وقال المتولي الشرعي لعتبة الحسينية المقدسة الشيخ "عبد المهدي الكربلائي" في حديثه الذي حضرته وكالة نون الخبرية ان" مع بدأ العام الدراسي هذا العام و مضي هذه السنوات من عمر جامعة السبطين الطبية الموقرة الكريم التي واجهنا الكثير من التحديات والصعوبات حتى وصلنا الى هذا الهدف، واقر عيوننا الاخوة الاساتذة التدريسيين بهذه النتائج والمستويات العلمية التي قدمت خلال هذه السنوات ونأمل من خلالهم ومن خلال طلبتنا الاعزاء ان نصل الى الاهداف التي ننشدها من وراء تأسيس هذه الجامعة، ونقدم شكرنا وتقديرنا واحترامنا الكبير لرئاسة الجامعة بقيادتها السابقة والحالية، وكذلك شكرنا للسادة العمداء والاساتذة للجهود الكبيرة التي يبذلونها، وكذلك نعبر عن اعتزازنا ومحبتنا لطلبتنا وطالباتنا الذين التحوقوا للدراسة بالجامعة منذ سنوات عدة، وكذلك للطلبة والطالبات الذين التحقوا في هذا العام الدراسي الجديد، ونحن نفتخر بطلبة الجامعة سواء كانوا في كليات الطب او التمريض او العلاج الطبيعي وباقي التخصصات الطبية، نفتخر بانهم وصلوا الى هذا المستوى بعد ان كانت لهم مجموعة من المقومات والصفات، وهي مواهب منحكم اياها الله سبحانه وتعالى مثل الذكاء، والجدية، والاجتهاد في الدراسة، والاهتمام بكيفية استثمار الوقت والجهود والطاقات العقلية وغيرها، حتى وصلتم الى هذا المستوى، ونفتخر ونحتفي انكم دخلتم في هذه الجامعة التي نأمل ان تكون في مصاف الجامعات الاولى في العراق والمنطقة".
مواصفات بناء الشخصية
واضاف قائلا "لا شك ان الطلبة في هذه التخصصات الطبية بعد ان وصلوا الى مرحلة الدراسة الجامعية صاروا يواجهون تحديات اكبر لان هذه التخصصات الطبية العلمية يواجهها الكثير من التحديات والصعوبات، وفي ضوء تجربتي الشخصية في الحياة كوني كنت طالبا جامعيا واعرف ظروف الطالب وتخرجت من الجامعة، وايضا دراستي الحوزوية التي اغنتني كثيرا في المجالين العلمي والحياتي وتجربتي الطويلة في الحياة توصلت الى مجموعة من النتائج والتوصيات، واتمنى لو عدت شابا وطالبا ان اعمل بهذه التوصيات وهي خلاصة خبرة السنوات الطويلة في الحياة، اولها التجربة الاولى في الجامعة والاخرى الصعبة التي مررت بها في الحياة، ثم الدراسة الحوزوية، وبعدها السنين الطويلة في ادارة العتبة الحسينية المقدسة، وكذلك ادارة ممثلية المرجعية الدينية العليا في مدينة كربلاء المقدسة، واقول امام الطلبة الذين يدرسون هذه التخصصات الطبية ان هناك متطلبات علمية، ونفسية، واخلاقية، وسلوكية، وتحديات اخرى تحتاج الى مجموعة من مواصفات البناء لاتحدث بها وأملي من ابنائي الطلبة والطالبات ان لا يكون نظرهم مقتصرا على السنة التي يعيشونها، بل لابد ان يكون نظرهم الى المدى البعيد، مع ان سنوات الدراسة محددة يمر بها الطالب وتنتهي ولا يمكن الرجوع الى الوراء، ولابد من استثمارها في البناء الصحيح حتى اذا طوى مراحل الدراسة تمكن من بناء حياة تطبيقية، وعلمية، وطبية، ناجحة بعد التخرج الذي سيستمر مدى الحياة في وظائفكم، والانسان في مهامه ووظائفه باعتباره خليفة الله في الارض، عليه ان لا يفكر ابدا عن التوقف عن العمل والخدمة طالما هو يتنفس هذا الهواء، والانسان الرسالي وصاحب الرسالة يبقى الى اخر يوم في حياته لا يتوقف عن العطاء والخدمة الى آخر يوم في حياته".
