصواريخ والمتفجرات والعبوات الناسفة وبين العطر المغشوش وحبة البراسيتول وعلكة الاطفال ؟؟!! هل افلست الخزينة العراقية الى الحد الذي صارت المسؤولون على الامن يستوردون اجهزة سونار بهذا المستوى المضحك ؟؟... ام افلست جميع النظريات التي تنتجها اكاديميات الامن في العالم لرسم خطة امنية واحدة لا ترجع مدينة كربلاء الى العصور الوسطى ومدفع ابو خزامة والاسوار التي كانت تحمي المدينة الشر والاشرار ؟
وهل تحولت المناصب التي خصت لخدمة الشعب الى مراكز لعقد الصفقات والمزايدات العلنية والسرية والخروج بوجه بشوش وكلام معسول امام وسائل الاعلام للتكلم عن \"المنجزات\" التي لم تعد في اغلب الدول حتى الفقيرة منها منجزات او مشاريع بنى تحتية بل هي من صلب الخدمات التي تقدمها الحكومة فقد صار من العيب التكلم عن امور هي من اولويات عمل الدولة ونحن ما زلنا في كربلاء الحسين نتندر و\"نجتر\" مايدور في الساحة الكربلائية من احاديث حول احد \"المشاريع\" التي من المؤمل ان تنجز مع قيام الساعة وهو مشروع الشارع الذي حمل اسم الصحابي الجليل ميثم التمار (رض) هذا المشروع الذي لم يحمل لحد الان اية بطاقة تعريفية له !!! ام ذلك الشارع الذي يربط حي الجمعية بمركز المدينة الذي يشبه بعربة الموت والذي لا يعرف احد سوى الله متى سينجز!!.وهنالك الكثير والكثير من \"المشاريع\" و\"المنجزات\" على هذه الشاكلة وفي الكثير من المجالات ...مع الاسف الشديد...
انصفوا كربلاء ايها السادة ..انها مدينة الحسين..
أقرأ ايضاً
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2