مع انطلاق العام الدراسي الجديد تعود مشاكل ومعوقات العملية التربوية على الساحة، وتختلف أشكال المعاناة والمعوقات بين سنة وأخرى، فتارة مشكلة المناهج والمقاعد، وتارة أخرى الاكتظاظ وتهالك الابنية، وهذا ما يؤكده مدير أحد المدراس في كربلاء.
ويقول المدير الذي طالب عدم الكشف عن اسمه في حديث لوكالة نون الخبرية، إن "معاناة مدراء المدارس مركبة، منها ما يتعلق بالواقع التعليمي المزري الذي وصلنا إليه، وهناك مدارس تضم أكثر من (1000) طالب في كربلاء المقدسة، بسبب الزحف الكبير على المحافظة".
مبيناً أن "المدارس شهدت قفزة بعدد الطلاب من (250 إلى 1000) طالب" واصفاً، "العملية التعليمية عرجاء ناقصة المعالم، والجميع متضرر منها المدرس والطالب ووقت الدرس والبيئة الدراسية، وهذا ينعكس سلبا على العملية التعليمية خصوصاً في كربلاء المقدسة".
ويضيف، أنه "لا توجد عمليات لإعادة تأهيل للمدارس، وطالبنا الجهات المعنية بتوفير أجهزة تكيف ولم يمنحونا شيء، وانطلاق العام الدراسي هذه الفترة يتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، والصفوف أشبه بالفرن، ولا تستطيع إدارات المدارس توفير المتطلبات لعدم وجود امكانيات ونثريات تغطي المصاريف، بينما بالجبهة المقابلة هناك مدارس مدعومة كالمدارس الدولية ومدارس المتميزين والمتفوقين واعداد طلبتها مناسب، وعملية قبولهم خاصة، وكأن هناك تمييز عنصري واضح، والوزارة تقدم لهم الدعم، وهذا أحد اسباب تدني العملية التعليمية، ومن اسباب عدم الرضا الوظيفي الموجود حاليا لدى اغلب المدراء".
ويشير إلى، أن "نسبة المدارس المتهالكة كبيرة جداً"، مؤكداً، أن "المدارس المدعومة هي (الدولية، المتفوقين، المتميزين، الموهوبين) فقط والأخيرة غير موجودة في كربلاء المقدسة"، مبيناً أن "ملف الدوام المزدوج أثر كثيراً على العملية التعليمية، والدوام المسائي والثلاثي هو نقمة عظيمة على الطالب، ومدارس الاتفاقية الصينية قليلة ولا تلبي الغرض بسبب الهجرة الكبيرة التي تشهدها كربلاء".
ويبيّن، أن "الحلول الناجعة للخلاص من مشكلة المدارس والاكتظاظ تتعلق بسياسة الوزارة من خلال فك الاختناقات، ومنع الهجرة العشوائية او الحد منها عن طريق المحافظة، والحلول الرئيسة تكمن في بناء عدد كبير من المدارس، ونأمل أن يشكل التعداد السكاني فائدة لعملية بناء المدارس".
من جهته يتفق عضو مجلس محافظة كربلاء وعضو لجنة التربية في المجلس أنور اليساري، مع ما تحدث به المدير الذي طالب عدم الكشف عن أسمه في موضوع تهالك المدارس واكتظاظها.
ويقول اليساري في حديث لوكالة نون الخبرية، إن "أغلب المدارس الموجودة في محافظة كربلاء متهالكة، وزيادة أعداد الطلاب في المدارس نتيجة الهجرة الموجودة والاعداد المتزايدة أدت إلى مشاكل عديدة اضافة إلى اهمال وزارة التربية ومديرية التربية لهذه المدارس وخاصة بالقرى والارياف".
ويلفت إلى، أنه "لا يوجد عمل حقيقي ومتابعة ورقابة حقيقية للأعداد وتنظيم الاعداد وتوزيع المدارس بين القرى والارياف ومركز المدينة وبعض المدارس الموجودة يجب ان تتوزع بصورة الصحيحة".
ويضيف، أن "خلال زيارتي لعدد من المدارس في المحافظة وجدت الكثير من الاحتياجات وسجلنا نقص في المراوح والاسلاك الكهرباء وعدم توفر الماء، والملف بحاجة إلى متابعة قبل انطلاق العام الدراسي، وهناك لجنة خاصة بالمدارس المتهالكة وإعادة الهيكلية، وسندرج هذه المدارس ضمن الخطط المستقبلية على مدى السنوات القادمة لمعالجة الموضوع وهناك جهة رقابية في التربية موجودة تضم عدد من المشرفين لمتابعة الملف".
من جهته يبيَّن مدير قسم الابنية المدرسية في مديرية تربية كربلاء المقدسة، المهندس مؤيد حسين الاسدي في حديثه لوكالة نون الخبرية، أن "احتياج المحافظة الحقيقي من المباني المدرسية يبلغ (380 ــ 400) بناية مدرسية جديدة لاحتواء ازمة الدوام المزدوج والثلاثي التي وصل عدد المدارس فيها إلى (90) مدرسة، ومعها (37) مدرسة كرفانية، والهجرة العشوائية وغير المنظمة خلال السنوات الماضية أدت إلى تفاقم أزمة المدارس".
ويشير إلى، ان "المديرية استقبلت من (10 ــ 12) الف طالب جديد من خارج المحافظة في سنوات سابقة ما عدا طلبة النمو السكاني الطبيعي، ولو كان هذا العدد في محافظة اخرى لحصلت الكارثة وحصلت حالات تسرب للطلبة بالآلاف، ورغم ذلك حافظنا على استمرار الطلبة بالدوام في بيئة وان كانت غير مثالية".
تقرير - ابراهيم الحبيب
أقرأ ايضاً
- الدوام الثلاثي.. كابوس يطارد الطلبة والتربية: أنجزنا 500 مدرسة ونحتاج لـ8 آلاف
- الدوام الثلاثي.. كابوس يطارد الطلبة والتربية: أنجزنا 500 مدرسة ونحتاج لـ8 آلاف
- بالتعاون مع برنامج الاغذية العالمي من كربلاء.. العراق يصدر اول بطاقة زراعية الكترونية للمزارعين والمستثمرين