في ظل التوتر الأمني والسياسي الذي تشهده البلاد، بدأت آثار العقوبات الدولية المفروضة على روسيا منذ عامين بالتأثير على العراق وتحديدا في مجال التسليح والطيران.
حيث يضم العراق أكثر من 200 مروحة عسكرية، 60 منها روسية، وهم يمثلون العمود الفقري للطيران العراقي حالياً في عملياته العسكرية ضد تنظيم "داعش" والجماعات المسلحة في أنحاء البلاد، إلا أن عضو لجنة الامن والدفاع النيابية النائب علي البنداوي كشف، اليوم الثلاثاء، عن تعطل اغلب الطائرات العسكرية روسية المنشأ، مشيرا إلى أن العراق لا يستطيع الحصول على قطع الغيار والمواد الأخرى لإعادة تصليحها بسبب العقوبات المفروضة على روسيا.
وكشفت تقارير صحفية في وقت سابق، أن طائرات سوخوي سو25 الروسية، التي وصلت إلى العراق عام 2014 إبان فترة الحرب على تنظيم داعش، كانت متهالكة و"خردة"، ولاسيما أنها كانت من ضمن عقد وقعه العراق مع روسيا عام 2012.
وقال البنداوي، إن "اغلب الطائرات العسكرية المعطلة حاليا في العراق هي من منشأ روسي"، لافتا الى ان "بغداد تضررت من العقوبات المفروضة على موسكو من ناحية تحديد إمكانية الحصول على قطع الغيار والمواد الأخرى وإعادة تصليحها من قبل الشركات المخولة"، بحسب صحيفة العالم الجديد.
وأضاف البنداوي، أن "هناك حراك غير معلن من وزارة الدفاع والقوة الجوية من أجل إيجاد وسائل تسهم في إصلاح تلك الطائرات وإعادتها للخدمة، خاصة وأنها تمثل جزء مهمة في العمل القتالي"، مؤكدا أن "بغداد تسعى الى بلورة خيارات أمامها لمعالجة هذه الإشكالية بأقرب فرصة ممكنة".
وأشار إلى أن "الطائرات الروسية الحربية بكل أنواعها كانت عامل مهم في دعم القوات الأمنية في معارك التحرير وما بعدها واعادتها للعمل ضمن استراتيجية وزارة الدفاع والقوة الجوية بشكل عام".
ويبدو أن العقوبات المفروضة على روسيا منذ عامين تقريبا ستبدأ تأثيراتها السلبية في طيران الجيش العراقي الذي يضم أكثر من 200 مروحية أمريكية وفرنسية وروسية، تمثل الأخيرة منها جزءاً كبيراً.
وبحسب تقرير المفتش العام في وزارة الدفاع الأمريكية ووزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والمتعلق بعملية "العزم الصلب" الذي صدر في شباط 2023، فإن "حرب أوكرانيا أدت إلى الحد من قدرة وحدات سلاح الجوي العراقي على الوصول إلى قطع غيار لمروحيات إم آي-17 الروسية الصنع لأن معظمها موجهة لدعم الجهود العسكرية الروسية في أوكرانيا، فضلاً عن قيود على شراء قطع غيار روسية الصنع".
وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين قد أعلن في تصريحات سابقة له إلى رغبة بغداد في الحصول على استثناءات من العقوبات المفروضة على روسيا لتسديد مستحقات الشركات الروسية العاملة بمجال النفط وشراء معدات عسكرية وأدوات احتياطية للأسلحة العراقية بينها المروحيات الروسية، مما يدل على استمرار أزمة توقف الطائرات المروحية العراقية ذات الصنع الروسي ما لم يتم إيجاد حلول، لا سيما في ظل الأزمة الروسية- الأوكرانية.
يشار إلى أن العراق أبرم عقدا مع روسيا عام 2012، لتزويده بـ24 طائرة سوخوي 25، لكن الصفقة لم تنفذ في حينها ولم يتسلم العراق أي طائرة حتى عام 2014 في خضم الحرب مع داعش.
وكان العقد مع روسيا من أبرز عقود التسليح التي أثارت لغطا كبيرا بسبب شبهات الفساد التي رافقته، وكانت قيمته 4 مليارات دولار، وتضمن طائرات ومنظومة صواريخ وأسلحة متنوعة، وتم اعتباره من أكبر عقود التسليح التي أبرمتها روسيا.
أقرأ ايضاً
- إسرائيل تجدد غاراتها على الضاحية.. الصحة اللبنانية تعلن استشهاد 40 شخصاً (فيديو)
- في الديوانية.. الأمن الوطني يقبض على معتدٍ على أحد موظفي التعداد السكاني
- اربيل تستعد لتوزيع 27 ألف قطعة ارض على الموظفين