- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أصحاب الكهف... (اشروكي . دليمي .كاكه)
كانوا ثلاثة أصدقاء في جامعة بغداد لا يتفرقون إلا في السحر , ويعودون يتلاقون بعد الفجر وهكذا دواليك ,تغمرهم حالة من الفرح والأخوة الصادقة , وكان أقصى ما يتمازحون به أسماءهم العجيبة فيقول الأول سميت بهذا الاسم نسبة إلى سيارة (شيروكي).والثاني يقول نسبة إلى أكلة ( الديلمية) . والثالث يقول نسبة إلى فاكهة اسمها (كاكي) .
وكان هذا الائتلاف العراقي الموحد قد أزعج قوات الأمن في الجامعة فتم الاستدعاء الأمني والتحقيق والاعتقال ثم الإفراج والبقاء تحت المراقبة والتدقيق . فكانت تهمة الأول (حزب الدعوة العميل ) والثاني (الحزب الإسلامي العميل) والثالث(قوات البيشمركة العميلة ) علما إن التهم الثلاثة تؤدي إلى الإعدام . فقرروا الثلاثة الهروب لفترة من الزمن حتى تنتهي الحرب العراقية الايرانية .فقال كاكه لصاحبيه (اشروكي ودليمي) إن لدى عائلتي أرض فيها كهف في جبال حمرين عسى أن يعصمنا. ووصلوا إلى ذلك الكهف البعيد عن الربا يا والنقاط العسكرية وجهزوا المكان للمبيت وناموا تلك الليلة على أن توزع المهام في اليوم التالي. وعلى أنغام ((ياحسافة)) استغرق في النوم أحدهم والآخران ناما على صوت القارئ (علاء الدين القيسي) . نهضوا في صباح من صباحات العراق فتح احدهم المذياع , انتظروا الأخبار وإذا الأخبار عجيبة , وبعد استفاقتهم من الصدمة , تأكدوا إن الرئيس كردي ونائب الرئيس من الحزب الإسلامي ورئيس الوزراء من حزب الدعوة .مرة أخرى أصابهم شيء من فقدان الوعي !! إنها المعجزة ((العجب كل العجب بين جمادى ورجب )) قال الأخر ( عش رجباً ترى عجباً)) فقال الأخير لا هذا ولا ذاك بل ( كن فيكون) . المهم كل هذ1 ولا يصدقون ما يسمعون خرجوا من كهفهم وإذا الدنيا غير الدنيا , العلم الأمريكي يرفرف على جبال حمرين !! عادوا إلى الكهف مسرعين ,, هل من المعقول إن الحركة الجيولوجية جعلت من سلسلة حمرين في أمريكا أو العكس , ولكن الأمر غريب .فتحوا المذياع مرة أخرى وإذا المذيع يقول القوات الصديقة , الحمد لله نحن في العراق , وأعداء الأمس أصدقاء اليوم وأكيد أن المشاكل كلها تم حلها مع هذا الصديق الجديد (( فلسطين , الاسكندرونة , سبته ومليله , دارفور , التكنولوجيا الحديثة)) . خرجوا مرة أخرى ساروا وهم يقفزون من الفرح , دقائق , والقوات الأمريكية تطوق المكان وتم اعتقالهم ,والسؤال الأول للشخص الأول من أي مذهب أنت وزملاؤك فكان الجواب الثلاثة (شيعه). الثاني نفس السؤال, أجاب الثلاثة (سُنة). الثالث أنا مسلم والثلاثة (مسلمون) ,على ما أعتقد. ولان الإجابات مختلفة فهم كاذبون, حسب رأي المحقق. وبعد التحقيق المتعب تم توجيه التهم أحدهم(القاعدة) والثاني (الارتفاع) والثالث (نصف القطر) . وبعد الاتفاق بين الحكومة والقوات المحتلة الصديقة تم إخراج الثلاثة, وتفرقوا على أن يلتقوا بعد شهر في العاصمة بغداد وفي نادي الجامعة لإكمال معاملات الدراسة. واقتنعوا بان اعتقالهم كان خطاً, ولجهلهم بطائفتهم في العالم الجديد حملوا أخاهم في الإنسانية على سبعين محمل . وبعد وصول الأول إلى مدينة العمارة ( وهي أغنى مدينة في العالم أجمع) حسب تقارير معتمدة. وإذا هي, مظلمة, كالحة, أتربة, أوساخ, أصوات رصاص,,صور كبيرة,,. وصل الثاني إلى الرمادي , وإذا هي, مظلمة, كالحة, أتربة, أوساخ, أصوات رصاص,,صور كبيرة,,وصل الثالث إلى خانقين وإذا هي, مظلمة, كالحة, أتربة, أوساخ, أصوات رصاص,,صور كبيرة,,في اليوم الثاني للوصول بدأ السؤال عن الأصدقاء والأحبة كان الجواب متشابه... (معتقل , اغتيل , هارب). أغلب الوجوه نفس الوجوه المتسلطة في ذلك الزمان ولكن الانتماءات اختلفت . عادوا الثلاثة إلى بغداد مسرعين واجتمعوا فتذاكروا مندهشين القاتل والمقتول من نفس العائلة والأب لا يبالي ,, وتبينوا إن الأوضاع ليست كما توقعوا . فقال ( اشروكي) لصاحبيه يحكى إن صاحب شأن في البصرة قديما شاهد معركة لنوع من أنواع الديكة (تتقاتل حد الموت) فجاء لصاحب الديك المنتصر وقال له بكم تبيع هذا الديك ؟ أجابه أن ثمنه غالي قال , أعطيك ضعفه , فاشتراه ثم جعل رأس الديك تحت قدمه وسحقه ,, فصاح صاحبه الأولي ,لماذا؟ أجابه صاحب الشأن ,, إن من يقتل أبناء جنسه يجب أن يسحق رأسه.
قرروا الثلاثة العودة إلى الكهف عسى أن يرزقوا بنومه كهفيه أخرى.
جمال الدين محمد علي
كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً
- الحجُّ الأصغرُ .. والزِّيارةُ الكُبرىٰ لِقاصِديِّ المولىٰ الحُسّين "ع"