ابحث في الموقع

مكران… هل تكون العاصمة الجديدة لإيران؟ الشارع الإيراني بين القبول والدهشة

مكران… هل تكون العاصمة الجديدة لإيران؟  الشارع الإيراني بين القبول والدهشة
مكران… هل تكون العاصمة الجديدة لإيران؟ الشارع الإيراني بين القبول والدهشة
تتصاعد في الشارع الإيراني أحاديث لم تهدأ منذ إعلان الحكومة دراستها خيار نقل العاصمة من طهران إلى منطقة مكران الساحلية على خليج عُمان، في خطوة يعتبرها كثيرون «أجرأ مشروع عمراني-سياسي منذ تأسيس الجمهورية». وبينما يراها البعض ضرورة ملحّة، يصفها آخرون بأنها «هروب من أزمة تراكمت لعقود».

لماذا تفكّر إيران بمغادرة طهران؟

يقول مواطنون قابلناهم في طهران إن العاصمة «لم تعد مدينة قابلة للعيش» بفعل ثلاثة عوامل رئيسية:

1. أزمة بيئية خانقة

يؤكد “رضا.م”، موظف من جنوب طهران، أن نقص المياه وتراجع المخزون الجوفي «خنق المدينة»، فيما ترى “سمية.ك” أن التلوث بات «جزءاً من هواءنا اليومي»، خاصة أن طهران تُصنَّف ضمن أكثر المدن اختناقاً في العالم. ويضيف سكان آخرون أن الخطر الأكبر «هو الزلزال الذي ينتظره الجميع ولا يأتي».

2. انفجار سكاني وبنية تحتية منهكة

يشير “مجتبى.هـ” إلى أن الازدحام «تجاوز كل قدرة محتملة»، بينما تشتكي “ليلى.ن” من أن النقل والسكن والخدمات «تعمل فوق طاقتها منذ سنوات طويلة».

3. أسباب اقتصادية واستراتيجية

يرى بعض المواطنين أن بُعد طهران عن البحر «أضعف اقتصاداً يعتمد على التجارة البحرية»، وأن نقل المواد الخام من الجنوب إلى العاصمة ثم العودة بها إلى الموانئ «رهق اقتصاد البلاد بلا فائدة». ويعتقد آخرون أن إنشاء قطب اقتصادي جديد في الجنوب بات خياراً استراتيجياً.

لماذا مكران؟ الشارع يطرح السؤال والسلطات تلمّح بالإجابة

يصف سكان طهران مكران بأنها «منطقة بوجهين: بحر بلا نهاية، وفرص تنتظر من يلتفت إليها». وتتلخّص أبرز دوافع اختيارها وفق رأي المواطنين والخبراء في امتداد ساحلي يفوق 1000 كيلومتر يجعلها أشبه بـ«عاصمة على هيئة شريط بحري».

ثروات نفطية وغازية ضخمة يرى فيها البعض «وقوداً لعاصمة اقتصادية جديدة».

موقع استراتيجي على خليج عُمان يمنح إيران منفذاً مباشراً على أهم طرق التجارة.

فرص اقتصادية ضخمة يمكن أن تحوّلها إلى مركز صناعي وتجاري وبحري متقدم.

مخاطر زلزالية أقل مقارنة بطهران، وهو ما يراه سكان العاصمة «سبباً كافياً وحده».

هوية عمرانية وسياحية جديدة تجمع بين البحر والحداثة.

السؤال الذي يهزّ الشارع الإيراني: الإصلاح أم الانتقال؟

بينما يؤيد كثير من المواطنين الفكرة باعتبارها «فرصة لإعادة بناء الدولة من جديد»، يصر آخرون على أن المشكلة «ليست في طهران بل في طريقة إدارتها»، متسائلين:

«هل نحتاج إلى عاصمة جديدة؟ أم إلى إصلاح العاصمة القديمة؟»

في كل الأحوال، يبقى قرار نقل العاصمة – إن تم – واحداً من أكثر التحولات حساسية وأثراً في تاريخ إيران الحديث، وقد يكون الخطوة التي تغيّر وجه البلاد… أو الجدل الذي لا ينتهي.

حسين النعمة /خاص



كلمات مفتاحية
التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!