من اقفاص قليلة الى حديقة متكاملة يسعى قسم الزينة والتشجير في العتبة الحسينية المقدسة الى تطويرها وتوسعتها لاستقبال اكبر عدد ممكن من العائلات العراقية التي باتت ترتادها بكثافة، كونها تضم (50) نوعا من مختلف انواع الحيوانات التي وصل عددها الى (300) حيوان يشرف عليها ويديرها فريق طبي وفني وخدمي متخصص.

بداية متواضعة

وقال مسؤول شعبة المشاتل في قسم الزينة والتشجير التابع للعتبة الحسينية المقدسة المهندس "فاضل عبد الرضا" في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" حديقة الحيوانات لم تكن موجودة خلال انطلاق مشروع مشاتل العتبة الحسينية المقدسة في العام (2012)، حيث كان الهدف هو اكثار النباتات بمختلف اصنافها، وبعد ان اصبحت العائلات الكريمة ترتاد المشاتل بشكل كبير بدأت عملية توسع لدينا وظهرت فكرة انشاء مدينة مصغرة للحيوانات، وكانت البداية بسيطة بحدود (4) اقفاص وبتوفير حيوانات بسيطة اهمها الدواجن، ولم تكن للحديقة ميزانية خاصة او مبالغ مرصودة، وعملنا بتمويل ذاتي وزاد عدد المواطنين الذين يرتادونها واصبح الاقبال كبير عليها، وتوسعت شيئا فشيئا واصبح لدينا انواع مختلفة من الحيوانات، ومن هنا حصلت الالتفاتة لحديقة الحيوانات وعمليات تطويرها، وانطلقت عمليات البنى التحتية الصحيحة وتأسيس المجاري وبناء الاقفاص بانواع من الحديد الملائم لكل حيوان وتحديد درجة الامان ومسافته، وكذلك تخصيص المساحة اللازمة لكل حيوان او داجن، حتى وصلنا الى مرحلة ادخال الحيوانات المفترسة للحديقة مثل الاسود، وكذلك القرود والقطط وكلاب الزينة، اضافة الى مختلف انواع الطيور ومنها النعام".

اضافات وخبرات

واضاف ان" الحديقة شهدت عمليات ولادات وتكاثر للحيوانات والطيور فصارت اعداد الحيوانات كثيرة في الحديقة، فقمنا هذا العام بتطوير الحديقة البالغ مساحتها (1500) متر مربع واضيفت اليها مساحة جديدة مقدارها (300) متر مربع، ونفذت فيها اقفاص بطرق حديثة وعوامل العيش المناسبة للحيوانات مثل دخول اشعة الشمس وتيارات الهواء التي تحتاجها الحيوانات"، مشيرا الى ان الحديقة اعتمدت في بادئ الامر على منتسبين لهم خبرة في تربية الحيوانات في بيوتهم او عملوا في مكاتب ومزارع تربي الحيوانات، واستفدنا من خبراتهم، ولكن بعد زيادة اعداد الحيوانات تطلب الامر توفير ملاك متخصص لادارة الحديقة وتشغيلها، ومنها تم تعيين اثنين من الاطباء البيطرين المختصين بهذا المجال يعملون بوجبتين صباحية ومسائية، لمراعاة حاجة الحيوانات الى اللقاحات والعلاجات وتوفير الغذاء اللازم الذي يختلف من حيوان لآخر، واختلاف "العليقة" لكل حيوان في الحديقة، وحاليا اصبح اقبال المواطنين على زيارة المشاتل وحديقة الحيوانات منقطع النظير والاعداد تزداد يوميا وخاصة في ايام العطل الرسمية حيث لم تعد مساحة المشاتل والحديقة تستوعب الزائرين للكم الهائل من العائلات التي ترتاد المشاتل الذي يفتتح ابوابه في الشتاء لمدة (15) ساعة من السابعة صباحا الى العاشرة ليلا، وفي الصيف لمدة (17) ساعة لان العائلات تتأخر بالبقاء ويكون الدوام من السابعة صباحا الى منتصف الليل وحتى احيانا الى الواحدة بعد منتصف الليل"، مؤكدا على " وجود تعاون مع حدائق اخرى موجودة في العراق وخاصة حديقة حيوانات متنزه الزوراء في العاصمة بغداد التابعة الى امانة بغداد من خلال تبادل الزيارات وتبادل المعلومات وتزويدنا باللقاحات او الاستشارة، وجلب ملاك تدريبي الى الحديقة لغرض تدريبهم على اعطاء اللقاحات للحيوانات، كما يذهب منتسبونا الى المزارع المحلية ليطلعوا على ما موجود فيها من اعمال وافكار يمكن الاستفادة منها".

انواع نادرة

من جانبه اكد مسؤول حديقة الحيوانات الطبيب البيطري الدكتور "أمير ساجد" في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" الحديقة مكونة من اقسام عدة وفيها حوالي (50) نوع من الحيوانات تصل اعدادها الى (300) حيوان، منها المفترسات وحاليا توجد الاسود، وكذلك الدواجن التي تضم اصناف عدة من الدواجن النادرة لاننا نعتمد على توفير النوع وليس الكمية، حتى نوفر للعائلة العراقية الدواجن الجديدة وغير الموجودة، وايضا يوجد في الحديقة القرود، والطواويس، ودجاج الزينة، والبراهمة، والنعام، والبط، وطيور الزينة، ولدينا ملاكات فنية متخصصة بالتعامل مع تلك الحيوانات واخرى طبية تتكفل باعطاء اللقاحات والعلاجات الوقائية والفحص الدوري اليومي، وعزل الحالة التي نشك بها في مكان العلاج لحين تعافيها واعادتها الى مكانها المخصص، وجميع اللقاحات والعلاجات لها جداول مخصصة ومنها مواسم تغيير المناخ نقوم بتلقيح الدواجن، كما نلقح المفترسات مثل الاسود لقاحات دورية ضد الامراض الفايروسية، وايضا العلاجات الدورية ضد الطفيليات والحشرات الخارجية، كما نجري فحصا كاملا يوميا على الحيوانات يتكفل بتنفيذه ملاك طبي متخصص متمرس ويمتلك من المعلومات الكافية للادارة والعلاج".

واوضح ان" عملنا بالدرجة الاولى انساني لان الحيوان لا يتكلم او يعبر عن ما يصيبه وعندما يحب الانسان العامل هذا الحيوان تتكون الالفة بينهم ويكون التعامل سهل جدا بينهم، واكثر الصعوبات التي نواجهها هي تقلبات الطقس في العراق، لان الاجواء تتحول من الحار الى البارد وبالعكس خلال اليوم الواحد اكثر من مرة، وهي امور نعاني منها بالاصابات التنفسية للحيوانات، ولاحظنا ان الاقبال يتزايد يوما بعد آخر لاسيما عندما يشاهدوا حيوانات لم يشاهدوها سابقا، وبالاخص هناك انواع من الدواجن غير موجودة في العراق وكنا نشاهدها في مواقع التواصل الاجتماعي، ونشعر بدهشة الناس بها وفرحتها، والمعلوم ان مجتمع كربلاء محافظ ولا توجد فيه منتجعات، وصار في السنوات الاخيرة الاقبال على ما شيدته العتبات المقدسة من مدن زائرين وحدائق ومنها حديقة الحيوانات في مشاتل العتبة الحسينية المقدسة، ولدينا افكار وخطط للتوسعة واضافة نمور واصناف نادرة للحديقة".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة

تصوير ــ عمار الخالدي