اموال كثيرة انفقت من قبل الحكومة على وزارة الكهرباء وتسهيلات كثيرة ودعم متواصل لهذه الوزارة التي ما أن تنهض بعمل ايجابي وانجاز كبير في القدرة على تقديم الخدمات للمواطن العراقي حتى تنتكس جهودها وعلى جناح السرعة بحيث لم ينعم الشعب العراقي بنعمة النور الكهربائي سوى ساعات او يوم واحد على الاكثر وتعود العتمة ويعود الاحباط والشكوى وتأجيل الامنيات للحصول على ربع اليوم انارة على اقل تقدير وخاصة في هذا الوقت العسير الذي تزامنت فيه جميع مستلزمات الحاجة للطاقة الكهربائية ونحن في هذا القيض الحار\".
المواطن العراقي بدوره اعتاد على قائمة الاعذار والتبريرات الطويلة التي تطرحها وزارة الكهرباء إزاء أيّ أزمة، ومن بين هذه التبريرات سقوط أبراج بعض المحطات نتيجة الرياح العاتية، أو تعرض الخط الناقل للكهرباء من محطة التوليد الى أعمال العنف، كون المنطقة تصنّف ضمن المناطق الساخنة، أو تجمد الأنبوب الناقل لزيت الغاز بسبب انخفاض درجات الحرارة، أو تحفّظ تركيا على تزويد محطتي التوليد في إحدى القرى الشمالية بالوقود وغيرها من التبريرات.
لقد مل الناس من الكلام عن الكهرباء.. وقد تركنا الحديث عن توفير الطاقة الكهربائية التي تكفي المواطن ولو ان الحل بسيط ويسير فمليارات الدولارات تصرف هنا وهناك دون أي شيء مفيد وملحوظ يرى بالعين المجردة.
فمنذ خمسة عشر عاما والشعب والكهرباء على غير صلح. وبعد خمس سنوات من سقوط النظام تتدهور الكهرباء يوما بعد آخر. وقد عاش الناس بأحلام وردية للوعود التي أطلقها المسؤولين فكانت الأحلام الوردية معاناة إضافية ومضاعفة لما عانوه سابقا.. وكم من يتمنى لو بقي الوضع على حاله لكانت الأمور أنسب وافضل الشيء.. الذي لفت انتباه الجميع في مسألة الكهرباء ليس انقطاعها فحسب وإنما استخفاف القائمين على قطع التيار الكهربائي بمشاعر المواطن وراحته.. لقد رضي المواطن بتقنين الكهرباء.. ولكنه لا يرضى أن يقطع التيار كل عشر دقائق أو ربع ساعة ويعود مرة أخرى.. فهذه لعبة من لعب الأطفال التي تؤذي مشاعر الكبار وتسيء إليهم ولا تحترم ابسط المثل والأعراف وأقول لعبة لأنها لا تكون إلا بمزاجٍ ساذج طفولي مثلها كمثل طفل يضرب أجراس البيوت ويهرول ليختفي عن أنظار أهل البيت فهي متعة له.. إنها متعة ساذجة وليست نقصاً في الطاقة الكهربائية.
أقرأ ايضاً
- ازمة الكهرباء تتواصل وحديث تصديرها يعود الى الواجهة
- الماء والكهرباء والوجه الكليح !
- سيارة كهربائية لمواطنين أعْيَتْهُم الكهرباء !