ابحث في الموقع

يحيون الشعائر في ديالى وكربلاء... موكب عزاء اهالي الهويدر (83) عاما من الخدمة الحسينية (صور)

يحيون الشعائر في ديالى وكربلاء... موكب عزاء اهالي الهويدر (83) عاما من الخدمة الحسينية (صور)
يحيون الشعائر في ديالى وكربلاء... موكب عزاء اهالي الهويدر (83) عاما من الخدمة الحسينية (صور)

أسس ومول اول موكب حسيني سنة (1942) في مدينة الهويدر بمحافظة ديالى المرحوم الوجيه "عبد الهادي صالح مهدي أفندي الشيباني"، بمحافظة ديالى كان ذلك في أواخر ايام ذي الحجة من العام الهجري(١٣61) الموافق (١٩٤2) ميلادية حين اجتمع في جامع الهويدر الكبير عدد من وجهاء وقرروا تشكيل لجنة برئاسة الشيباني وعضوية "خطاب الشيباني"، والسيد "عبد علي الهاشمي"، والسيد "حمود باقر الحسني"، والسيد مبارك سيد نون، والسيدين مهدي ومحمود اولاد صالح الهاشمي، والحاج عبد الرزاق رشيد افندي الشيباني، وعدنان مهدي السارة، وتقرر تأسيس موكب العزاء الحسيني، كما كان لاهالي الهويدر من جميع البيوتات وعشائرها ممن كانوا حاضرين في جامع القرية آنذاك مشاركة فاعلة في ايامه الاولى، ومنها انطلقت خدمة الموكب وتوالت تسعة اجيال على الخدمة فيه.

تاريخ الخدمة


يشرح السيد "مؤيد نجيب محمود الهاشمي" من منطقة الهويدر بمدينة بعقوبة في محافظة ديالى قصة موكب عزاء اهالي الهويدر لوكالة نون الخبرية قائلا ان" الموكب تأسس في العام (1942) اي قبل (83 عاما) على يد المرحوم "عبد الهادي الشيباني" واداره لمدة قليلة ثم انتقلت ادارته لعمي السيد "شاكر" ومعه والدي السيد "مجيد" اولاد السيد "محمود الهاشمي"، وانا من مواليد (1961) واتذكر الكثير من فعاليات الموكب حيث كان والدي يصحبني معه عند اقامة الشعائر الحسينية، وكنت ارى حضور عناصر الامن في النظام الدكتاتوري المباد في جميع الفعاليات، بل ترافقنا من ديالى الى كربلاء لتراقب ما نفعله هنا في جامع "أبا ذر" في منطقة العباسية الشرقية الذي نقيم فيه الشعائر منذ (65) عاما، وتتفرع الخدمة الحسينية في الموكب الى عدة فعاليات منها في منطقة الهويدر التي كانت تسمى "كربلاء المصغرة" حيث نقيم المجالس الحسينية ومواكب الزنجيل والتشابيه عصرا، والخدمة الحسينية واللطم ليلا، في الايام العشرة الاولى من شهر محرم الحرام، وكان اول موكب حسيني يحيي الشعائر في محافظة ديالى وفي الحضور الى اقامة العزاء في كربلاء في الاربعينية مثل مواكب النجف الاشرف والرميثة، وكنا نلطم في مرقد الامام الحسين (عليه السلام) لمدة (15) دقيقة فقط ، ومن الرواديد الذين قرأوا القصائد في موكبنا هم "الملا وطن" و "محمـد العوادي" و" عباس الترجمان"، والخدمة كانت بسيطة على ما تقدمه المواكب من طعام وشراب والماء نسقي منه المشاركين من الحنفيات".

