- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ماذا تريد سوا واجندتها من كربلاء والكربلائي
اذاعة سوا وقناة الحرة انطلقتا مع الغزو الامريكي للعراق وذلك طبقا لهدف مرسوم تحدثت عنه التقارير الاستخباراتية الخاصة بالخارجية الامريكية الهدف الاول من هذه الوسائل هو كسب ثقة المواطن العربي عامة والعراقي خاصة وذلك من خلال تطعيم اخبارهم باخبار تنتقد الادارة الامريكية عن حدث لم يعلن عنه غيرها من وسائل الاعلام حتى تجعل المستمع والمشاهد يثني عليها باعتبار انها دليل على مصداقيتها وحريتها في البث
أما الهدف الثاني وهو الاهم فهو تشويه صورة الإسلام (رغم بعض التقارير والأخبار التي تظهر عكس ذلك وأيضا بهدف التغطية)، واهم وسيلة غير مباشرة لتحقيق هذا الهدف هو مهاجمة الثوابت والتيارات والرموز والأفكار الإسلامية الوسطية ومحاولة خلط المفاهيم والأحكام وجعل كل اصل إسلامي قابل للمناقشة والتغيير تدريجيا بجانب كم هائل من البرامج التحريرية المتدرجة الموجودة في المجموعة الذكية بشكل عام.
حيث بعد ان فطنت بعض وسائل الاعلام الى الدور المنوط بهاتين الوسيلتين كتبت تحقيقا عن ذلك جاءت عبارة مقدمته الاتي ( ومن أهم الوسائل التي اعتمدتها الخارجية الأمريكية لتحقيق هذا الهدف ( اي هدم الثوابت الاسلامية )كان إنشاء \\\\"قناة الحرة\\\\" و \\\\"راديو سوا\\\\" موجهتان للعرب بلغتهم ).
واليوم قامت اذاعة سوا بنفث سمومها طبقا للهدف الثاني الذي تتوخاه الادارة الامريكية وهو الطعن في الثوابت الاسلامية ، فقد بثت تقرير لا اقول عنه مزيف ابتداء ولكن بعد التعقيب ساقول عنه مزيف وجاء طبقا للخطة المرسومة لهذه الاذاعة ، هذا التقريرتطرق الى فقرة واحدة من خطبة الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجعية في كربلاء والتي القاها يوم الجمعة الماضية في الصحن الحسيني والذي انتقد في هذه الفقرة بعض المظاهر السلبية دينيا وخلقيا .
هذا الانتقاد جعل اذاعة سوا تمارس دورها الخبيث في تشويه هذا الانتقاد الكربلائي واظهاره على غير صورته الحقيقية ، ومن الطبيعي يتبع ذلك الابواق التي تسير على نفس النهج والتي تريد الشر للعراق والاسلام ومنها الشرق واسلام اونلاين القرضاوية .
خبث سوا ومن سار في ركبها يتضح من خلال نظرة سطحية اقول سطحية الى خطبة الجمعة والتي تظهر عدة نقاط ايجابية ومهمة اكثر من انتقاد سوا ، فقد تطرق الشيخ الكربلائي الى مسالة تهجير المسيحيين والتي تعتبر نقطة جوهرية ومهمة وتظهر الى اي مدى اهتمام المرجعية ووكلائها بهذه الشريحة من الشعب العراقي والتي جاءت ضمن الخطبة وهذا نصها (هؤلاء المواطنين المسيحيين هم كبقية المواطنين العراقيين يعيشون معنا نفس الظروف وهم كذلك عليهم مسؤوليات وواجبات نفس ما علينا من مسؤوليات وواجبات وبالتالي فان لهم حقوقا مثل حقوقنا ، هذه الحقوق سواء أكانت سياسية أو كانت في توفير ظروف العيش الآمن والمستقر أو كانت في الحفاظ على أموالهم وأرواحهم وأعراضهم وغير ذلك من الحقوق لابد من صونها وحفظها لهم كبقية المواطنين لذا نأمل من الحكومة الإسراع في توفير الأجواء الآمنة والمستقرة بحيث تعود هذه العوائل إلى مناطق سكناهم بحيث يشعرون بالاطمئنان حينما يعودون إلى مناطقهم وهذا المعنى هو الذي أكده سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني ( دام ظله الوارف ) في زيارة الوفد المكون من الأقلية المسيحية ومن الصابئة الذين زاروا سماحته في هذا الأسبوع، ونخاطب الجهات المسؤولة بضرورة الكشف عن هوية الجهات التي تقف خلف هذه الأعمال من قتل للمسيحيين وتدمير بعض منازلهم وتهجيرهم خارج مدينتهم، ولابد أن تكشف هذه الجهة وتبين هويتها لأبناء الشعب ولبقية الناس، علما أن هذه القضية هي مصدر اهتمام وقلق لدى الجاليات المسيحية في العالم العربي والإسلامي، وكذلك في بقية دول العالم فلابد أن تكشف هذه الجهة كي لا تتمادى في أعمالها وان تشجع مواطنين آخرين على القيام بمثل هذه الأعمال)، لماذا لم تتطرق سوا ومن بمعيتها الى هذه النقطة المهمة من خطبة الجمعة ؟ ببساطة السبب ان هذه النقطة لا تتفق والاهداف التي من اجلها تاسست هذه الاذاعة .
كما وان الشارع العراقي ملتهب ومشغول بالاتفاقية الامنية التي من المزمع عقدها مع امريكا والتي كان لها حصة من خطبة الجمعة واشا رالى نقاط جوهرية الكربلائي بهذا الصدد وهذا نص المطالب الثلاثة التي ذكرها (الحفاظ على المصالح العليا للشعب العراقي وعدم التفريط بها ، عدم المساس بسيادة العراق وعدم التفريط بها ، الحفاظ على استقلال العراق ) ، هذا الامر الذي يجب ان ينال اهتمام بحجم الانشغال الاعلامي به ولكن طالما ان هذه الثوابت التي اعلن عنها الكربلائي ايضا لا تتفق ونوايا سوا فلا تعقيب عليها .
ومثلما انتقد المظاهر السلبية والغير اسلامية فان الكربلائي انتقد الفساد الاداري والمالي المستشري في الوزارات فلماذا لم يتم التعقيب عليه او اجراء تحقيق عن ذلك والذي يعد من الامور الخطيرة التي يعاني منها الشعب العراقي قاطبة ؟!!!
وتناقض وسائل الاعلام الغير مهنية تظهر مع مطالبة الشيخ الكربلائي بحماية الاطباء ونبذ العادات السلبية التي يقدم عليها بعض ذوي المرضى الذين يتوفى مرضاهم في المستشفيات بتهديد الاطباء وطالب الكربلائي بشدة ان توفر الحماية لهؤلاء الاطباء وهذا يذكرني بنفاق بعض وسائل الاعلام التي انتقد الكربلائي في خطبة سابقة عندما قال ان هنالك بعض الاطباء يهتمون للمادة اكثر من الجانب الانساني فظهر من ينتقد هذا القول وبدأ يتباكى على الاطباء ، واليوم لماذا لم نسمع صوت هذه الوسائل الباكية على الاطباء عندما طالب الشيخ الكربلائي باحترام وحماية الاطباء ؟لا اجابة غير النفاق الاعلامي والاهداف الخبيثة التي تسري في جسدهم بدلا من الدم يمنعهم من السير في جادة الحق .