هو علي بن محمد السمري السفير الرابع للامام المهدي الذي لبث في مقام السفارة حوالي ثلاث سنوات, وانتهت الغيبة الصغرى وبدأت الغيبة الكبرى للامام المهدي (عجل الله فرجه) بعد وفاته في العام الهجري (329)، ويقع مرقده في مركز مدينة بغداد بشارع النهر قرب المدرسة المستنصرية في منطقة القبلانية، هذا المرقد الذي يزوره الالاف من العراقيين والعرب الاجانب كان على مدى دهور من الزمن واسعا وفيه غرفة السفير ومسجده ويتربع على مسافة كبيرة، لكن ما بقي منه (40) مترا فقط.
تاريخ المرقد
يقول خادم المرقد المنتسب "علي حسن ريكان" لوكالة نون الخبرية ان" السفير علي بن محمد السمري هو النائب الرابع للامام المهدي (عجل الله فرجه)، وتسلم السفارة بعد السفير الثالث "الحسين بن روح"، وهذا المرقد كان غرفة السفير وسكنه الرابع من ضمن مزاره البالغ مساحته (1725) متر مربع، وآثار المسجد السابق موجودة جميعها، وفي العام (1967) اصدر النظام حينها قرارا بهدم المزار، ونفذ الامر لكن رغم ذلك بقيت اثار المزار، ومن ينظر اليوم الى منارة المسجد يجد مكتوبا عليها اسم الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) بالخط الكوفي، لكن عائدية المسجد تحولت الى ديوان الوقف السني بقرار حكومي، كما توجد الى الآن (70) قبة من ضمن البناء القديم للمسجد، والسفير الرابع كما وصفه الشيخ عباس القمي الذي وصفه مع باقي السفراء بأنهم نقطة الوصل بين الامام المهدي والرعية في حياتهم وفي مماتهم ايضا، ووجه الزائرين العرب والاجانب بقوله "ان من يتوجهوا الى العراق لزيارة المراقد المقدسة للعترة الطاهرة ويزوروا الامامين الكاظمين في بغداد، عليهم ان لا يغفلوا عن زيارة السفراء الاربعة والشيخ الكليني، وان تباعدت مزاراتهم ويستحقون ان يشد لهم الرحال".
سند ملكية
واضاف ريكان ان" الوقف الشيعي تملك المزار والمرقد والمسجد وبكامل مساحته في منطقة القبلانية البالغة (1725) مترا مربعا بسند ملكية رسمي، ولكن حصلت مشاكل فيها جنبة سياسية وصلت الى تدخل جهات حكومية عليا، وعاد الوضع الى سابق عهده من المصادرة، وهناك محاولات تجري الآن لكنها ضعيفة وغير مؤثرة، وهذه المحال التجارية انشئت بعد عمليات الهدم وتحويل ملكية المرقد والمسجد الى دائرة الاوقاف العامة في وزارة الاوقاف واستغلت المساحات للاستثمار، وكان المرقد عبارة عن غرفة واحدة فقط والزيارة تكون من الشباك، وبعد مدة تبرع احد الاشخاص من مدينة الكاظمية ووضع لها باب، وبعد زوال النظام المباد حاولنا اكثر من مرة اعادة المسجد مع المرقد الى ملكية ديوان الوقف الشيعي، وحاولنا توسعة المرقد ولم نحصل الا على محل واحد فقط، لان العملية لا تتم الا بشراء المحال بمبالغ خيالية تصل الى (40) الف دولار، وما زال القبر موجود في المحال التي تقع خلف المرقد، ولدينا الكثير من المتبرعين لديهم الاستعداد لشراء تلك المحال الا ان اصحابها لا توجد لهم نية صادقة بالبيع ولا رغبة لهم بالبيع او ترك المحال، وحاليا مساحة المرقد تبلغ (40) متر مربع من مجوع مساحته الحقيقية البالغة (1725) مترا مربعا".
جنسيات الزائرين
واوضح " بحكم عملي في المرقد لمدة (13) عام فإن زائري مرقد السفير الرابع هم من جميع الجنسيات ومن مختلف الدول في العالم، واستطيع القول ان زيارة مراقد السفراء الاربعة صارت حتمية حيث يأتي كل الزائرين لمراقد الائمة الاطهار لزيارة السمري وباقي السفراء، ونحاول قدر جهدنا ونقدم ما في وسعنا لان مرقد الشيخ السمري هو الاصغر مساحة بين باقي السفراء التي تمتلك مساحات واسعة يمكنها تقديم مختلف انواع الخدمات، ونحن نقدم خدمات نصب اجهزة التبريد والمياه الباردة وفرش السجاد من افضل الانواع وتغليف الجدران بالمرمر على غرار ما يستخدم في المراقد الدينية، ونتباحث نحن العاملون والامين الخاص للمرقد ونقدم المقترحات فيما بيننا وما نراه الانسب ونستطيع تقديمه، ولدينا نشاطات دينية ومنها اقامة المجالس الحسينية عصر ايام وفيات الائمة بعد ان تغلق المحال التجارية ابوابها، كما لدينا سيارات خاصة بالمرقد نستخدمها في نقل الزائرين من مختلف المحافظات الى بغداد مجانا ونقدم لهم وجبات الطعام، واصبح لصفحاتنا في مواقع التواصل الاجتماعي جمهور واسع، وفي المرقد دوام على مدار الساعة وبثلاث وجبات، لان الكثير من المواطنين لديهم التزامات ولا يستطيعون الزيارة الا بعد اوقات الدوام الرسمي، وهذا المرقد لا يقتصر على الشيعة فقط، لان من بين زائريه من اتباع المذاهب الاخرى ويطلبون حاجاتهم من الله بشفاعة السفير الرابع، وقد تحققت الكثير من البركات ومنها ما حصل وكنت شاهدا عليه، عندما اصيب شابا اعرفه بمرض في دماغه ونقله ذويه الى لبنان وايران وسوريا للعلاج ولكن دون نتيجة، وكنا في المرقد قد فتحنا الشباك واخذت البردة التي توضع على شباكه واخذتها اليه ليتبرك بها ويدعوا الله لشفائه، واتصل بي اهله وذهبت اليه ووجدته يتكلم كأنما يخاطب شخصا ما ويشكوا من الم رأسه، وبعد اسبوع ذهبت اليه واخبرني ان شخصا بهيئة امام وبيده عصا يتكأ عليها اخبرني ان مرضه لله فيه غاية وسيتشافى منه، وحاليا هو منتسب في وزارة الداخلية بكامل عافيته، وكذلك قضية امرأة جاءت وشمت الرائحة العطرة للمرقد الشريف فلجأت اليه وقالت "يا سيدي انا لا اعرفك من انت ولكن ابنتي في الغربة وهي يتيمة وزوجها على وشك ان يطلقها ويرسلها الى العراق ولا اب لها ليدافع عنها، فجاءت في اليوم الثاني وسألتني من هو صاحب المرقد فقد انقذ ابنتي من الطلاق والتشرد واصبحت من زوار المرقد الدائميين".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- عمرها يتجاوز (500) عام :مهنة "رواف الملابس" اندثر سوقها في بغداد وتسير نحو الانقراض (مصور)
- بـ"120" مليار دينار.. زيادة جديدة برواتب اقليم كردستان وبغداد ترفع "الكارت الأحمر"
- جثث وأشلاء.. ماذا يتذكر العراقيون في اليوم العالمي لضحايا الإرهاب؟