- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تضامنا مع حقوق الأقليات في العراق - الكلدان أنموذجا / 2
على ضفاف الأنهار أو بالقرب منها نشأت الحضارات القديمة ، وبعد إن كانت شبة الجزيرة العربية بلاد خصبة وافرة الأمطار كثيرة الزرع في العصور الجليدية ، حل عليها الجفاف والقحط تباعاً . مما دفع الأقوام المستوطنة فيها إلى الهجرة إلى المناطق المجاورة ، ولما كان في العراق نهران عظيمان يجريان أصبح منال لكل المهاجرين ..
فهاجرت إلية أقوام من شبة الجزيرة العربية ، وكان أخرها هجرة الكلدانيين ..
والذين يسمون اليوم بالطائفة الكلدانية ..
الدولة الكلدانية البابلية : وهي التي أسسها نبوبولآسر والذي أقام ثورة ضد الأشوريين عام 626 ق.م ثم استقل عنهم وفي عام 625 ق.م فتح بابل وأسس إمبراطورية بابلية كلدانية عظيمة ووصلت في وقتها إلى قمة الذروة والمجد والقوة ، وجاء بعد نبوبولأسر إلى الحكم ابنة نبوخذنصر الذي دام حكمة من 605 إلى 562 ق.م . واشتهر نبوخذ نصر باجلأء اليهود من فلسطين في السبي الأول سنة 597 ق.م والسبي الثاني الذي قادة بنفسه عام 586 ق.م ، ثم خلف من بعدة ملوك ضعاف إلى إن قضى الملك كورش الفارسي على الدولة البابلية الكلدانية سنة 593 ق.م وأباد الكلدان ، وبذلك ينتهي أخر العصور الحضارية في العراق حسب اعتقاد المؤرخين والباحثين ، لأن بعدها خضع العراق تحت ضل الأحتلألأت حتى الفتح الأسلأمي ...
هذا من جهة إما من جهة أخرى فقد بقي من الكلدان باقية وبمرور الزمن ومرور الأديان اعتنق الكلدان الدين المسيحي وكونوا الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وهي : وهي كنيسة تنتمي إلى المذهب الشرقي للكاثوليكية الذي يضم كنائس مستقلة من أصل شرقي والتي تحتفظ بشعائرها وتقاليدها ولكن تعترف بسلطة بابا روما ..
ولغة الشعائر التقليدية للكنيسة الكلدانية هي السريانية باللهجة الشرقية ومعظم كلدانيي العراق يتحدثون بلغتهم السريانية ، ويقطن إتباع الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية اليوم في العراق وتركيا وسوريا ولبنان بالإضافة إلى المهاجرين في أوربا وأمريكا واستراليا ..
وكان للكلدان دور بارز في خدمة أوطانهم على مرالعصورولهم مواقف تاريخية مشهودة وقد أعطوا تضحيات كثيرة من اجل موطنهم الأصلي المقدس العراق ولكنهم يعانون اليوم من الإقصاء والتهميش والقتل الطائفي والديني والأبعاد ألقسري إلى المهجر ووو..
إما المرجع الديني المسيحي للكلدان فيسمى بطريق بابل للكلدان وهو لقب يمنح إلى رؤساء الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وهو واحد من بطاركة الكنيسة الكاثوليكية في الشرق ، وقد تم لاعتراف بالبطريركية الكلدانية من قبل الفاتيكان عام 1552 م . ومن هذا التاريخ وحتى الآن تسلم منصب بطريك بابل للكلدان 32 بطريق من مار شمعون الثامن يوحنان سولأقا وهوا لأول وحتى البطريك مارعمانوئيل الثالث دلي والذي توج بطريك بابل للكلدان منذ عام 2003 وحتى الآن ..
وتضم مدينة بغداد وحدها مايقارب 45 كنيسة لجميع الطوائف المسيحية ومن ضمنها الكلدانية
ويقول دلي في تصريح صحفي : ( سوف ابقي في العراق إلى أخر نسمة من حياتي لأعمل من اجل أبناء هذا الوطن العزيز نحن لسنا بجالية نحن أبناء اصلأء للعراق) .
إما نحن فنقول : إن الكلدان الأثوريون هم احد الأقليات التي تعيش في العراق منذ أقدم العصور وهم احد مكونات الحضارة العراقية القديمة التي أنارت البشرية جمعاء في الوقت الذي كان فيه العالم يعيش في الضلأم وهم سكان البلد الأصليون وهم قدموا التضحيات من اجل هذا البلد ، فهل ياترى يستحقون مقعد برلماني يمثلهم في البرلمان على الأقل يسترجعون بعض من حقوقهم التاريخية المصيرية المسلوبة ؟؟؟؟