اذا ذكرت مناطق العاصمة بغداد الراقية كان في صدارتها حي الغدير في شرق بغداد بجانب الرصافة، الذي تحده من الشمال منطقة زيونة الراقية ومن الجنوب بغداد الجديدة، ومن الشرق الخط السريع لقناة الجيش، ومن الغرب منطقة تل محمد المحاذية للخط السريع "محمد القاسم"، هذا الحي كانت تقطنه غالبية مسيحية، ومميز بشوارعه النظيفة وحدائق منازله الخارجية والداخلية الفواحة، وساكنيه الذين يتميزون بالاناقة في ملبسهم والترف في حياتهم، ومرت اكثر من اربع عقود على تبليط شوارعه حتى اصبحتا مهلهلة، ومنذ سنوات نفذ مشروعين لدفن الكيبل الضوئي واسلاك الكهرباء تحت الارض فحفرت شوارعه، وقامت دائرة البلدية باكساء عدد من الشوارع وترك اضعافها لتتحول الى حفر عميقة ومطبات ذاع صيتها في المنطقة وتجمع المياه الآسنة وانسداد المجاري حتى تحولت حياة الناس واصحاب المحال التجارية اليومية الى جحيم.
سنوات التعب
يتحدث "ابو فاطمة" احد سكنة المنطقة بغصة عن احوالهم ويقول لوكالة نون الخبرية ان" حي الغدير مكون من محلتين هما (706) و(704) تم اكساء شوارعهما في ثمانينيات القرن الماضي، ولم يجدد التبليط واقتصر فقط على عمليات الترقيع او ما يسمونه بـ "الصيانة"، ولم تشهد شوارعنا عمليات قلع للتبليط القديم واعادة اكساء نهائيا، وقبل خمس سنوات نفذت وزارة الكهرباء مشروع دفن اسلاك الكهرباء تحت الارض، كما نفذ مشروع دفن قابلوات الانترنت وبعد الانتهاء من عمليات الحفر والدفن قامت البلدية بتبليط جميع شوارع المحلة (706) التي يصل عددها الى (15) شارع تمتد جميعها من الشارع الرئيس بين حيي الغدير وبغداد الجديدة لغاية ساحة ميسلون بطول يصل الى حوالي (1500) متر، اما المحلة (704) والممتدة من شارع حلويات الفراشة الى بناية سينما البيضاء فمنذ خمس سنوات لم تبلط شوارعها الى الآن".
وعود وهمية
ويتابع "ابو فاطمة" حديثه الممزوج باللوعة والتعب من هذا الحال بالقول ان" الجهات المعنية مثل البلدية والكهرباء والاتصالات تعدنا دائما بان المشروع انتهى وان الشوارع سيتم تبليطها، الا اننا لم نحصل الا على وعود وهمية، وكل دائرة ترمي اللوم على الاخرى او تعطينا حجج واهية، مثل ان تقول البلدية ننتظر دائرة الكهرباء ان تكمل عملها، واكمل العمل ولم تبلط الشوارع او تقول الكهرباء لا توجد تخصيصات مالية، وهل المشروع تقسم تخصيصاته على مدى خمس سنوات، بل اصبح العمل متقطع يعملون شهرا ويقفون عاما، ولو تركوا لنا الشوارع كما كانت عليه من تكسرات وحفر قليلة لهان الامر انما جعلونا في شوارع لا تصلح لسير الناس ناهيك عن السيارات، وجميع الساكنين من الموظفين والطلاب، والاطفال، والنساء، واصحاب المهن الحرة، واصحاب المحال التجارية والمتبضعين، ومن يأتي الى تلك المنطقة لاي سبب يعاني الامرين في سيره، وخاصة في اشهر الشتاء والامطار او خلال طفح المجاري وانسدادها حيث اصبحت مجاري تصريف مياه الامطار مغلقة بالكامل تقريبا، اما مجاري المياه الثقيلة فاغلبها يعاني من الانسداد وكثيرا ما تطفح المياه الآسنة منها، وعندما تطفح المياه او تتجمع نتيجة الامطار فلا تأتي اية اليات تابعة للامانة لسحب المياه وتنتظر الناس جفافها جراء اشعة الشمس".
اصحاب السيارات
وقف "ابو احمد" بائع الشاي الذي مر على عمله في هذا المكان حوالي (15 عاما)، حائرا كيف يعبر الشارع الغارق بمياه الامطار ليصل عددا من اقداح الشاي لاحد المحال التجارية، فاضطر ليمشي حوالي (30) مترا الى الشارع العام ليصل الى مبتغاه ويعود ادراجه بنفس المسار، ويقول لوكالة نون الخبرية ان" مسيره الصعب وتنقله وتعبه هين امام معاناة اصحاب السيارات، حيث يأتي الكثير من الناس الى عيادات الاطباء او المختبرات او الاشعة، او الصالونات والمحال التجارية من خارج مناطق الغدير وبغداد الجديدة، وكثيرا ما تضررت سياراتهم في الحفر الكبيرة التي اصبحت عنوانا لشوارع المحلة (704) في حي الغدير، حيث تضررت الكثير من دعاميات السيارات الحديثة او دخل الماء الى الاجهزة الكهرباية في السيارات وتوقفت او تأذى شاصي السيارة وباقي تفاصيلها السفلية، لان الحفر والمطبات اصبحت كبيرة جدا منذ بوشر بالحفر ودفن اسلاك الكهرباء والانترنت، وحين هطول الامطار لا يرى الا الماء فيقع الكثير منهم في تلك الحفر، وما زلنا نعاني من هذا الامر الى الان ولا وجود لحل في الافق".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- هل تطيح "أزمة الدولار" بمحافظ البنك المركزي؟
- عشرات الدعاوى القضائية ضد "شبكة التنصت" في بغداد