نقلت صحيفة لوس أنجليس تايمز في عددها الصادر الثلاثاء عن خبراء أمنيين ومسؤولين لبنانيين قولهم إن الفئة السياسية الرئيسية في لبنان عملت بدعم من الولايات المتحدة على تشكيل ميليشيا سنية تحت غطاء شركات أمن خاصة.
وقد تم تدريب وتسليح المقاتلين الذين كانوا تابعين لتيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري من أجل التصدي لمقاتلي حزب الله المسلحين تسليحا جيدا وحماية مناطقهم في حال نشوب أي مجابهة عسكرية.
إلا أن هذه الميليشيا تهاوت في ليلة واحدة خلال المجابهات التي وقعت الأسبوع الماضي، حيث عمد مقاتلو تيار المستقبل إلى الفرار من بيروت بعد أن تركوا أسلحتهم عندما تعرضوا للهجوم من قبل مقاتلي حزب الله.
وقال بعض المقاتلين بعد ذلك بساعات إنهم شعروا بأن زعماءهم السياسيين غرروا بهم وفشلوا في توفير الوسائل اللازمة لحماية أنفسهم في الوقت الذي إتخذت فيه قوات الأمن الرسمية موقف المتفرج فيما كانت قوات حزب الله تعمل على تدميرهم وإلحاق الهزيمة بهم.
وقال أحد المقاتلين \"كنا مستعدين للقتال لبضع ساعات فقط، من أين سنحصل على الذخيرة والسلاح، لقد أصبحنا محاصرين وقد سدت جميع الطرق من حولنا حتى أن سعد الحريري تركنا لنواجه مصيرنا لوحدنا\".
من ناحية أخرى، قال رئيس لجنة الأمن الخاصة في بيروت الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية هذه القضية إن قوتنا لم تكن في الواقع جاهزة.
وقال \"إنك لا تستطيع بناء جيش خلال عام واحد ولو أنفقت ملايين الدولارات، يتعين أن يكون لدى أفراد هذه الميليشيا الحافز والإيمان في شيء ما وأن يكونوا على استعداد للموت من أجله\".
ومضت الصحيفة إلى القول، إنه في خضم الأزمة السياسية التي تعصف بلبنان والاختلافات الحادة بين الطوائف الدينية المختلفة في البلاد، ظل الجيش اللبناني وقوات الأمن اللبنانية تقف على الحياد وكانت تقوم فقط بدور المحافظة على السلام والحيلولة دون وقوع أي إشتباكات دون التصدي لأي جماعة مسلحة. وتخشى المؤسستان من أن أي تدخل قد يقضي على وحدة القوات المسلحة ودفع البلاد بالتالي إلى حرب أهلية.
إلا أن الأزمة خلقت فراغا في السلطة. وقد نفى نواب الحريري أن يكون تيار المستقبل يعمل على تشكيل ميليشيا على الرغم من أن مسؤولين كبار في الجيش ومحللين مستقلين وموظفين في شركة أمنية يطلق عليها إسم Secure Plus أكدوا أن تيار المستقبل كان يعمل على تشكيل هذه الميليشيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشركات الأمنية الخاصة كانت أحدث الوافدين لتختلط مع الجماعات المسلحة التي تضم متطرفين إسلاميين يحتذون بالقاعدة ومتطرفين فلسطينيين يقيمون في عشرات من مخيمات اللاجئين في لبنان بالإضافة إلى حزب الله.
وقد تمكن مقاتلو حزب الله الأسبوع الماضي من الإستيلاء على بيروت الغربية والقضاء على مقاتلي تيار المستقبل بسرعة أذهلت المراقبين.
وقال حزب الله إن الهدف من تحركه كان وقف الحكومة، التي إعتبرت أن نظام الإتصالات الخاص بالحزب غير قانوني، والحيلولة دون عرقلتها لقدرته على مجابهة إسرائيل. إلا أنه بدا أن الأهداف الرئيسية لمقاتلي حزب الله كانت مقاتلي تيار المستقبل الذين كانوا يمارسون نشاطاتهم تحت الإسم المستعار Secure Plus.
وكان مسؤولون في جهاز الأمن اللبناني والجيش يراقبون بقلق منذ أشهر نمو القوة القتالية لشركة Secure Plus التابعة لتيار المستقبل. وقال مسؤولون مقربون وداخل حزب الله إنهم كانوا يراقبون نمو التهديد المحتمل لهذه القوة.
وكانت هذه القوة قد تحولت خلال العام الماضي من شركة أمنية صغيرة خاصة إلى منظمة تضم 3000 موظف معظمهم من الفقراء من شمال البلاد كان يحمل بعضهم المسدسات والبنادق.
وقال مسؤول عن أحدى مجموعات المقاتلين قبل اندلاع الإشتباكات إن لدينا آلاف الشبان بملابس عادية في جميع أرجاء البلاد.
ويقول مسؤولون في هذه الشركة إن كل فرد من هذه القوة يتقاضى راتبا شهريا يصل إلى 350 دولارا وكانوا يعملون ثماني ساعات في اليوم في حراسة المكاتب والقيام بأعمال الدورية في المناطق المجاورة على متن دراجات نارية وتجري الإتصالات بينهم عن طريق أجهزة الإتصال اليدوية المحمولة ويبقى بعضهم رهن الطلب للتصدي لأي أخطار تتعرض لها المناطق السنية أو المكاتب التابعة لتيار المستقبل.
وقالوا إنه على الرغم من أنه حظر على أفراد هذه القوة رسميا حمل السلاح إلا أن الكثير منهم كانوا مسلحين بل إن أحدهم قال إنه إبتاع بنادق من حزب الله.
وكالات
أقرأ ايضاً
- بعد نشر "وكالة نون الخبرية" لأبرز احتياجاته: مجلس كربلاء يشكل مجموعة لجان لمتابعة الملف التربوي في المحافظة
- قناني الماء تحت أشعة الشمس.. الصحة تتوعد أصحاب المحال من عرض بضائعهم بطرق غير صحية
- بارزاني.. لاعب جديد في حلبة اختيار رئيس مجلس النواب