- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
وزيــــر التعليـــم أم وزير التهديم؟
ربما لم يخطئ السيد وزير التربية العراقي في مسألة الحضور الى المركز الامتحاني في مدينة بغداد – سبع ابكار ، وربما كان حريصاً أشد الحرص على أداء الامتحانات بالشكل المطلوب وبسلاسة منقطعة النظير ، ولكن وهذه العلة تكمن في الــ ( لكن) من هو المتسبب في تلك الكارثة والاعتداء على حرمة الطلبة داخل القاعة الامتحانية؟.
نحن أمام مجموعة من الطلبة الخارجيين الذين يؤدون امتحاناتهم بهذه الشاكلة وحسب رغبة وزارة التربية أن تجعل لهم المركز الامتحاني وعليهم الذهاب اليه مهما كانت المخاطرة ، ولا شك بعد الادعاء الذي ظهر بوسائل الاعلام حول محاولة الطلبة الغش في القاعة الامتحانية وعرقلة سير الامتحانات مما استدعى حضور السيد الوزير كل ذلك وارد ولنقل على سبيل المثال \\\\" أن أحد أو مجموعة من الطلبة حاول الغش وأن المراقب للقاعة الامتحانية حاول منعه من عملية الغش وحصلت مشادة كلامية بينهما وقد اصــّـر الطالب على الغش\\\\" الى هنا تم استدعاء السيد الوزير ولا نعرف هل كان السيد الوزير على أهبة الاستعداد للحضور لأي مركز امتحاني يحصل فيه غش، وماذا لو كانت أغلب المراكز الامتحانية تحاول الغش؟ واخيراً حضر السيد الوزير وبطبيعة الحال لم يحضر لوحده فقد احضر جيشاً جرار لأنهم حماية السيد الوزيرمع اسلحتمهم وعتادهم المتكامل واخترقوا وخرقوا القانون باختراقهم حرمة المراكز الامتحانية باسلحتهم بل حرمة مراكز التعليم كافة.
وصل السيد الوزير للقاعة الامتحانية ليرى ما حصل وقد تبين أن أحد الطلبة كان بيده مسدساً ويصوبه نحو السيد الوزير مما استدعى من حماية السيد الوزير باطلاق عيارات نارية لحماية السيد الوزير ما ادى الى اصابات في عدد من الطلبة الذين يؤدون امتحاناتهم !!!!! غريب عجيب كيف يتم اطلاق عيارات نارية داخل القاعة الامتحانية وامام السيد الوزير على الطلبة ؟
ونود الاشارة اليه أن هؤلاء الطلبة الذين يؤدون الامتحانات بشكل خارجي أغلبهم من الذين قارعوا النظام البائد وحرموا او فصلوا من الدراسة بسبب بطش وقمع اجهزة النظام البعثي ولما احسوا بحرية الفرد نوعاً ما ولأجل الحصول على وظائف في الدولة حاولوا جهدهم العودة للدراسة واكمال دراستهم بهذا الشكل ولم يخطر ببالهم يوماً من الايام ان يصبحوا هدفاً داخل القاعة الامتحانية من قبل حماية السيد الوزير الذي يعتبر بمثابة الأب الروحي للمتعلم ، وبهذه الطريقة سيجعل من التعليم أداة للتهديم في مراحل بناء الدولة العراقية.
نحن قد لا نشك بولاء السيد الوزير وحبه للتعليم ولكن أن الذي جرى يتحمل مسؤليته هو بنفسه لأن الذي جرى أمام عينيه ومن قبل حمايته.
كنت أتمنى من السيد الوزير بالهجوم كهذه الطريقه على الجامعات وتحريرها من العصابات والمليشيات التي تسيطر عليها لا الهجوم على الطلبة الذي لا حول لهم ولا قوة داخل المركز الامتحاني والاعتداء عليهم والخروج بعدها بمبررات قد سمعناها من قبل مراراً بعد كل قضية تحصل لدواعي قد تكون سياسية، ولا شك أننا ننتظر نتيجة التحقيق بهذا الحادث المؤسف كما اطلق عليه السيد رئيس الوزراء الذي امر بفتح تحقيق بالحادث ويا ترى كم تحقيق لم نعرف نتائجه لحد اللحظة؟ فقط محاولات لتهدئة الوضع ويبقى كل شيء كما هو ، ولا نريد ان نصل الى مرحلة التشبيه بالنظام السابق وقد تكون سابقة خطيرة عندما نصل الى ذلك.
قبل كل شيء على السيد الوزير ان يفهمه هو الوضع المأساوي الذي وصل اليه التعليم في العراق ، فعليك محاسبة الكادر التدريسي ياسيادة الوزير الذي يبيعون اسئلة الامتحانات على الطلبة مما جعل التعليم ارجوحه باياديهم القذرة ونتائجها أن تتخرج دفعات لا تعرف من مهنها شيئاً ، عليكم بمراقبة الكبار قبل الصغار ومحاسبة المسؤول قبل غيره لأنهم القدوة ، لا أن تبدؤا بالصغار وتنسون أنفسكم.
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- الإجازات القرآنية ثقافة أم إلزام؟