ابحث في الموقع

الغاز المسال الأمريكي قادم إلى العراق في صيف 2026.. ماذا عن العقد القطري؟

الغاز المسال الأمريكي قادم إلى العراق في صيف 2026.. ماذا عن العقد القطري؟
الغاز المسال الأمريكي قادم إلى العراق في صيف 2026.. ماذا عن العقد القطري؟
يستعد العراق لدخول مرحلة جديدة في ملف الطاقة مع اقتراب موعد استيراد أول شحنة من الغاز المسال عام 2026، ضمن عقد مبرم مع شركة أمريكية، في خطوة تهدف إلى تنويع مصادر الوقود وتقليل الاعتماد على الغاز المستورد، بما يعزز استقرار منظومة الكهرباء الوطنية.

وبحسب مصادر، فإن المنصة العائمة المخصصة لاستقبال الغاز المسال ستدخل الخدمة مع بداية صيف عام 2026، تمهيداً لاستيراد أول شحنة عبر البواخر، ضمن عقد مبرم مع شركة إكسيليريت إنرجي الأمريكية لتوريد نحو 15 مليون متر مكعب يومياً، ما يعادل 500 مليون قدم مكعبة قياسية، لمدة 5 سنوات قابلة للتجديد.

وتشير المصادر التي نقل عنها موقع “منصة الطاقة” الأمريكي ومقره في واشنطن، إلى أن المشروع يأتي ضمن سياسة حكومية تهدف إلى تأمين الوقود وتشغيل محطات الكهرباء بكفاءة، في وقت لم يُفعّل فيه الاتفاق السابق مع قطر بسبب اشتراطات فنية تتعلق بإنشاء منصة تصدير ثابتة.

وتؤكد التقديرات أن المنصة العائمة ستُجهَّز بالكامل بحلول منتصف عام 2026، على أن يبدأ بعدها استقبال الغاز المسال لتغطية جزء من العجز في إمدادات الوقود لمحطات التوليد، ولتوفير مرونة أكبر في تلبية الطلب خلال فترات الذروة.

وترى الحكومة، أن المنصة تمثل خياراً استراتيجياً وسريع التنفيذ مقارنة بالمشروعات الثابتة التي تتطلب بنى تحتية واستثمارات زمنية أطول، لتكون حلاً مؤقتاً لأزمة الغاز الحالية حتى تحقيق الاكتفاء الذاتي بحلول عام 2028.

ويُقدَّر المخزون التشغيلي للمنصة بنحو 170 ألف متر مكعب من الغاز المسال، ما يمنح العراق قدرة على إدارة الإمدادات في حالات الطوارئ أو انخفاض الطلب، فيما يجري العمل على ربط المنصة بشبكة أنابيب تمتد من خور الزبير إلى محطة كهرباء بسماية لتوفير ما يصل إلى 2000 ميغاواط من الكهرباء.

وفيما أكد مصدر في وزارة الكهرباء، بحسب ”منصة الطاقة”، أن مذكرة التفاهم السابقة مع قطر “غير ملزمة”، أشار إلى أن حاجة البلاد اليومية تتجاوز 50 مليون متر مكعب من الغاز، ما قد يدفع لاحقاً إلى التعاقد مع موردين إضافيين لتغطية الفجوة.

ويرى مراقبون أن المشروع الجديد يفتح الباب أمام تعاون أوسع مع الولايات المتحدة في مجالات التقنية وتدريب الكوادر العراقية على تشغيل وصيانة أنظمة الغاز المسال وفق المعايير العالمية، بما يرسخ التحول في العلاقات بين بغداد وواشنطن من الطابع الأمني إلى الاقتصادي.

وكانت السفارة الأميركية لدى بغداد قدمت في (28 تشرين الأول 2025)، التهاني لشركة إكسيليريت إنرجي الأمريكية بمناسبة توقيعها بما وصفته “الاتفاقية التاريخية” مع وزارة الكهرباء العراقية لإنشاء محطة جديدة عائمة للغاز المسال الطبيعي، مؤكدة في بيان لها نُشر على صفحتها الرسمية بموقع “إكس”، أن المشروع يمثل خطوة حاسمة نحو تحقيق استقلال العراق في مجال الطاقة عن إيران، وتعزيز سيادته وازدهار اقتصاده.

وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قال في بيان سابق، إن “الحكومة وضعت جدولاً زمنياً محدداً لتحقيق أهدافها في مجال استغلال الغاز وإنتاج الطاقة، وأن العراق تمكن بالفعل من تحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج البنزين عالي الأوكتان، ويواصل العمل لتحقيق الاكتفاء الكامل من الغاز بحلول عام 2028″، مشدداً على “أهمية تعاون شركات الطاقة الأمريكية في تدريب الكوادر العراقية واستخدام أحدث التقنيات لتطوير الحقول النفطية وزيادة إنتاج الكهرباء”.

ويبلغ إنتاج العراق الحالي من الكهرباء قرابة 27 ألف ميغاواط، فيما يحتاج من 32 إلى 35 ألف ميغاواط، في وقت تخطط الحكومة العراقية لإضافة 10 آلاف ميغاواط إلى شبكة الكهرباء في البلاد لتعزيز منظومة الطاقة الكهربائية.

كرار الاسدي

كرار الاسدي

كاتب في وكالة نون الخبرية

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!