- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مدينة الحضر عاصمة الصحراء المنسية
العراق بلد الحضارات والرافدين، هذا ماذكرتة كتب التأريخ ووصفة المؤرخون وتناولته الحكايات الشعبية وحكايات جدو ايظا .. وكذلك تسمع هذا في حوارات السياسيين
ولكن ماهية هذه الحضارات التي نلهج بذكرها دائما ..؟ لنأخذ أخر الحضارات في العراق كنموذج....
دولة الحضر...
تقع مدينة الحضر في منطقة الجزيرة في الشمال الغربي للعراق ، وتبعد عن مدينة الموصل بحوالي 110كم إلى الجنوب الغربي منها . وتبتعد هذه المدينة عن مجرى نهر دجلة والفرات ولذا فقد اعتمدت على كثرة الآبار والمنخفضات التي تتجمع فيها مياه الأمطار ، وقد ساعد هذا العامل على استقرار الناس في هذا المكان ..
ولذا فأن أبناء القبائل العربية استوطنوا في منطقة الحضر بسبب توافر المياه والمراعي ثم توسعت إلى قرية ثم انشئوا لهم فيها بيتاً للأصنام يقدمون لهم النذور ويدفنون موتاهم بالقرب منهم .. وبعد استيلاء الآسكندر المقدوني 331_321ق.م على بلاد الشرق وظهور العهد السلوقي تحولت الحضر من قرية إلى مدينة متطورة بفضل موقعها المتميز على طرق التجارة بين الشرق والغرب وكذلك استفادت من الصراع السياسي القائم نبن دول المنطقة والآمبراطوريات المحيطة بالحضر، فتحولت المدينة المتطورة إلى دولة مستقلة ، ذات سيادة وقوة وظهر دورها الحضاري من القرن الأول الميلادي وحتى القرن الثالث للميلاد؟
وأخذت دولة الحضر تظهر على مسرح التأريخ والصراع السياسي من خلال ثلاث ادوار تاريخية وهي.
1:دور التكوين :ويبدأ من منتصف القرن الأول الميلادي ، وفيها أسست المدينة من قبل أبناء القبائل العربية وكانت السلطة فيها موزعة بين شيوخ القبائل وسدنة المعبد ، إما الآمورالعامة للمدينة فكانت تناقش بمشاركة ذوا لحسب والنسب والنفوذ في المدينة وأحيانا جميع أهل المدينة ..
2: دور السادة: ويمتد هذا الدور لمدة قرن واحد حكم فيها ستة رجال بالتعاقب من أسرة واحدة ، وفي هذه القترة اشتد الصراع بين الإمبراطورية الرومانية التي كانت تفرض سيطرتها على بلاد الشام ومصر، والآمبراطورية الفرثية التي كانت تسيطر على بلاد الرافدين ، والحضر كانت حلقة الوصل بين الآمبراطوريتين ..
3: دور الملوك : ويبدأ من عام 158م وينتهي عام 241م ..
وفي هذا الدورحكم الحضر أربعة ملوك هم :الملك ولجش والملك سنطروق الأول والملك عبد سيما والملك سنطروق الثاني .
وفي عهد سنطروق الأول كانت الحضر تنعم بالسلام والاستقرار ولقوة هذا الملك ونفوذه لقب (بملك العرب) . وفي عهد الملك عبد سيما فرضت القوات الرومانية الحصار على مدينة الحضر من اجل اخظاعها ودمجها بالآمبراطورية الرومانية إلى إن صمود مدينة الحضر وتكاتف أهلها من اجل الدفاع عن مدينتهم وللأاسوارها المنيعة تراجعت القوات الرومانية ..
وفي عهد سنطروق الثاني توسع النفوذ السياسي للحضرواصبح لها استقلال كامل حتى لقب سنطروق الثاني (المظفر ملك العرب) .. وفي تلك الفترة أيضا كان الفرس الساسانيين في حالة توسع وفرض سيطرتهم على المنطقة ، ولذا قام الملك الساساني شابورالآول بفرض حصار على مدينة الحضر لمدة سنة كاملة من( 12 نيسان 240م، وحتى 1 نيسان 241م) . فاضطرت المدينة الاستسلام بسبب شحه الموارد الغذائية فيها وعدم وصول إمدادات لها . وقام شابورالآول بعد استسلام المدينة على إلغاء الكيان السياسي لها أي إلغاء الدورالحظاري للمدينة .. وبصفة عامة فأن مدينة الحضر كانت قد بلغت درجة عالية من التقدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وأصبحت مدينة الحضر مركزا دينياً مقدساً عند عرب الجزيرة وهذا مااتاح للأهل الحضر مورداً اقتصاديا جيدا ، والحضريون عبدوا آلهة عديدة كان أكبرها وسيدها إلهة الشمس ...
وبذلك نستنتج من هذه المعلومات مايلي :
1: إن أبناء القبائل العربية هم الذين أسسوا مدينة الحضر واستوطنوها منذ أقدم العصور وحتى ما بعد سقوطها وهذا دليل دامغ على عروبة المنطقة وعروبة ارض العراق وأهلة وانتمائهم المخلص لهذا البلد.
2: إن ملوك الحضر كانوا يلقبون (بملوك العرب) وهذا دليل على القوة السياسية والنفوذ الواسع الذي كان ويتمتعون بة مما جعل القبائل العربية تقدم لهم الولاء لهم وتجتمع تحت رايتهم ..
3: عندما كانت تتعرض الحضر إلى أي عدوان وغزو اواحتلآل خارجي ، كان أهل الحضر يدافعون عن مدينتهم ؟ بقوة وبسالة ليمنعوا المحتل إن يدنس أرضهم ؟؟ فأين نحن من ذلك السنا عربا ؟؟؟
وهنا... اوجة بعض الأسئلة وأتوسل وأناشد الملك سنطروق الأول ونائبيه و سنطروق الثاني ومجلس وزرائه واخص منهم بالذكر وزير الآثار والسياحة في حكومة( سنطروق الثاني) طبعا ؟؟؟؟
لماذا هذا الآهمال الواضح والمقصود للآثار العراقية وجعلها أماكن خاوية تفتكها الأتربة والآندثاروالنسيان ؟ بعد إن كانت أماكن للإشعاع الفكري و الحضاري التي أنارت جميع إنحاء العالم ،
أين الاثارالعراقية التي سرقت من المتحف الوطني ، أين كنوز الحضارة العراقية .. أين اختفت ؟؟؟؟
الرجاء الرجاء... الاهتمام بالآثار العراقية الاهتمام بمدينة الحضر وبابل وأور ونينوى والحيرة والوركاء ونفروعكركوف وغيرها وغيرها ، ولآتجعلوها عرضة للاندثار والسرقة والانقراض فهذه جريمة عظمى بحق هذا البلد ، بلد الحضارات والآشعاع الفكري و بلد الأنبياء والصالحين ....
حسن الوزني
أقرأ ايضاً
- مدينة الموصل وصوم كروبات السياحة
- مدينة بابل بين الماضي والحاضر
- ذكرى الإبادة الجماعية للأذربيجانيين في العاصمة باكو (صور)