مع بداية كل صيف ... يهيأ العراقيون أسطح منازلهم وذلك بسبب انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة صيفا مما يجعل النوم فوق السطح ليلا هو الخيار الوحيد للتخلص من لهيب الصيف وانقطاع التيار الكهربائي ، ولكن ثمة معوقات تحول دون النوم فوق اسطح المنازل رغم انه الخيار الامثل لاغلب العوائل التي ليس لديها مولدات كهربائية لتوليد الكهرباء ليلا ففي العام الماضي كان النوم فوق السطوح بمثابة مغامرة بحد ذاتها فكثيرون الذين قتلوا وهم نائمون بسبب الرصاصت العشوائية من هنا وهناك ، أما هذا العام فقد فقد جاء ماليس في الحسبان السماء تمطر ترابا فشتاء العراق لم يكن ماطرا مما جعل الصيف جافا متربا مليئا بالعواصف الترابية لم يشهد العراق لها مثيلا منذ عدة سنين ومما زاد الامر تعقيدا انقطاع المياه في بلد النهرين
لذلك تحولتْ سطوح المنازل السكنية في محافظة كربلاء المقدسة الى محطة لجوء اغلب المواطنين ليلا بعد ازدياد ساعات قطع التيار الكهربائي في كربلاء قابلتها زيادة كبيرة في درجات الحرارة الامر الذي دفع بالمواطنين الى النوم فوق السطوح بدلا من البقاء داخل منازلهم.
ويؤكد العديد من المواطنين ان هناك اسبابا عدة تدفعهم الى النوم فوق سطوح المنازل اهمها القطع الغير منصف للتيار الكهربائي في محافظتهم .
ويقول (ابو احمد ) من حي العامل ان\" لجوءه مع عائلته الى النوم فوق سطح منزله بانه الحل الامثل هربا من ارتفاع درجات الحرارة وانعدام التيار الكهربائي حيث يقول: اصبحت سطوح المنازل الاماكن المخصصة لنوم اغلب العوائل لا سيما بعد وصول عدد ساعات القطع المبرمج للتيار الكهربائي الى 22 ساعة في اليوم الواحد وارتفاع اسعار الوقود لدى الباعة الجوالين الذي يستخدم في تشغيل المولدات الصغيرة. مضيفا: انه برغم خطورة النوم في السطوح الا انها الافضل من البقاء في (جحيم) المنازل بسبب ارتفاع درجات الحرارة.. ويشاطره في الرأي (احمد كامل) الذي اكد انه لا سبيل سوى النوم في سطوح المنازل بعد الارتفاع الكبير في درجات الحرارة خلال الايام الماضية والانعدام التام للتيار الكهربائي. مطالبا وزارة الكهرباء بوضع حد لـ(مهزلة الكهرباء) كما يصفها، وتوفير التيار الكهربائي لعموم المناطق\".
ويبرر احد المواطنين الذي (رفض ذكر اسمه ) لجوءه الى النوم في سطوح المنازل لكثرة انقطاعات التيار الكهربائي ورداءة المولدات الكهربائية لا سيما في المناطق السكنية،اذ يقول هذا المواطن : ان اغلب المواطنين يفضلون النوم ليلا فوق سطوح منازلهم هربا من درجة الحرارة المرتفعة خلال هذه الايام وتدهور التيار الكهربائي برغم الخطورة التي قد تلحق بهم اثناء نومهم فوق السطوح ويؤكد ان\" اغلب المنازل السكنية تتحول ليلا الى افران حرارية بفعل درجات الحرارة المرتفعة الامر الذي يدفع بنا الى النوم فوق سطوح المنازل بعيدا عن التذبذب الواضح في ساعات تزويد التيار الكهربائي. مناشدا وزارة الكهرباء وضع الحلول المناسبة لاعادة التيار الكهربائي الى وضعه الطبيعي \"
فالى اين المفر ايها العراقيون لاحكومة وفرت الكهرباء والماء بحيث تستطيعوا النوم تحت اسقف منازلكم اذا يعتمد العراقيون على تشغيل المبردات الهوائية والتي تعمل على الكهرباء والماء ، ولا الطقس يناسب وضعكم البائس ،معاناة كثيرة وحلول قليلة هذا ماقالته ( ام طالب )امرأة مسنة يعيها المرض وهي امرة عجوز تقول ان كبر السن والمرض حال دون مقدرتي على صعود الدرج فلا استطيع ان انام فوق السطح مع العائلة هذا ان استطاعوا هم ان يناموا بهذا الجو المترب .
وكان مجلس محافظة كربلاء المقدسة قد طالب وزير الكهرباء بالاستقالة ما لم يتم العمل على تحسين الشبكة الكهربائية التي يعاني من تدهور خدماتها المواطنون في المدينة وفي عموم العراق، مهددا باتخاذ خطوات أخرى قال إنها \"غير متوقعة\" ضد وزير الكهرباء
فيما حذر محافظ كربلاء (عقيل الخزعلي) وزارة الكهرباء بهذا الصدد قائلا \"نحن لدينا إجراءات وخطوات التصعيد مفتوحة على أكثر من صعيد، منها المحكمة الدستورية والتظاهرات الشعبية والاعتصامات\".
هذه المعاناة يزداد لهيبها عندما يهزء العراقيون من انفسهم قائلين : \" وزير الكهرباء يهنئ الشعب العراقي بحلول الصيف ويقول هف بايدك محد مايفيدك \" وهنا يتذكر العراقيون ماتعرف بالسبلت العراقي (المهاف اليدوية) والتي لا يكاد يخلو منها بيت هذه المهاف (السبلت العراقي ) التي تصنع يدويا من سعف النخيل يروج سوقها في فصل الصيف حيث يزداد الاقبال عليها بصورة كبيرة وحتى عندما يصعد العراقيون اسطحهم فان المهاف لاتفارقهم لانهم يؤمنون بما قالو (هفي بيدك محد يفيدك ) وهكذا يبقى العراقيون وتبقى معاناتهم واقفة امام المسؤولين علهم يجدون لها حلا.
أقرأ ايضاً
- مصور محترف يتحدث عن المشهد الفوتوغرافي في عاشوراء :روحية الصورة واحساسها يكون مختلفا(فيديو)
- للقضاء على البطالة :العتبة الحسينية تقرر انشاء مراكز للتاهيل المهني خلف مجمع الدرة بمساحة 20 دونما لتدريب الباحثين عن العمل
- كربلاء:العتبة الحسينية تطبع وتؤلف (160) كتابا عن حياة وتراث الامام الحسن