
بقلم: محمد صادق جراد
في قراءة واقعية للحرب التي وقعت بين إيران من جهة والكيان الصهيوني، ومن يقف خلفه من جهة اخرى يمكننا أن ندرك بأن العراق لن يكون بمنأى عن هذا الصراع أو أي صراع قادم، نظرا للتداخل الكبير في الملفات الامنية والاقتصادية والسياسية بين العراق وبين الجارة ايران.
نحن هنا لا نريد الخوض في موازين المعركة وما حدث فيها، فالجميع تابع بأن الكيان الصهيوني قام كعادته بالاعتداء بغطرسة واضحة ودعم اميركي وان ايران كان لها ردٌ قويٌ ومفاجئ قد شكل صدمة للعدو ومن جانب آخر أثلج قلوب أبناء العالم العربي والاسلامي.
ما نريد أن نقوله في هذا المقال إننا يجب أن نركز على جانب مهم جدا وهو تأثيرات الصراع على أمن الملاحة البحرية. وتأتي اهمية هذا الملف من كون العراق دولة تعتمد بنسبة كبيرة جدا في اقتصادها وموازنتها المالية على تصدير النفط، عبر مضيق هرمز الايراني والذي قد يتعرض للإغلاق في أي لحظة، ولقد تابع الجميع بأن إيران كانت قد قررت في اللحظات الاخيرة استعماله كسلاح في المعركة، لا سيما أن التهديد بإغلاق المضيق، قد حدث في أكثر من مرة عبر تاريخ الصراع الإيراني الاميركي الصهيوني، وجاء على لسان أكثر من مسؤول كبير في الحكومات الايرانية عبر السنوات الماضية بعد أن تعرضت ايران لعقوبات دولية ظالمة دامت لعقود من الزمن.
ومن الجدير بالذكر أن مضيق هرمز يعد قنبلة موقوتة، لأنه من اهم الممرات المائية فهو يغذي العديد من دول العالم بالنفط والغاز وأن إغلاقه سيتسبب بأزمة اقتصادية دولية كما سيضر بالاقتصاد العراقي بصورة كبيرة لأنه المنفذ الرئيس لصادرات النفط العراقية التي تعتمد عليها موازنة الدولة.
خلاصة القول بأنه من الخطأ أن يعتمد العراق في دخله الاقتصادي على تصدير النفط فقط وعبر منفذ واحد، فيرهن بذلك مستقبله واقتصاده ومعيشة أبنائه بأمن واستقرار هذا الملف وارتباطه بالصراعات الاقليمية.
ولهذا فإن العراق مطالب بان يقوم بتنويع مصادر الدخل من خلال تشجيع الصناعات الأخرى وتشجيع ملف الاستثمار، ليكون الاقتصاد ناجحا وقويا ومتنوعا من اجل ان يمتلك العراق البدائل الناجحة في حال وجود أي تهديدات للممرات المائية الاقليمية في ظل التصعيد الحاصل والصراعات العسكرية التي تهدد أمن المنطقة.
أقرأ ايضاً
- الاحتياطي النقدي العراقي وضرورة انعكاسه على الحياة اليومية
- العراق اختراق...واحتراق !
- بحر من المياه العذبة تحت أقدام العراقيين