 

منع وحرمان


وتعرضنا الى الحرمان من اقامة الشعائر الحسينية بعد ان منعها النظام الدكتاتوري السابق، وتوفى عمي عام (1975) ولحقه والدي عام (1985) وبقيت الامور على المنع لحين سقوط الطاغية المقبور، وكان لنساء الهويدر مجالسهن الخاصة في البيوت على مدار شهري محرم وصفر ونتعمد احضار الاطفال من الاولاد والبنات لتلك المجالس لنعلمهم حب الحسين (عليه السلام) واحياء شعائره جيلا بعد آخر، ونستطيع القول ان هذا الموكب خرج تسعة اجيال من خدمة الامام الحسين والمشاركين في اقامة عزائه وشعائره، وجميع من يخدم الآن كان اجداده وآبائه خدام في الموكب منذ عقود مضت، وبعد انهاء العزاء في ديالى نأتي الى كربلاء المقدسة قبل اربع ايام من حلول الاربعينية وترافقنا "حضيرة امن ديالى" من جلاوزة النظام البعثي المباد لمراقبة كل تصرفاتنا، بل وصل الامر الى عرض اي قصيدة حسينية تقرأ من قبل الرواديد على امن ديالى وتنقح وتستحصل الموافقة الامنية عليها حتى يسمح بقراءتها، وكانت هناك فسحة دائرية تحيط بمنطقة الهويدر كنا نسير مواكب الزنجيل حولها وندخل المدينة حتى هذه منعونا منها، وكنا نذهب الى مدينة النجف الاشرف بعد انتهاء الزيارة الاربعينية وتستقبلنا مواكب المدينة وبيننا تعاون ومودة لاننا من المواكب العريقة، ونسير مواكب العزاء هناك وكانت احدى الردات الحسينية تقول "هله ..هله.. حسين وينه.. كطعوا العشرة علينه"، واثناء العودة الى ديالى وبمجرد نزول والدي من السيارة تم اعتقاله على الفور، وبعد تدخل وجهاء ووساطات واعطاء تعهدات افرج عنه".

الخدمة في كربلاء


يخدم اهالي الهويدر في مدينة كربلاء المقدسة بحسينية "ابا ذر" بمنطقة العباسية الشرقية عن هذه الخدمة يتحدث السيد "مؤيد" قائلا ان" هذه الحسينية تعود ملكيتها الى اهالي كربلاء المقدسة وقد اوصى الجد الاكبر للعائلة بأن تكون الخدمة فيها حصريا لاهالي الهويدر ولا يخرجون منها في الزيارة الاربعينية، وهو من تيسير الله وبركات سيد الشهداء علينا، وبعد وفاة والدي وعمي وسقوط النظام المباد في العام (2003) تسلم المسؤولية السيدين "محمـد" و"احمد" اولاد السيد "شاكر" والسيد "مجيد" والسيدين "هاشم" و"عدنان"، وتوفى السيد "هاشم"، واستشهد السيدين "عدنان" و "محمـد" بتفجيرات ارهابية بسيارات مفخخة، وتسلمها بعدهم اخي السيد "احمد" من العام (2003) لغاية العام (2022) لحين وفاته، وتسلمتها من بعده، وحاليا نأتي الى الحسينية قبل (12) سنة حيث نجلب المعدات والمواد الغذائية وننصب الموكب ونكمل الاحتياجات داخل وخارج الحسينية، ونبدأ الخدمة قبل اسبوع من الزيارة الاربعينية، كما نسير بموكب زنجيل كل عام وهذا العام موعدنا يوم الاثنين المقبل ونسير من الحسينية الى المرقدين الشريفين حسب جدول نزول المواكب الحسينية، ونقدم وجبات الطعام لمدة (12) يوم منها الفطور الصباحي المكون من الشوربة والاجبان والصمون والشاي والماء، والغداء التمن والمرق بانواع مختلفة وفق الذائقة العراقية بطريقة الطبخ التي يتقنها اهالي الهويدر وبيوتهم على طريقة طبخ جداتنا وامهاتنا، وفي العشاء نقدم المخلمة، او التمن الاحمر، او التمن بالباقلاء وقدح روبة، وبينهما العصائر والمشروبات الغازية والماء والفاكهة، كما نوفر المبيت للزائرين العراقيين والعرب والاجانب ونخدمهم وتقام في الحسينية الصلوات والادعية، ونقدم الاف الوجبات من الطعام سنويا للزائرين، ولدينا الكثير من الزبائن الدائمين من العرب والعراقيين يأتون الينا كل عام، ويخدم في الموكب حوالي (25) خادم رئيسي ومعهم مجموعات من الشباب والصبية".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!