قام وفد من العتبة الحسينية المقدسة، اليوم الثلاثاء، بزيارة الى قسم التأهيل في مديرية شؤون المخدرات والمؤثرات العقلية في محافظة كربلاء المقدسة وقدم الوفد الدعم الفكري والمعنوي والعيني للنزلاء الذين يخضعون حاليا لبرامج تأهيل، ولدعم جهود وزارات الداخلية والصحة وباقي الجهات المعنية في اعادة تأهيل المغرر بهم والمتورطين بتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية واعادة دمجهم بالمجتمع.

وقال مسؤول شعبة المعارف القرآنية في قسم الشؤون الفكرية بالعتبة الحسينية المقدسة السيد "عماد الحكيم" في تصريح خص به وكالة نون الخبرية، ان "ملف المخدرات يحظى باهتمام ملحوظ من الجهات الامنية، والتربوية، والاجتماعية، ومن المهم الاشارة الى الاهتمامات الدينية وهناك توجه من المرجعية الدينية العليا ورجال الدين والعتبة الحسينية المقدسة خاصة، والعتبات المقدسة بشكل عام للقضاء على آفة المخدرات التي لا تقتصر على اقتراف ذنب واحد او جريمة واحدة، بل آفة تجر الى جرائم وجرائر متعددة، ويمكن وحسب ما نقل لنا ان ترى جرائم القتل او السرقة ترتكب بسبب تعاطي المخدرات وهو امر اصبح شائع جدا، لاجل الحصول على المال لتعاطي المخدرات، ونستطيع القول ان هذا الموضوع خطير ولا يقتصر ضرره على المتعاطي فقط بل حتى عائلته، وهذه المشكلة والمعضلة لا تختص بجانب واحد او جريمة واحدة، وانما تجر الى جرائم كثيرة، ومن الضروري جدا الوقوف امام آفة المخدرات، وزيارة وفد العتبة الحسينية اليوم من قسم الشؤون الفكرية لتصحيح المسار لدى هؤلاء الشباب الذين ظلل الكثير منهم وهم متوهمون، ووجدنا الكثير منهم لديهم امكانية العودة الى المسار الصحيح وربما بخطوات وتوجهات ونصائح بسيطة يمكن ان نسحبه الى الطريق الصحيح ونكسب انسان عراقي، ونقدم شكرنا الى الوزارات المعنية على جهودها الكبيرة في تعافيهم، ويبقى الجانب والعامل الديني مهم جدا ويجب القيام بدورنا في هذا المجال وهو سبب وجودنا اليوم هنا، ونريد ان نشارك في انتشال وتخليص ابنائنا من هذه المعضلة، ومن الجوانب التي يجب القاء الضوء عليها اننا من العتبة الحسينية وننتمي الى الحسين (عليه السلام)، وهو رافع مشعل الهداية وراية الاصلاح، وعملنا اصلاح نفوس هؤلاء الابناء من الشباب وبالنتيجة المنفعة لهم ولعائلاتهم والمجتمع وللدين ايضا، وورد في الروايات ان "الله افرح بعبده التائب من الضال الواجد والعقيم الوالد".

من جانبه اكد مدير مركز تأهيل متعاطي ومدمني المخدرات والمؤثرات العقلية في محافظة كربلاء المقدسة العميد "ميثاق سالم كريم" في تصريح لوكالة نون الخبرية، ان "جهود امنية كبيرة تبذل في مكافحة انتشار آفة المخدرات، ومنها مراكز التأهيل التي استحدثت بناء على امر رئيس مجلس الوزراء محمـد شياع السوداني"، وتوجيهات وزير الداخلية "عبد الامير الشمري"، ومتابعة دؤوبة من مدير عام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية اللواء "احمد الزركاني"، مشيرا الى ان "مكافحة المخدرات حاليا تسير باتجاهين، الاول هو مكافحة هذه الآفة بالعمل الامني، والثاني هو تأهيل ضحايا المخدرات من المتعاطين من خلال انشاء مراكز التأهيل النموذجية واعدادها وفق اسس علمية، وتتضمن برامج علاجية مثل مراحل العلاج الدوائي، والجلسات الاجتماعية، والدعم الاجتماعي، والدعم السلوكي، والمتابعة بعد العلاج، كما تشمل البرامج تأهيل جميع المتعاطين وزجهم في تعلم الحرف في ورش الحدادة والنجارة والحلاقة، والحاقهم بمراكز محو الامية لتعلم القراءة والكتابة، وتوفير مركز صحي فيه تخصص لطب الاسنان واطباء طب عام واطباء نفسيين، ويخضع عبرها النزيل الى جميع البروتوكولات العلاجية التي يوفرها قسم التأهيل، وتمكن هذا القسم من اعادة تأهيل اعداد كثيرة من النزلاء ودمجهم في المجتمع، ويستمر معها في نفس الوقت محاربة هذه الآفة الدخيلة على مجتمعنا، والذي يتطلب توحيد جهود جميع طبقات المجتمع للتصدي لها انطلاقا من الاسرة والملاكات التعليمية والتربوية، وباقي شرائح المجتمع".

واضاف ان "العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية لم تدخر جهدا في دعم هذه المؤسسة منذ انشائها، وكانت جهودهم متميزة ورفدها بالمفكرين، والمحاضرين، والدعم المادي، والمعنوي، والمرشدين، والمحاضرات الدينية، والتوعوية، وتقديم العون والمساعدة وتوفير البنى التحتية داخل مراكز التأهيل، ورفدها بالمطبوعات والكتب الدينية والثقافية والفكرية التي تساعد النزلاء على التأهل، ونستطيع وصف جهودها بالدعم المعنوي الكامل لنا كمؤسسة ونزلاء"، مستدركا بالقول ان" هذه المؤسسات التأهيلية تكاد تكون حديثة وتنشأ لاول مرة في العراق، ولاحظنا التجاوب الكبير من اغلب نزلاء المركز الدوائي، او الاجتماعي، او الجلسات الجماعية، لذلك اعيد دمج اعداد كثيرة منهم بالمجتمع والعودة الى حياتهم الطبيعية".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي