- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
متى يورق الكمون الذي تزرعون ؟
بقلم: حسن كاظم الفتال
بسم الله الرحمن الرحيم ( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ) ـ الإسراء / 34 ثمة مواسم تمر علينا لا تشبه المواسم الأخرى . مواسم رؤية بعض من كان لا موسم له . يظهر بها أفراد خيرون طيبون لم نرَهم من قبل ولم نلتقِ بهم , يسارعون باستعراض قدراتهم الخارقة . يطالبون بالإصلاح بل ينادون بتحقيقه . يحيط بهم أناس تسوقهم تداعيات اليأس والتمني بشوق لتحقيق أملٍ ما . يائسون من أمسهم آملون تحقيق ما يرجون بغدهم يتأملون ظاهر منطوق الآية الكريمة : ( عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) لعلهم يفلحون بما يوعدون. يصطفون فاغري الأفواه وبصمت مطبق ليستمعوا لخطبٍ تهيل غيثا من الأماني .من تلك التي يهيلونها على أهل الأمصار والأعناق مشرئبة نحو رجال أو نساء ممشوقي القامة . أنيقي الهندام تتدفق منهم سيول المواعيد ويَعِدون بصنع المعجزات . ويذكرونا بالسحرة البارعين أو أصحاب الكرامات . يستجلبون الرضا بفيض من العواطف . سيلٌ من الوعود والمواعيد والمزاعم تتساوق مع منطوق ظاهر المثل المشهور : ( يسوي الهور مرگ والزور خواشيگ ) . ويقسمون بأنها ليست للاستهلاك المحلي . وما هم بمقدمي برهانٍ على ذلك . ( قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) ـ النمل /64 تلك صور لا تتكرر كثيرا إلا عند اشتداد الأزمات وتشابك ما لم يشتبك من قبل . أو حين يهرع الجميع لأن يكون كلٌ منهم راس النفيضة أو يتصدر قائمة المتنافسين لنيل المراد . وتلك الصور ما أن يشاهد أحدٌ رتوشها ولمعانها وبريقها سرعان ما ترتسم في ذهنه صور اخرى تخلف اسئلة يطرحها الوضع العام بمشروعية تامة . تساق الأسئلة للواقفين على ضفاف الشطآن الزاعمين لإنقاذ الغرقى واسعافهم . أيها المنقذون سلاما لكم . أين كنتم قبل هذا الأوان من تحقيق مثلما تدعون تحقيقه ؟ ونخص بالذكر أولئك الذين للمناصب كانوا يتسنمون ولبعض الوظائف المرموقة يشغلون. وعلى أرائك السهو والغفلة التهامس متكئون وفيما بينهم يتسامرون ويتهامسون . إن بعض الإنجازات التي بها يوعدون .ومن أجلها راحوا يرشحون . أما كان يمكن أن تنفذ بكل حنين ؟ وبكل ما يوعدون يوفون ؟ ما هو اللحاظ الذي يمكن يكون مصداقا لما توعدون ؟ ما بال المطربين راحوا يغنون بكل حماس وشجون . وختاما قول سلام للمصورين في بعض الفضائيات وللمخرجين . كفى أن للرسوم تلمعون . بفذلكات الإخراج والتصوير البطيء للسائرين تصورن . فساء ما تصنعون .
أقرأ ايضاً
- المسرحيات التي تؤدى في وطننا العربي
- وللبزاز مغزله في نسج حرير القوافي البارقات
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته