عائلة جنوبية من مدينة الناصرية تعيش حياتها حالها حال اي عائلة عراقية، حتى تعرضت الام الى حالة مرضية تطلب معها الراحة التامة وعدم العمل، فاضطرت العائلة الى الاستعانة بأحد مكاتب تشغيل العاملين لاستقدام عاملة خدمة تعين الام والعائلة على العمل البيتي اليومي، واختارت العائلة عاملة خدمة افريقية مسيحية الديانة من اوغندا، وكانت امرأة متزنة وواعية ومتفائلة، فأحبت العمل والعائلة واحبوها، وكانت تراقب عباداتهم وصلاتهم واخلاقهم فاطمأنت لهم، واخذت تسأل عن الكثير من الامور العبادية حتى اعلنت رغبتها في اشهار اسلامها، لكن العائلة لم تلبي طلبها بشكل مباشر بل طلبوا منها التريث والتفكير، ثم اختارت طريقها للتحول الى امرأة مسلمة بكامل ارادته، حتى ان مسؤول وحدة حل النزاعات في قسم الشؤون الدينية الشيخ صباح الخاقاني اكد انها أخبرته عند سؤالها عن سبب اعتناقها للاسلام" ان الدين الاسلامي اكثر احتراما للانسانية ويعطف المسلمون بعضهم على بعض"، واستدركت " رغم ان المشهور عن الدين المسيحي فيه الانسانية، الا انه يعوزه التطبيق، اما في الاسلام فاحترام الانسان فيه واضح جدا، نتيجة الحرية التي يضمنها الدستور الاسلامي"، مبينا انه" تحقق منها ومن العائلة التي تعمل لديها انها قررت برغبة وقناعة تامة اعتناق الدين الاسلامي".
عقل متفتح
وقالت "ام داليا" التي تعمل معلمة في مدرسة ابتدائية باحد اقضية محافظة ذي قار وهي "ربة العائلة" التي تعمل لديها "ديبورا" في حديثها لوكالة نون الخبرية انني" تعرضت لحالة مرضية منعني بعدها الطبيب المختص من اي جهد بدني، ولكوننا عائلة كبيرة تتكون من الاب والام وثلاثة من الابناء وثلاثة بنات اثنان منهن متزوجات وواحدة تعيش معنا، قررنا الاستعانة بعاملة خدمة قبل اربع اشهر وذهبنا الى احد المكاتب المختصة بهذا الشأن، وعرضت علينا مجموعة من عاملات الخدمة، الا اننا وقع اختيارنا على "ديبورا" لما وجدناه في وجهها من بشاشة وعفوية، وهي تبلغ من العمر (28) عاما ومتزوجة ولديها ثلاث ابناء، وهي تتميز بالذكاء والفطنة وحب الاطلاع، فارتاحت للعمل عندنا وكانت تسألنا عن العبادات التي نؤديها مثل الصلاة والوضوء والصيام المستحب، ومنذ اسبوع الحت علينا ان تشهر اسلامها وتصوم معنا شهر رمضان، لانها تسمع حديثنا وتقوم ابنتي التي تجيد اللغة الانكليزية بترجمة اسئلتها او اجاباتنا، خاصة انها شاهدتنا نصوم في شهري رجب وشعبان، فتعلقت بالصيام والعبادة، والتعامل الاخلاقي بما يمليه عليننا ديننا الحنيف، ورعايتها وكأنها احد افراد البيت".
خديجة في كربلاء
وتضيف "ام داليا" ان" ديبورا من النوع اللماح والذكي والذي يسأل ليصل الى تفسير لاي شيء يريده، ولم نطلب منها الدخول في الاسلام او نضغط عليها او نلح باقناعها، وطلبت منها ان تفكر كثيرا وتراجع نفسها وان لا تنقاد الى العاطفة، لانه قرار مهم يخصها ويخص عائلتها، ولكنها ابدت اصرارا عجيبا بأنها تريد ان تكون مسلمة، فاستجبنا لطلبها وخيرناها باختيار اسما من بين مجموعة من الاسماء لها حتى يكون اسمها الاسلامي، لكنها فاجئتنا بانها اختارت لنفسها اسم "خديجة" تيمنا بالسيدة خديجة الكبرى (عليها السلام)، واقترحنا عليها ان يكون اشهار اسلامها في مدينة كربلاء المقدسة وعند ضريح أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، ولديها اخت تعمل في المملكة العربية السعودية واعتنقت الاسلام هناك ايضا وكانت تتعلم منها بعض تعاليم الاسلام، وكذلك اخيها اعتنق الاسلام، وعندما ارادت اشهار اسلامها خيرناها باختيار اي مذهب اسلامي مثلما فعلت اختها او اعتناق المذهب الجعفري، فاصرت حتى وصل الامر بها ان تطلب منا ان تكون على دين "المدام" وتقصدني بهذا اللفظ وتعني به سيدة البيت".
ذاهبة الى الجنة
واكثر ما اثار استغراب "ام داليا" هو وصف ديبورا لكربلاء المقدسة وتوضح ذلك بالقول ان" هذه المرأة متفتحة الذهنية وعندما نريد القدوم الى زيارة ابي عبد الله الحسين واخيه ابي الفضل العباس (عليهما السلام) في مدينة كربلاء المقدسة، كان تقول لي ببراءة أنتي "ذاهبة الى الجنة"، قبل ان تعلن رغبتها في اعتناق الاسلام، او الخوض بأي حديث معنا بهذا الشأن، وعند الاستفسار منها اكدت انهم في اوغندا يسمون "كربلاء الجنة"، وعندما وجهنا لها السؤال لماذا تسمونها الجنة، اكدت انها مدينة مهمة وفيها الحسين سبط النبي، وقلنا لها الآن انتي في كربلاء فماذا تقولين، اشارت بخجل ان سعادتها لا توصف وانها مدينة جميلة جدا، وتترقرق الدموع في عيني "ام داليا" وتقول " هيه صارت ابنيتي وتعلقت بيهه كلش، وكل عائلتي يعتبرونهه ابنيتنه"، واصبحت "خديجة" ابنة لنا بما تعنيه الكلمة نرعاها ونوفر كل احتياجاتها وتعيش بيننا كواحدة منا، مع تواصلها المستمر مع عائلتها ".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)
- هل تطيح "أزمة الدولار" بمحافظ البنك المركزي؟