
على بساطتهم واخلاقهم المهذبة نصب مجموعة من الزائرين القادمين من الهند موكب خدمة حسينية ليسقوا ويطعموا زوار ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) من اطعمة واشربة بذائقة هندية سعيا منهم لنيل ثواب الخدمة مع اجر الزيارة.
وقال مسؤول الحملة والموكب "جواد آبادي" لوكالة نون الخبرية ان" جئنا من مدينة "حيدر آباد" في الهند، وعددنا (180) زائر وزائرة من مختلف الاعمار وبيننا اطفال ايضا، وصلنا الى مدينة كربلاء المقدسة في الثالث من شهر محرم الحرام الجاري، ونحن نأتي باستمرار الى زيارة العتبات المقدسة ومنها العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية في جميع الزيارات المليونية مثل محرم والاربعينية والشعبانية، وفي مدينة "حيدر آباد" يوجد بحدود مليون مسلم شيعي، ونحن عندما نأتي من الهند الى كربلاء نعمل جاهدين على المشاركة في تقديم الخدمة للزائرين لنحصل على اجر الزيارة وثواب الخدمة ونقسم المهام والادوار بيننا، ويتعاون معنا صاحب الفندق الذي نسكن به ويسمح لنا باستخدام المنطقة الواقعة امام واجهة الفندق لتقديم المأكولات والمشروبات الى الزائرين على الذائقة الهندية، وكذلك اعداد الطعام الهندي في مطبخ الفندق لتقديمه كوجبات".
واضاف ان" المسلمين الشيعة في مدينة "حيدر آباد" يقيمون جميع الشعائر الحسينية كما في مدينة كربلاء من مجالس حسينية، وقراءة قصائد، ومحاضرات دينية، ولطم، ومواكب زنجيل، مع تقديم مختلف انواع الطعام والشراب للمشاركين والحاضرين للعزاء الحسيني، ونرتدي الملابس السوداء ونرفع الرايات الحسينية واليافطات التي تستذكر واقعة الطف الاليمة، وتقام مراسم العزاء في كل بيت ومسجد وحسينية، حيث يستمر العزاء الحسيني في مدينة "حيدر آباد" لمدة شهرين كاملين هما محرم الحرام وصفر الخير، وفي ليلة العاشر تضج المدينة بمواكب اللطم والزنجيل والعزاء حزنا على مصيبة ابي عبد الله الحسين (عليه السلام)، ويشارك الخطباء الحسينيون والرواديد ممن تتلمذ في حوزات مدينتي النجف الاشرف وقم المقدسة بشكل كبير في احياء تلك الليالي، وعلى مستوى المدينة يشارك الجميع من الرجال والنساء والصبية والاطفال في احياء الشعائر، ومع ان الشعائر الحسينية تقام بشكل متشابه في "حيدر آباد"، وكربلاء المقدسة الا ان الحضور هنا في العاشر من المحرم او الاربعينية له قدسية خاصة وروحانية لا مثيل لها، وكانت تكاليف السفر الى العراق غالية نوعا ما، بينما اصبحت الآن تكاليفها معقولة، ونبقى من الثالث من المحرم الى الثالث عشر منه، نؤدي الزيارة ونقيم العزاء ونقدم الطعام والشراب الذي يتكفل مختصون في الحملة باعداده هنا بمهام موزعة بينهم".
ومدينة "حيدر أباد" هي عاصمة ولاية" تيلانغانا" الهندية وأكبر مدنها وتقع في الشطر الشمالي من جنوب الهند وتشغل مساحة قدرها (625) كيلومتر مربع تقع المدينة بمعظمها على أراضٍ جبلية وتحيط بها بحيرات اصطناعية ويبلغ عدد سكانها قرابة (7) مليون نسمة بحسب تعداد عام (2011)، اشتهرت المدينة بصناعة اللؤلؤ ولقبت بـ"مدينة اللؤلؤ"، بالإضافة إلى النهضة الصناعية التي شهدتها المنطقة خلال القرن العشرين، جعلها مركزا للعديد من المؤسسات البحثية والصناعية والتعليمية والمالية، وغدت المدينة رائدة في مجالي صناعة الأدوية والتقانة الحيوية على مستوى الهند منذ تسعينيات القرن العشرين.
وقد تركت الثقافة الشيعية نفوذها في جميع أنحاء الهند وأصبح الإمام الحسين بن علي(عليه السلام) شخصية مبجلة في الهند، ليس فقط بالنسبة للشيعة فحسب، بل في مجتمعات غير المسلمين وخاصة الهندوس في شمال الهند الذين يشاركون في مراسم إحياء ذكرى استشهاد الحسين بن علي(عليه السلام) يوم عاشوراء".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- من الماروني إلى الدرزي.. ذريعة "حماية الأقليات" تعيد رسم الشرق الأوسط عبر حلق "اللحى والشوارب"
- ابراهيم ابن الديوانية.. كوادر طبية من العتبة الحسينية المقدسة سهرت عليه (3) سنوات وانقذته من الموت
- طفل من البصرة... نهش السرطان جسده فأنقذته مستشفيات العتبة الحسينية بعلاج مجاني لمدة (3) سنوات(صور)