بقلبم: علي حسين
بشرتنا الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين بلاسخارت، بأن "الحكومة العراقية اتخذت خطوات هامة في إصلاح القطاع المالي والمصرفي حتى أصبح العراق في وضع يتيح له اغتنام الفرص"، وبالتاكيد المطلوب من المواطن العراقي أن يصبر حتى ظهور أعضاء مجالس المحافظات، فهم الذين سينقذون هذه البلاد.
منذ أعوام وحياتنا تمتلئ بمطوّلات وأغنيات حماسية عن التنمية والازار، وحذرنا السيد همام حمودي من زوال هذه النعمة !!، وفي كل ساعة تدخل أصوات جديدة إلى الساحة ترفع شعار "الخير قادم"، هكذا وجدت الناس نفسها تعيش في ظل ما يسمى بأناشيد وخطب ترفع شعار المجرَّب لايجرَّب، فماذا وجدنا ؟ وجدنا رئيس البرلمان محمد الحلبوسي يترك مشاكل البلاد، ويتحول إلى خبير آثار، فيقرر السفر إلى صربيا للبحث عن الآثار العراقية.
فيما معظم ساستنا يدافعون باستماتة عن استمرار العراق في موقعه المتقدم في جدول البؤس والخراب العالمي!
وهذه المكانة العالمية المرموقة وصل إليها العراق نتيجة حاصل جمع 335 نائباً لا يريدوننا أن نغادر عصر الفشل، وكما تعرف جنابك فإن وراء هذا الإنجاز الكبير منظومة متكاملة تحارب على أكثر من جبهة لكي تضع العراق في قاع سلّة بؤساء العالم، منظومة تعمل في تناغم بديع وتمارس برشاقة هواية التزلّج على سطح المحاصصة.
غير أنّ هذه الحالة من البؤس التي لا تريد أن تلتفت إليها السيدة بلاسخارت ليست أكثر من عنوان دالّ ودقيق على حالة البؤس التي ترفل بها ممثلية الأمم المتحدة في العراق، تضاف إليها حالة البؤس التي تسيطر على بلاد الرافدين من السياسة إلى الصناعة إلى التعليم إلى الصحة، ولأنّ البؤس بالبؤس يذكر، فمازال المواطن يسأل عن الدولار الذي يقفز كل صباح، لا تزال الحيرة تملأ وجوه الناس وهي تشاهد أعضاء البرلمان يظهرون من على الفضائيات في مسلسل "عصر الازدهار".
تُعرِّف الأمم المتحضرة، أو التي يتمتّع ساستها بالحد الأدنى من سلامة القوى العقلية والحسّ الإنساني والوطني، البرلمان بأنه المكان الذي يجتمع عليه كل المواطنين، في هذا البلد أو ذاك، ليجعل حياة الجميع أفضل، من خلال إحداث نوعٍ من النهوض المتكامل، يستهدف الارتقاء بحياة المواطن العادي، وإنعاش حظوظه في العيش بكرامة، في ظل ساسة يحترمون حقوقه الأساسية في الحرية والعدل والعمل.. لكن للأسف تحول فيه البعض من لاعب مغمور ومفلس إلى صاحب مشروع استثماري يدر الملايين من الدولارات.
السيدة بلاسخارت التنمية والرفاهية الاجتماعية ليست خطابات ومؤتمرات، بقدر ما هي تفكيك بنية اقتصادية فاشلة حولت كرسي المسؤولية الى صفقات تدر ملايين الدولارات، وليس خدمة لصالح الوطن.