
بقلم : اعتدال موسى ذكراللَّه
حينما يُعدِّدُ الإمامُ الحُسينُ {ع} النِّعمَ التي وهبنا الله الجليل جلاّ جلاله ؛ ويُحصيها في دُعائه في يوم عرفة يُذكّرُنا (عليه السلام) بنعمة وجوده الشريف في كُنهه الحقيقي و(علم اليقين ) و ( عين اليقين ) . كما التي نقرأها في سورة (التكاثر) لتتكاثر النِّعم الإلهية الربَّانِيَّة ؛ والبذل الربانيّ المُغدِق علينا في كتاب الوجود المطلق والتي -أولها وأكبرها وأهمها - هي نِعمة (الحُسين) الذي علّمنا في الأصل مَعالم ديننا ؛ ووسيلة الكشف في قلوبنا عن حُجُب النُّور . بالقُرب من اللهِ الذي أودعَ سبحانه جلاَّ وعلا معرفة دعاء يوم عرفة في قلب (الحسين) والذي بدوره (عليه السلام) علَّمنا كيفية إحصاء النِّعم الإلهية ؛ واستشعار الهِبات -الملكوتية الجبروتية اللاهوتية- التي استهللناها نطقاً بها في النشأة .
وأنْ ألهمنا (الحسين) معرفة الدُّنوِّ الأقرب -للواحد الأوحد- ونبّهنا بالشُّكر ؛ والإحسان ؛ والرِياش ؛ والمعاش ؛ والمنِّ والنِعَم . وأتمم علينا معرفة عجائب سوابغ الإنعام ؛ والتي لولا أن عرفناها في فقرات دعاء (الحسين) في يوم عرفة .
وفيها أخلصنا الإيمان الحقّ بسفك الدموع ؛ وحرارة قلوب الوالِهِين لحظات الدعاء .
ولولا أنْ علَّمنا إخلاص (الحسين) بعظيم النِّعم وكيف نستعِدُّ ونُعِدُّ لوفادة الربّ الكريم . ولما عرفنا كيف نعبِِّئُ وتهيئتنا للولوج بهذا الدعاء العظيم الذي لا يخرجُ صادقاً سليماً طيِّباً أطيبا إلاّ من حُفَّاظِ أسرار الله ؛ وخُزّان علمه ؛ وتراجمة وحيه ؛ ومستودعي حكمته . حيث أنهم دلائل صراطه القويم ؛ وأنّهم الرحمة الموصولة ؛ والآية المخزونة ؛ والأمانة المحفوظة .
ولولا أنَّ الحُسين هو الذي علّمنا التأدُّب في حضرة دعائه في يوم عرفة في وقفاته ؛ وايماءاته ؛ واشاراته ؛ وتقطيع نفسه لما عرفنا احصاء نِعمة النِّعمِ السليمة -صغراها كبراها - وحيثُها الحُسين منتهاها .
وهو الذي علمنا بوسيلة تعداد النِّعم بصفاء الوحدانية ؛ وجوهر النشأة الحقّة .
وفي البحث هنا ما يُقاربُ اربعةٌ وتسعون مرةً ذُكِرَتْ في دعاء يوم عرفه لفظة النِّعمة بمفرداتها ؛ ومشتقاتها ؛ ومرادفاتها .
اذ هو ( عليه السلام ) النِّعمة الكبرى للوجود التكويني المطلق .
فالسلامُ عليهِ يوم خَلقَهُ بارئه ؛ ويومَ وِلِدَ ؛ وعاشَ مُجاهِداً ؛ وماتَ مقتولاً مظلوماً شهيداً محتسباً .
أقرأ ايضاً
- أدب المراثي بين التجليات والإخفاقات - الجزء الأول
- فاجعة الكوت.. دفع الله ماكان اعظم !
- حين قال "لا".. وُلِدت أمة