- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
إيران بعد المواجهة.. رسائل القوة والتحول الاستراتيجي

بقلم: حيدر نجم
بعد الحرب الأخيرة والمفروضة التي خاضتها الجمهورية الإسلامية الايرانية مع الكيان الصهيوني، بات من الواضح أن طهران خرجت منها محققة عدة أهداف استراتيجية، ليس على المستوى العسكري فحسب، بل على الأصعدة السياسية والشعبية والإقليمية أيضًا.
فقد أظهرت إيران من خلال استخدام منظوماتها الصاروخية المتطورة والطائرات المسيّرة الذكية أنها تمتلك من القدرة ما يردع أي اعتداء عليها، مهما بلغت قوة الطرف المقابل. لقد أثبتت الجمهورية الإسلامية في الميدان أنها قوة إقليمية يحسب لها حساب، وتملك إرادة الرد الحاسم.
تمكنت طهران كذلك من توجيه ضربة سياسية ونفسية قوية لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، حيث وجهت رسائل مباشرة إلى الداخل الإسرائيلي تؤكد أن هذه الحكومة تقود مواطنيها نحو الدمار والموت، وبهذا نجحت إيران في كبح جماح المخططات التصعيدية التي كان يتبناها نتنياهو، ورسّخت حقيقة أن المواجهة مع طهران لن تمر دون كلفة باهظة وهذا ما اثبتته من خلال اخر لحظات المواجهة حيث كانت الطلقة الاخيرة لها.
على المستوى الإقليمي، استطاعت إيران أن تكسب تعاطف الشعوب العربية والإسلامية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما فنَّد الروايات الغربية – الأميركية والبريطانية والإسرائيلية – التي كانت تروج لفكرة أن إيران تسعى للهيمنة والسيطرة. في المقابل، أثبتت طهران أنها تقف إلى جانب الشعوب المظلومة والمستضعفة، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني في غزة، وتدافع عن السيادة الوطنية في وجه مشاريع الاحتلال.
كما نجحت إيران في قلب موازين الوعي الشعبي، لا سيما في العراق، حيث أفشلت محاولات أميركا وبريطانيا والمنظمات المتصهينة في زرع الكراهية تجاهها وتشويه سمعتها، فتحولت الحملات المغرضة إلى نتائج عكسية، وهو ما حصل في مواقع التواصل الاجتماعي من ردود فعل كبيرة من قبل الشباب داعمة ومساندة لطهران وبذلك أسقطت أدوات واشنطن وتل أبيب الإعلامية والدعائية.
أما داخليا، فقد تحولت هذه المواجهة إلى منجز وطني وحدوي، تجاوزت من خلاله إيران الانقسامات السياسية والاجتماعية، حيث توحد الشعب خلف العلم الايراني، وارتفعت الروح الوطنية في الداخل والخارج على حد سواء.
وبهذا، قدمت إيران صورة صلبة عن تماسكها الداخلي، ونجحت في تحويل التهديد إلى فرصة لتعزيز وحدة الجبهة الداخلية وإبراز قدرتها على مواجهة التحديات بثقة وثبات، اضافة إلى ان تجربة العدوان اعطت صورة للأجهزة الامنية الايرانية بمدى الاختراق من قبل الجواسيس، وبالتالي العمل على تعزيز الامن الداخلي والقضاء على الخلايا بعد هذا الخرق الواضح في استهداف قيادتها الامنية العليا.
أقرأ ايضاً
- إيران تلوح بالانسحاب من معاهدة NPT.. هل نشهد ولادة دولة نووية جديدة؟
- العدوان الصهيوني على إيران: انتهاك صارخ للقانون الدولي وتهديد للأمن الإقليمي والدولي
- العراق بعد مؤتمر القمة… من التحديات إلى الريادة الإقليمية