- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
حرية الرأي في العراق، بخطى ثابتة.. إلى الوراء دُر!
حجم النص
بقلم:بركات علي حمودي
في خطوة غير مستغربة مع ما يجري في الشهور الأخيرة من بلورة شكل جديد للرأي العام وهو "الرأي المؤيد للسلطة" فقط... وكبت الرأي الناقد للسلطة واعتباره رأي "هدّام وتسقيطي وموتور"، أعلن رئيس البرلمان "المؤقت" محسن المندلاوي عن نية المجلس الذي يمثل الشعب العراقي بالشكوى قضائيًا ضد ما يعتبره إساءة من أي فرد أو مؤسسة إعلامية أو غيرها ضد مجلس النواب والنواب كافة!
قرار المندلاوي الذي أثار الجدل بين المراقبين الذين قال البعض منهم "هل يصح يشتكي عليّ من انتخبته أنا كي يمثلني في مجلس النواب لمجرد أنني انتقدته؟"
فمن غير المستبعد أن تكون ذريعة الإساءة هي التشكي حتى على المنتقدين الذين لا يسيئون أساساً، بل ينتقدون الأداء والفشل كما كفل ذلك الدستور في بلد من المفترض أنه ديمقراطي.
وهنا يتوجب علينا التساؤل، ما هي الإساءة بنظر الرئيس المؤقت المندلاوي أو من وراء هذا التوجيه؟
وهل المواطن أو الصحافي أو المراقب للشأن السياسي هو من يسيء أم بعض البرلمانيين أنفسهم وبعض قادة الكتل السياسية الذين يملكون كُتل حزبية داخل البرلمان؟
(فأحد النواب الحاليين مثلاً، اتهم في وقت سابق الكتل البرلمانية بأن رأيها بيد (الحجي) أي زعيم الكتلة وليس بيدها، فهل هذه إساءة وتقزيم دور البرلماني أم لا؟)
وهل المندلاوي والذي يُصنف أنه من طبقة رجال الأعمال والناجحين، يسعى إلى صناعة فارق طبقي يزيد البون بين المجتمع والساسة أكثر مما هو موجود اساساً كما يعتقد العراقيون ذلك عبر رواتب النواب الخيالية ومميزاتهم العالية في الحماية الشخصية والحصانة البرلمانية وغيرها ؟
وعطفاً على ذلك فقد كتب السياسي العراقي باسل حسين (رئيس مركز كلواذا) في منصة X ما اعتبره تناقض في موقف الرئيس المؤقت للبرلمان محسن المندلاوي، إذ قال باسل حسين في تغريدته والتي عنونها بمفارقة قانونية: "هناك إشكالية في هذا التوجيه من الأساس، لأن قانون العقوبات العراقي لم يتطرق إلى مفردة "الإساءة" في هذه القضايا التي أشار إليها التوجيه، وما موجود في قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 هي "الإهانة" وتحديدًا "أهان" في ثلاث مواد منه وهي المواد (225، 226، 227)، والقاعدة الأصولية تقول لا عقوبة ولا جريمة إلا بنَص، عليه لا توجد عقوبة مقترنة بالإساءة في هذه القضايا في القانون العراقي."