تعود الاحتلال ان يتصرف بالعراق كأي بلد مغلوب على امره، واشترط على نفسه ان لايكف عن القول بان العراق اصبح بلدا ذا سيادة في وقت لا تمنح فيه للحكومة العراقية الفرصة الكافية ان تعبر عن سيادتها، ولا تترك المجال للمجاميع المسلحة ان تتعامل معها كمقاومة حقيقية!.
فما دور اميركا في المنطقة وما دور الحكومة في العراق؟ السنوات القليلة الماضية اثبتت بما لايقبل الشك ان اميركا أعطت للعراق السيادة الشكلية وآثرت لنفسها التفرد بالسلطة وابقاء نفسها المتسلط الاوحد لكل القرارات النافذة..اذ كيف يمكننا ان نسلّم بانها تشرك القوات العراقية في مهامها، وفي كل مرة تطلب القوات العراقية من الاميركية توضيحا بشأن المجزرة الفلانية في المنطقة الفلانية! مايعني ان هناك خدعة كبيرة لا ندري كيف بقي السياسيون يلعبونها طوال هذا الوقت، فاما ان يكون العراق صاحب سيادة، او ان يكون بلدا محتلا تحت رحمة قرارات الامم المتحدة ليتسنى وضع العراق في خانة الدول المعتدى عليها ولا داعي لتعليق الآمال على قرارات البرلمان العراقي بهذا الخصوص ..ومن هنا ينبغي التوقف للحظة فقد انتفض اعضاء في مجلس النواب قبل مدة ليست ببعيدة على الشرعية التي اعطت للمحتل قرار البقاء طويلا، وما اذا كان للبرلمان العراقي الحق في الطلب لاخراج المحتل ام ابقائه؟
ففي الوقت التي ترى فيه الامم المتحدة بان ابقاء القوات الاميركية شأن حكومي وليس شأن البرلمان، يرى البرلمانيون ان هذا جزء من حقوقهم المستلبة اذ كيف يهمش دور البرلمان الذي نصّب الحكومة في وقت يظل قرار ابقاء الحكومة أوعزلها رهين اجماع برلماني، ثم ان عبارة الحكومة لاتعني الشخص الحاكم بقدر مايعني مجلس الوزراء ومجلس النواب ومجلس الرئاسة مجتمعة، وان هذا التفكيك ليس الا لعبة اميركية قد انطلت لمدة طويلة على سياسيينا للاسف ، ومع ان البعض يرى ان ابقاء القوات الاميركية هو قرار وليس اتفاقا ولكونه قرارا صادرا من مجلس الامن الذي سمح لنفسه التدخل في أية دولة تمثل خطرا او تهديدا للمجتمع الدولي،فليس من حق تلك الدولة ان تقرربشأن ابقاء القوات تلك من عدمها، ألا اذا كان قرارا دوليا ايضا!! ،والمضحك ان البرلمانيين اعترفوا مؤخرا بان هناك خدعة اميركية حيكت وتحققت في هذا الصدد حين حرصت اميركا على ان لاتناقش اعادة النظر في هذا القرار في مجلس النواب بل يناقش في مجلس الامن وهي التفاته ماكرة من اميركا تم تمريرها على السياسيين الذين امتثلوا في اغلب الاحيان الى العصا والجزرة ووضعوا انفسهم في اتون الفوضى الخلاقة والبحث عن الامتيازات الخاصة دون الالتفات الى حقيقة هل هم محتلون من قبل محتل؟ ام بلدهم صاحب سيادة معترف بقراراته؟!.
أقرأ ايضاً
- التباكي على أطلال السيادة
- الضربات الأمريكية والسيادة العراقية.. الغلبة لمن؟
- معركة الإصلاح معركة وطنية يا سيادة الرئيس !