بقلم: عبد الكاظم حسن الجابري
اقيم قبل ايام في بغداد وبعد انتهاء مراسم زيارة الاربعين لهذا العام 1447 حفل تم تسميته بمهرجان (الانشودة الحسينية), وبرعاية وزير الثقافة العراقي كما قيل في المهرجان.
المهرجان جاء غريبا في فقراته عجيبا في طروحاته, فهو مهرجان حسب القائمين عليه يهدف لاستذكار الامام الحسين عليه السلام, لكنه جاء باليات وطرق بعيدة عن النهج الحسيني, فالاختلاط كان واضحا بين المؤدين نساء ورجال, اختلطت فيه اصواتهم, وكذلك الجمهور الذي لم يك في ركب المعزين كما هو المعتاد بلبس السواد في هذه المناسبة.
اما طريقة الاداء فهذه طامة كبرى, حيث استخدمت الاطوار الغنائية والات الطرب المحرمة في الشرع الاسلامي بحسب فتاوي المراجع العظام.
المشكلة الاخطر من وجهة نظري, والتي جاء بها المهرجان هو استهدافه لقصائد التراث الحسيني وتحويلها الى ممارسات واداء نغمي طربي مصحوب بالموسيقى, حيث تحولت (جابر يجابر ما دريت بكربلا شصار) من طور التفجع والدمعة الى طور الاداء بالإيقاع والنغم السريع المصحوب بالموسيقى, والغريب ان التركيز على اداء القصائد التراثية بأطوار طربية في هذا المهرجان جاءت متزامنة مع تصاعد الحملة الحسينية الهادفة الى العودة الى التراث الحسيني, ورفض القفز على الاصالة, ونبذ ما يعرف بالحداثة والتجديد في القصية الحسينية, والذي انتهجه بعض ما يعرف بالمنشدين ورواديد الطرب.
وفي مفارقة عجيبة, واساءة واضحة, صرح احد المسؤولين الحكوميين والذي يشغل منصب رفيع في وزارة الثقافة, واثناء كلمته بالقول: (ان المهرجان يهدف الى التثقيف للقضية الحسينية والزيارة الاربعينية) وكأن القضية الحسينية قد اغلقت السبل التثقيفية في وجهها ولم يبقَ الا الطرب سبيل لها؟!!
يعتصرنا الالم مما شاهدنا ومما حدث, ولا عجب ان كل غيور على القضية الحسينية والملتزم بالعقيدة الحقة يشعر بالاسى لهذا السلوك غير المحمود الذي اتت به وزارة الثقافة, والتي ان كانت صادقة مع الحسين عليه السلام في دعواها لاقامت على الاقل مهرجانا شعريا استذكاريا للفاجعة او على الاقل معرض رسم في طرق الزائرين للتعريف بالقضية الحسينية كما تدعي, وليس بالموسيقى والألحان والنغم الطربي.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!