أرخت الحرب الإسرائيلية المستمرة في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي بثقلها على كافة سكان القطاع الفلسطيني المحاصر لاسيما الأطفال.
فقد تحول الوضع من "كارثي إلى شبه انهيار تام"، حسب ما أكد تيد شيبان، نائب المديرة التنفيذية لليونيسف، إثر ختام زيارة استغرقت ثلاثة أيام إلى غزة.
كما أكد أن الأطفال وعائلاتهم يعانون "بعضا من أفظع الظروف" التي رآها على الإطلاق.
%85 نزحوا
وأضاف شيبان الذي كانت زيارته السابقة لغزة قبل شهرين "إن أكثر من 1.9 مليون شخص، أو ما يقرب من 85 في المئة من سكان غزة، أصبحوا الآن نازحين، بما في ذلك العديد ممن نزحوا عدة مرات. ويوجد أكثر من مليون منهم في رفح".
كما أشار إلى صعوبة استيعاب هذا العدد الهائل من المدنيين على الحدود، مؤكدا أن الظروف التي يعيشون فيها غير إنسانية "فالمياه نادرة وسوء الصرف الصحي أمر لا يمكن تفاديه".
انهار من النفايات
كذلك، أوضح أن البرد والمطر تسببا هذا الأسبوع في أنهار من النفايات.
إلى ذلك، شدد على أن "الطعام القليل المتوفر لا يلبي الاحتياجات الغذائية الفريدة للأطفال، ما ترك الآلاف منهم يعانون سوء التغذية والمرض". وتابع قائلا "هذا ليس إلا تدهورا صارخا في ظروف أطفال غزة. وإذا استمر هذا التدهور، فقد نرى الوفيات الناجمة عن النزاع العشوائي تتفاقم بسبب الوفيات الناجمة عن المرض والجوع. نحن بحاجة إلى انفراج كبير".
لا مياه أو طعام شمالاً
أما فيما يتعلق بالوضع في شمال غزة، فقال شيبان إن ما يقدر بحوالي 250 إلى 300 ألف شخص لا يحصلون على المياه النظيفة، وبالكاد يحصلون على أي طعام.
كما أضاف "في الأسبوعين الأولين من شهر يناير، وصلت سبع فقط من أصل 29 شحنة مساعدات مخططة بنجاح إلى وجهاتها في شمال غزة. ولم تتمكن أي قافلة تابعة لليونيسف من الوصول إلى شمال قطاع غزة في عام 2024". وختم بالقول "لا يمكننا أن ننتظر أكثر من ذلك حتى يتم وقف إطلاق النار الإنساني لوضع حد للقتل والإصابة اليومية للأطفال وعائلاتهم، وتمكين التوصيل العاجل للمساعدات التي تشتد الحاجة إليها".
انتشار الكبد الوبائي
من جهته، أكد مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، تسجيل 24 حالة إصابة بالتهاب الكبد الوبائي. وقال إن الظروف غير الإنسانية جراء الهجمات الإسرائيلية على القطاع ستؤدي لانتشار أكبر للمرض.
كما أضاف بتغريدة على حسابه في منصة "إكس"، مساء أمس الخميس، أنه من المحتمل إصابة عدة آلاف أيضا باليرقان بسبب الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي من النوع A.
وحذر من أن الظروف المعيشية غير الإنسانية من عدم توافر المياه النظيفة والمراحيض النظيفة وصعوبة الحفاظ على النظافة العامة، ستؤدي إلى تفشي المرض على نطاق أكبر.
أتت تلك التحذيرات فيما تتمسك إسرائيل بمواصلة الحرب التي طوت شهرها الثالث، وسط تقييد دخول المساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع.
كما جاءت مع تلميح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إمكانية أن يستمر الصراع حتى نهاية العام 2025، على الرغم من كافة الضغوطات الإقليمية والدولية.
يذكر أن حصيلة الحرب بلغت حتى الآن أكثر من 24 ألف قتيل فلسطيني أغلبهم من الأطفال والنساء، فيما فاق عدد المصابين الـ 60 ألفا، وفق تقديرات فلسطينية
أقرأ ايضاً
- 100 ألف إنسان في "بسماية" يعيشون تحت خطر انبعاثات المناطق الصناعية المهددة للبيئة والصحة
- ألمانيا.. "قمع" الشرطة يلاحق نشطاء مناهضون للحرب على غزة
- أم فلسطينية غادرت قطاع غز..ة قبل الحرب، ليقضي القصف على سبعة من أبنائها