في الوقت الذي تم فيه التوصل لاتفاق في أيلول الماضي بين الولايات المتحدة والعراق حول المرحلة الانتقالية لمهمة التحالف الدولي ضد داعش في العراق وانهاء مهمته بحلول عام 2026، أعلنت الحكومة الفنلندية امس عن عزمها سحب جنودها ومستشاريها ضمن مهام تدريب القوات العراقية والبالغ عددهم 75 جندي بحلول نهاية هذا العام على ان تستمر بتعهدها بمساعدة العراق ودعم قواته الأمنية من خلال بعثة الناتو، مشيرة إلى ان هذا القرار ليست له علاقة بأحداث الشرق الأوسط الأخيرة.
وقالت الخارجية الفنلندية في بيان لها الثلاثاء 15 تشرين الأول على موقعها الرسمي بانها ستنهي مهمتها ضمن قوات التحالف في العراق بنهاية هذا العام وذلك بعد قضاء عشرة أعوام من المهمة العسكرية في التحالف للقضاء على داعش بمجال التدريب والمشورة والمساعدة، مشيرة الى انها التحقت بمهمة التحالف في العراق عام 2015 وان فنلندا ستستمر بإسناد القطاع الامني في العراق عبر مهمتها في تحالف الناتو في العراق وبعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدات المدنية.
وأشار بيان الخارجية الفنلندية الى ان فنلندا كانت لها مساهمة قوية في مهام التحالف الدولي ضد داعش الذي تقوده الولايات المتحدة وذلك منذ ان انطلقت مهام التحالف في العام 2014، منوهة بأن الولايات المتحدة والعراق قد توصلا في أيلول 2024 الى اتفاقية حول مرحلة انتقالية لإنهاء مهام التحالف في العراق.
وخلال السنوات الأخيرة كان لفنلندا 75 جنديا متواجدا في العراق ضمن مهمة التحالف، وخدموا في مهام التدريب وتقديم المشورة فضلا عن كادر اداري ومهام إسناد ودعم. وقالت الخارجية في بيانها إن مشاركة فنلندا في مهمة التحالف الدولي كانت ذات فائدة كبيرة، مشيرة الى ان القرار الحالي المتعلق بمشاركة فنلندا في مهمة التحالف قد تم اتخاذه في العام 2022 لتستمر لمدة سنتين وستنتهي في نهاية العام الحالي 2024.
وجاء في البيان بان فنلندا ستستمر بتعهدها للتحالف الدولي لإلحاق الهزيمة بداعش ودعم القوات الأمنية العراقية من خلال مشاركتها بمهمة حلف الناتو في العراق وبعثة إدارة الأزمة المدنية للاتحاد الأوروبي، مشيرة الى ان قرار انهاء مساهمتها وانسحابها ليست له علاقة بالأحداث الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط.
وقالت الحكومة الفنلندية انها ستستمر بإسناد الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط من خلال مشاركتها ببعثة عمليات الأمم المتحدة، يونيفيل، في لبنان بمساهمة 200 جندي تقريبا، وهي أكبر مشاركة فنلندية لقوات الطوارئ.
بالإضافة الى ذلك تقول الخارجية الفنلندية بانها ستستمر بدعم الملاحة الدولية وعمليات الامن في البحر الأحمر، وأنها متعهدة أيضا بمشاركتها جهود بعثة منظمة الأمم المتحدة UNTSO العسكرية لحفظ السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وكان التحالف الدولي ضد داعش قد تشكل في أيلول عام 2014 بقيادة الولايات المتحدة بمشاركة 87 دولة بعد ان اجتاح مسلحو داعش مساحات واسعة من العراق ونزوح ملايين السكان من مناطق سكناهم في نينوى والانبار وصلاح الدين وديالى، وبعد ثلاث سنوات من حملات عسكرية شنتها القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي تم الحاق الهزيمة بداعش وإعلان الحكومة العراقية النصر عليه عام 2017 ، ومنذ العام 2021 اعلن الجيش الأميركي انهاء مهمته القتالية في العراق والانتقال الى مهام مقتصرة على تقديم المشورة والتدريب حيث يحتفظ الان ب 2500 جندي في البلد.
وكانت واشنطن وبغداد قد توصلتا الى في 6 أيلول 2024 الى اتفاقية وتفاهم بشأن خطة لانسحاب قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من العراق، وتنص الخطة وفق مصادر على خروج مئات من قوات التحالف بحلول أيلول المقبل من عام 2025 والبقية بحلول نهاية العام 2026.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون قد أعلنت في كانون الثاني الماضي عن بدء اجتماعات اللجنة العسكرية العليا بين الولايات المتحدة والعراق لبحث انتقال مهمة التحالف لمستوى جديد يركز على العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية.
ويأتي هذا الاتفاق بعد محادثات استمرت أكثر من ستة أشهر بين بغداد وواشنطن بدأها رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في كانون الثاني وسط هجمات شنتها فصائل مسلحة عراقية على قوات أميركية متمركزة في قواعد بالعراق
المدى /عن الخارجية الفنلندية
أقرأ ايضاً
- توقعات بزيادة عدد مقاعد أعضاء البرلمان العراقي لـ(430) مقعداً في الدورة المقبلة
- تعرف أسرار البيت العراقي.. بغداد تطالب واشنطن بردع إسرائيل
- البرلمان العربي يدين التهديدات الإسرائيلية بضرب العراق