علق المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم الثلاثاء، على المفاوضات الإيرانية الأمريكية، بأنه غير متفائل بشكل مفرط ولا متشائم بشكل مفرط، مبيناً أن الخطأ الذي ارتكبته إيران في الاتفاق النووي لا ينبغي أن يتكرر.

وأفادت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء، بأن مجموعة من أعضاء الحكومة وأعضاء مجلس الشورى الإسلامي وكبار مسؤولي السلطة القضائية ومسؤولي بعض المؤسسات التقوا، اليوم، بالمرشد علي خامنئي بمناسبة بداية العام الجديد.

ونقلت الوكالة عن خامنئي، خلال كلمة له في هذا اللقاء، إن "محادثات عُمان تعد واحدة من عشرات المهام التي تقوم بها وزارة الخارجية، ولا نربط قضايا البلاد بها"، مبينا أنه "يجب متابعة المفاوضات بدقة وخطوطنا الحمراء واضحة، لنا وللطرف الآخر، قد تثمر المفاوضات عن نتيجة وقد لا تثمر، لسنا متفائلين بشكل مفرط بها ولسنا متشائمين أيضا بشكل مفرط".

وأضاف أنه "تم اتخاذ خطوة المحادثات ونفذت مراحلها الأولى بشكل جيد"، مؤكدا: "نحن بالطبع متشائمون جداً بالجانب الآخر، لكننا متفائلون بشأن قدراتنا، الخطأ الذي ارتكبناه في الاتفاق النووي لا ينبغي أن يتكرر هنا، خلال خطة العمل الشاملة المشتركة، جعلنا كل شيء يعتمد على تقدم المفاوضات، وبما في ذلك الاستثمار. حيث انه عندما يرى المستثمرون أن البلاد رهينة للمفاوضات، فلن يستثمروا فيها".

واعتبر خامنئي أن المتابعة أهم من القرار، وأضاف: "هناك قوانين وأنظمة جيدة وخطط ضرورية في البلاد، لكن عدم المتابعة يمنع تحقيق الأهداف بشكل مقبول".

وعقدت الولايات المتحدة وإيران جولة أولى من التفاوض السبت الماضي، في سلطنة عمان، لمناقشة برنامجها النووي، ومن المنتظر عقد جولة ثانية السبت المقبل.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن المحادثات الأولى بين إيران وإدارة ترمب، بما في ذلك ولاية ترمب الأولى بين عامي 2017 و2021، جرت في "أجواء بناءة هادئة وإيجابية".

وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، يوم أمس الاثنين، أن الجولة الثانية من المحادثات ستعقد السبت المقبل، وسط تصاعد تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لطهران بـ"عواقب قاسية" من أجل منعها من "امتلاك سلاح نووي".

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا": "بعد المشاورات، تقرر أن تستمر العاصمة العمانية مسقط في استضافة الجولة الثانية من هذه المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أنها "ستعقد يوم السبت 20 نيسان".

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هدد بتوجيه ضربات إلى المواقع النووية الإيرانية، متهما طهران بـ"المماطلة" في المفاوضات مع الولايات المتحدة.

وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض في أثناء لقائه رئيس السلفادور نجيب بُقَيلة، تعليقا على المفاوضات الأمريكية الإيرانية في عُمان: "كان لدينا لقاء معهم يوم السبت، ولدينا اجتماع آخر من المزمع أن يعقد السبت المقبل. وقلت إن هذا وقت طويل، تعرفون أن هذا وقت طويل. وأعتقد أنهم قد يماطلون (في التفاوض) معنا".

وأضاف: "أعتقد أنهم يماطلون معنا لأنهم كانوا متعودين على التعامل مع أشخاص أغبياء في بلادنا" في إشارة ضمنية إلى إدارة الرئيس السابق جو بايدن.

وشدد ترامب على أن "على إيران أن تتخلى عن مفهوم السلاح النووي. ولا يمكن لهم أن يمتلكوا السلاح النووي".

واعتبر أن المفاوضات يجب أن تجري بسرعة لأن إيران "قريبة جدا" من امتلاك السلاح النووي، حسب قوله.

وأكد ترامب: "في حال كان علينا أن نقوم بأي شيء قاس، فإننا سنقوم بذلك"، مضيفاً رداً على سؤال ما إذا كانت تلك الإجراءات تشمل ضربات على المواقع النووية الإيرانية: "بالطبع".