مناطق سكنية مترامية الاطراف تسمى مقاطعة (2/10 و 3/10 ابو دشير) يفوق عدد قطع الاراضي السكنية فيها اكثر من (30) الف منزل منها اصبحت بيوت مسكونة واخرى قيد الانشاء، تمتد من المناطق المحاذية لمنطقتي الدوانم والتراث جنوب غرب بغداد الى المنطقة الواقعة خلف علوة الرشيد، وزعت قبل سنوات ودارت فيها عجلة البناء لتشيد عشرات الالاف من الدور السكنية، لكنها الى الان تفتقد الى ابسط الخدمات التي يمكن ان تقدم للانسان الذي يعيش في عصرنا الحالي، فهي بحق منزوعة الخدمات.

سكن بلا بنى تحتية

يوضح جمال عبد الستار احد سكنة المنطقة معاناة اهلها لوكالة نون الخبرية بالقول ان" المنطقة بدأت تتسع واصبح عدد المساكن بالالاف ولكن تفتقد لابسط مقومات العيش، لان الخدمات مفقودة بشكل جلي وواضح، وعلى سبيل المثال فأن المنطقة لم تؤسس فيها بنى تحتية لمشاريع مجاري المياه الثقيلة ومياه الامطار الى الان، بالرغم من ان عشرات الاف من العائلات تقطنها، لذلك يبتعد الكثير عن السكن بها، لان البيوت تحتاج الى ايجاد ( بالوعة) في كل بيت وتنظف بين مدة واخرى، وتتعرض الى الطفح اذا ما زادت كميات الامطار، كما تفتقد الى الشوارع الرئيسة والفرعية، ولا يوجد شارع او زقاق واحد تم تبليطه او حتى حدله وفرش مادة السبيس عليه، ومع تلك الامور توجد معاناة شحة الماء والكهرباء وباقي الخدمات التي تتمتع بها المناطق المحيطة بنا".

مطالبات بالجملة

يكمل جاره زيدان خلف الكرطاني الذي يعمل نجار قالب الصب منذ (43) عاما ويوضح الصورة اكثر لوكالة نون الخبرية بقوله ان" المشاريع الخدمية الحكومية تفشل عندما تحال الى مقاول ويقوم ببيعها الى مقاول آخر وهكذا تباع الى اكثر من مقاول لتنفذ باسلوب غير صحيح، وفي منطقتنا منحت مقاولة لمدة اسلاك الكهرباء فربط المقاول "ظفيرة" اسلاك الكهرباء قدرة (90)، وفي جوانبها الكثير من التقشرات التي اظهرت السلك الى الخارج ومن النوع الرديء وهي عرضة للتلف او عدم تحمل الطاقة الكهربائية، بينما وفرت لداري "ظفيرة" قدرتها، (120) ومن النوع الجيد"، مبينا ان " المنطقة (2/10 و 3/10) مقاطعة ابو دشير تمتد لمساحة شاسعة من منطقتي التراث والدوانم الى خلف علوة الرشيد، وفيها تقريبا (15) الف دار مشيدة وتسكنها الاف العائلات التي يصل عدد افرادها الى عشرات الالاف، وتفتقد الى المجاري الثقيلة ومياه الامطار، كما تفتقد المنطقة الى شبكة مياه الشرب "الاسالة"، ولولا ان القرية المجاورة لمنطقتنا قام اهلها بجمع الاموال من جيوبهم الخاصة واوصلوا للقرية خط انبوب نقل مياه الاسالة، وقمنا نحن بتثقيب الانبوب وتزويد بيوتنا بالماء لما تمكنا من العيش في هذه المناطق، وسبق ان استعنا باحدى الشخصيات التابعة لجهات نافذة في الحكومة ورتبت لنا لقاء مع امين بغداد الحالي (عمار موسى)، وقدمنا طلبا لتزويد المنطقة بالماء ووافق على الفور واحاله الى الجهات المعنية بالتنفيذ، ومنذ سنة كاملة لم ينفذ المشروع".

ربط الاقدام بالنايلون

معاناة اخرى يشرحها الكرطاني بقوله ان" اهالي المنطقة يعانون اشد المعاناة عندما تمطر السماء لان الاطيان والاوحال تصبح كبيرة جدا، ما يضطر الرجال والنساء من الموظفين الى ربط اقدامهم وسيقانهم باكياس النايلون ليصلوا الى سياراتهم التي يركنوها في بداية المنطقة او للوصول الى سيارات النقل العام او خطوط نقل موظفي المؤسسات الحكومية، اما الاطفال من طلاب المدارس فتضطر امهاتهم الى ربط اقدامهن بالنايلون وحملهم لايصالهم الى المدارس ومن ثم اعادتهم، وكثير من العائلات لا ترسل ابنائها الى المدارس ليوم او اكثر اذا امطرت السماء، لان المنطقة تخلوا من المدارس وفيها فقط مدرسة ابتدائية واحدة وبعيدة ايضا ولا توجد فيها مدارس ابتدائية للبنين واخرى للبنات ولا متوسطات ولا ثانويات"، مستدركا " استغليت مع احد جيراني اعادة اعمار الشارع الرابط بين حيي الشهداء والري ورفع التليبط القديم، وطلبت من سائقي الشاحنات تفريغ حمولتهم في شارعنا، ثم استأجرنا شفل ليفرش هذه المواد في الشارع مقابل مبلغ (10) الاف دينار لكل شاحنة وهكذا اصبح شارعنا يمكن السير فيه بالامطار باقل الاضرار، كما تفتقد مناطقنا الى المستوصفات الصحية بشكل كامل، ومن يريد مراجعة مستوصف عليه الذهاب الى المناطق المجاورة التي تبعد لمسافات بعيد، ولا توجد وسائط نقل عام او خاص في مناطقنا، ومن ابسط الامور ان الشارع الداخل على المنطقة لا يتجاوز طوله كيلومتر واحد، لم يبلط الى الان ويربط بمنطقة التراث بالرغم من مسافته القليلة، ولو تم تبليطه لتمكنت خطوط النقل العام وسيارة الاجرة الصغيرة من خدمة الناس ولخفف عنهم الكثير من المعاناة التي اضرت بسياراتهم".

قاسم الحلفي ــ بغداد