تعد منطقة حي العامل في جنوب غرب بغداد من المناطق القديمة والمهمة والرئيسة حيث تشهد كثافة سكانية كبيرة، وتعد من المناطق الشعبية والحضارية في وقت واحد، ويعيش اهالي المحلة (٨٠٩) فيها معاناة كبيرة جراء اهمال تبليط شوارع المحلة منذ اربع عقود من الزمن وتحملهم للامطار والاطيان والمياه وغرق بعض البيوت والاتربة والتخسفات والحفر، والاضرار التي تلحق بالسيارات، وعود كثيرة سمعوا بها لكنها لم تنفذ ومازالت شوارع منطقتهم دون خدمات وتبليط.
وابدى مجموعة من اهالي المحلة استغرابهم من اهمال تلك المنطقة وعدم شمولها بتبليط الشوارع على غرار ما نفذ في محلات سكنية مجاوره اخرى، واناب عنهم بالحديث الى وكالة نون الخبرية المواطن (ابو ياسر البيضاني) بالقول ان" المحلة (٨٠٩) هي احدى المحلات السكنية التي تمتد ازقتها من الشارع العام المسمى شارع (٧ نيسان) المشهور ببيع اطارات وبطاريات السيارات في منطقة حي العامل بالعاصمة بغداد لغاية شارع (٣٠)، وقد بلطت المحلات القريبة منها وآخرها المحلة (٨٠٥) التي تقع في الجهة المقابلة لها، ووعدنا بان محلتنا ستبلط شوارعها بعدها ومنذ مطلع العام الجاري والى الآن لم تدخلها آلية واحدة، وتتكون حوالي من ثلاثين زقاق، واخر تبليط شهدته شوارع المحلة كان في العام (١٩٨٢) من القرن الماضي، اي منذ (٤١) عاما لم تبلط تلك الشوارع، التي تتحول بعد هطول الامطار في فصل الشتاء الى مستنقعات مائية، ويصبح سير السيارات صعبا وتدخل المياه الى البيوت بسبب سير السيارات في الشوارع وتحرك المياه الى امواج، ويعاني ساكني الحي من التنقل، لاسيما الاطفال وطلاب المدارس الذين يسيرون على حافات الارصفة وتمتلئ ارجهلم وملابسهم بالاطيان والمياه وبعضهم يضطر ابائهم الى حملهم الى مسافات طويلة لايصالهم الى مدارسهم، والبعض الآخر لا يذهبون الى المدارس في ايام المطر".
واضاف البيضاني ان "المحلة تفتقد لوجود شبكة مياه امطار صالحة للاستخدام ولا يستفاد من كميات الامطار التي تتجمع على شكل برك مائية لان اغلبها طمرته الاتربة والاطيان وهو امر قد يكون عام بعدم استغلال مياه الامطار في العراق، وشبكات مياه الامطار بسب التصاميم القديمة متداخلة مع شبكات الصرف الصحي الا اذا توضع فيها معالجات مياه الصرف الصحي كما يحصل في انشاء الشبكات الحديثة، وتتميز شوارع المحلة بكثرة الحفر والمطبات والتكسرات ووجود الطمر بمخلفات البناء لردم الحفر والتي تتحول الى امكنة لتجمع المياه الآسنة والاطيان، وعلى سبيل المثال يقوم بعض الاشخاص بوضع طابوق او حجر في الحفر المقابلة لبيوتهم وتصبح هذه مطب يلحق الاذئ بالسيارات، وهذه الاطيان والمستنقعات تتحول في فصل الصيف الى حفر واتربة ومطبات كثيرة، اما الارصفة فبقي منها اثر بعد عين، ما دفع الكثير من الساكنين الى صب ارصفة امام دورهم بخلطات الكونكريت لصنع منطقة قوية امام منازلهم تمنع مرور المياه اليها وتساعد في ايقاف السيارات بسلامة".
واوضح ان "دائرة المشاريع في امانة بغداد تعمل في محلات اخرى في منطقة حي العامل، ويبدوا انها سلمت المحلات على شكل مجموعة ازقة ثلاثة او اكثر لكل مقاولة تنفذ على حدة، حسب المبالغ المخصصة لهم، ومنذ عام تقريبا نفذت مشاريع تبليط في محلات سكنية اخرى تقع في الجهة المقابلة لنا، وابلغنا في شهر كانون الثاني من العام الجاري (٢٠٢٣) ان محلتنا (٨٠٩) سيتم تبليطها بعدها، والى الآن لم تبدأ اي عملية انشائية تدل على ان هناك مشروع لتبليط ازقة محلتنا، واستبشرنا خيرا بتبليط الشارع العام الرابط بين محلتنا قرب جامع العشرة المبشرة ونادي صلاح الدين قرب شارع المطار وهو شارع حيوي ويخدم اهالي حي العامل، لكن العمل وصل الى منتصف الشارع وتوقف دون معرفة الاسباب"، مشيرا الى ان الاف العائلات السكنية تقطن هذه المحلة وفيها حوالي (١٠) مدارس ابتدائية ومتوسطة واعدادية للبنين والبنات، وتتعرض الى تحمل تلك الضروف الصعبة في زمن اصبحت مسألة اكساء الشوارع من الامور المسلم بها والتي تقع في اولويات اهتمام الحكومات في مختلف دول العالم، وبلغنا من قبل الجهات المعنية في امانة بغداد ان تبليط شوارع محلتنا مدرج من ضمن الخطة والى الان لم تنفذ اي خطة بالرغم من اقرار الموازنة العامة منذ حزيران الماضي، ونناشد امانة بغداد بالشروع بتبليط شوارع المحلة (٨٠٩) باسرع وقت ممكن وحسب المواصفات الفنية والهندسية المعروفة وبمستوى واحد وبطبقات تربة متعددة وبسمك قياسي وحدل جيد لمنع حصول التخسفات او التكسر مثلما حصل في العديد من الشوارع، لان الضرر قائم على الاهالي والعائلات والطلبة والاطفال والنساء وخاصة قبل هطول الامطار التي توقعت الانواء الجوية ان تكون كبيرة هذا الموسم، وفي مواسم سابقة غرقت شوارعنا بالكامل، مع الاخذ بنظر الاعتبار ان في المحلة بيوت قديمة بنسبة كبيرة جدا، ومسقفة بالطابوق (العكادة) ويحصل نضوح من السقوف".
قاسم الحلفي - بغداد
أقرأ ايضاً
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- هل تطيح "أزمة الدولار" بمحافظ البنك المركزي؟
- انتخاب المشهداني "أحرجه".. هل ينفذ السوداني التعديل الوزاري؟