الانسان الرسالي لا يتقاعد
واوضح ان" مفهوم التقاعد الوظيفي شيء محدود ولكن ليس هناك تقاعد عند الانسان المؤمن الذي لديه رسالة سامية وشريفة الذي يتطلب مجموعة من مقومات البناء الصحيح حتى يمكن للطالب بعد التخرج ان ينجح في اداء وظائفه، المقسومة له في قانون التخصصات بنجاح، ومنها البناء العلمي، والنفسي، والاخلاقي، والوعي الوطني والديني وما هي مسؤولياته امام الله تعالى لان من المفترض على طالب التخصصات الطبية والتمريضة ان يكون اكثر فهما ودقة للحياة التي تتكون من شطرين حياة الدنيا وحياة الآخرة، وكيف ابنى هذه الحياة الدنيا للوصول الى الاهداف التي ينشدها الانسان باعتباره اكرم مخلوق في الارض والكون الذي خلقهما الله له وارسل له الرسل والانبياء والكتب السماوية، ولابد لهذا الانسان ان يكون له وعي ديني ووطني، اضافة الى الذي ذكرته من البناء العلمي، والنفسي، والاخلاقي، والاجتماعي، ومن الواضح ان اتمامكم الدراسة الاعدادية كان منطلقا من جديتكم، واجتهادكم، ووعيكم، وفهمكم لمتطلبات النجاح في الحياة الدراسية، لكن مرحلة الدراسة الجامعية اكثر تعقيدا، ومهمة ووظيف الطالب اسمى واكبر مما مر به في مرحلة الدراسة الاعدادية، لذلك يتطلب لديكم مع هذه المواصفات مزيد من الجدية، والاجتهاد، والفهم، والقدرة على التعامل مع مختلف التحديات، بعد ان اصبحتم اكثر نضجا وقدرة على النجاح واجتياز التحديات والمصاعب، وفي ضوء تجربتي آمل من الاساتذة التدريسيين الاهتمام بالبناء العلمي التخصصي ورصانته، وكذلك بناء شخصية الطالب الذي يتحقق من خلاله النجاح"، مشيرا بالقول اني" طويت عشرات من السنين في حياتي بدراسة الهندسة والدراسة الحوزوية، وعرفت الآن ما هي اهمية البناء العلمي التخصصي، لكن بالمقابل من دون بناء الشخصية القادرة على النجاح في الحياة لا يستطيع الانسان ان ينجح في مجاله العلمي والتخصصي، وادعو رئاسة وملاكات الجامعة للاهتمام في بناء شخصياتكم ونجاحكم في حياتكم الوظيفية وهو ليس النجاح الوحيد بل هناك نجاح في الاسرة، والعلاقات الاجتماعية، ونجاح في اداء الوظيفة التي تحقق الهدف المرجو منها، وهي مجموعة نجاحات مطلوبة من اجل الوصول الى النجاح الاكمل".
مهارات داخلية وخارجية
واشار "الكربلائي" بالقول الى ان" هناك بعض المهارات المطلوبة من ابنائنا الطلبة والطالبات وارجو منهم الاهتمام بها الى جانب العلمي التخصصي مثل مهارة ادارة الوقت كون كل انسان يحتاج الى تنظيم الوقت للاستفادة القصوى من الامكانات المتاحة التي تتمثل في العقل، والذكاء، والقابليات الذهنية، وامكانات متاحة من خلال الجامعة والاساتذة وبقية امور الحياة وتنظيم الوقت هو الذي يعطي الاستفادة القصوى من هذه الامكانات الذاتية الموجودة بصورة عامة لدى الانسان وبصورة خاصة عند الطالب والامكانات العلمية والقدرات المتاحة الذاتي الداخلية عند الانسان والخارجية الموجودة في الجامعة، والمجمتع، والمؤسسات الاخرى، والطالب في مثل هذه الجامعات من الاولى ان يعرف كيف ينظم الوقت بشكل امثل من غيره والاستفادة منه في مجالات الحياة"، مبينا ان"المهارة الثانية هي توظيف الامكانات الخارجية المتاحة مثل الدرس، والاستاذ، والمختبر، وكيف يستطيع الطالب بمهاراته توظيف هذه الامكانات الخارجية افضل توظيف"، اما المهارة الثالثة فهي التفكير النقدي والتحليل للمعلومات بصورة صحيحة ودقيقة، لغرض الوصول الى الفهم الصحيح والعميق والدقيق للنظريات والافكار والآراء عندما يكون بهذه الطريقة، اما اذا كان متلقي فسيتلقى حتى الخطأ او يكون لديه فهم غير صحيح، واطلب من ابنائنا الطلبة الحضور المستمر والمتابعة الدقيقة للدروس العملية والنظرية وان يسأل دون خجل عن اي مادة لم يفهمها حتى وان كان سؤاله بسيطا او ساذجا، وان يفتح الاساتذة المجال للطلبة ان يسألون حتى وان كان سؤالا بسيط، لان السؤال هو مفتاح الوصول الى الفهم الدقيق والعميق لاي مطلب علمي، وعلى الطالب ان لا يشعر بالعجب والاعتداد بالنفس لانها من المشاكل التي توقع الانسان في المهالك".
التعليقات
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!