مع انطلاق العام الدراسي الجديد يتزاحم أولياء أمور الطلبة على أبواب المكاتب والمطابع لشراء المستلزمات المدرسية، وسط أزمة ارتفاع سعر الصرف والوضع الاقتصادي غير المستقر الذي يثق كاهل المواطن، بالإضافة إلى انفتاح باب جديد للصرف وهو المناهج الدراسية، نشاط تجاري ينعش التجار ويتعب جيوب الأهالي.
80 ألف دينار معدل تجهيز الطالب في العراق، يتحدث أولياء الأمور عن الأوضاع المزرية التي يعيشها أبناؤهم في المدارس الحكومية، ويقول المواطن رسول كريم (40 سنة) في حديث لوكالة نون الخبرية، إن "التأخير بطباعة المناهج الدراسية مشكلة كبيرة، لأن الكتاب أمر أساسي في العملية التدريسية إضافة إلى المعلم والطالب، والكتب الموجودة نسبة كبيرة منها متهالكة، وهذا تدمير للعملية التربوية في العراق بصورة باردة".
وأضاف كريم وهو أب لخمسة أولاد، أن "لا نعلم ما هو سبب تأخر توزيع المناهج وإعادة طباعتها وتحديثاتها الكثيرة، وتهالك القديمة، هل هو متعمد من قبل الجهات المعنية بعدم جودة الورق، أم جهل الطلاب وذويهم وإهمالهم للكتب، أم خلل لعدم وجود قانون صارم وغرامات مالية تجبر الطالب تسليم الكتب نهاية العام الدراسي كما استلمها".
مراقبون في الشأن التربوي تحدثوا لوكالة نون الخبرية أن مع بداية كل عام دراسي تعود مشكلة نقص الكتب المدرسية إلى الواجهة، على الرغم من تصريحات الجهات المختصة بأن العام القادم سيتم الخلاص من هذه الأزمة.
ويقول الدكتور مسلم عباس أحد المهتمين بالعلمية التربوية إنه "يمكن أن نطلق على مدارس العراق مصطلح بيئة غير ملائمة لتدريس الطلبة لأنها لا تتوفر فيها أبسط شروط التدريس، أعداد الطلبة هائلة وأكبر من طاقة المدارس ويمكن لأي شخص أن يشاهد الأعداد الهائلة للطلاب، وهناك (60) طالباً في قاعدة دراسية لا تتسع لـ( 20) وهذا واقع حال أغلب المدارس".
وتابع، أن "أدوات الدراسة عتيقة جداً عفا عليها الزمن واليوم نحن في عام 2023 مع ثورة الذكاء الاصطناعي و(التشاد جي بي تي) وغيرها من التقنيات الحديثة، بينما التقنيات المستخدمة والمناهج قديمة جداً، تحتاج إلى عملية تحديث وليست إعادة طباعة".
وأشار عباس في حديث لوكالة نون الخبرية إلى أن "أسلوب التدريس تلقين وهذه مشكلة واحد موروثات الأنظمة الديكتاتورية في البلدان العربية، وبقي العراق يعاني منه، بينما التعليم في ظل النظام الديمقراطي يقوم على أسلوب مختلف، وكوادرنا التدريسية بحاجة إلى إعادة تأهيل، ليس انتقاصاً منهم، لكن هذا معمول به في كل المجالات المهنية، ويجب أن تكون هناك دورات تطويرية حقيقية وليست دورات لمجرد شهادات وغيرها".
ولفت إلى ضرورة إحداث ثورة فعلية في مجال التربية، "هذه الثورة لا أفق لها حالياً ونعتقد أن النظام السياسي لا يعمل على هذا الجانب، بقدر ما يعمل باتجاه التشجيع على الدراسة في المدارس الأهلية وتقليل الاعتماد على المدارس الحكومية لأسباب كثيرة".
ابراهيم الحبيب – كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- في حي البلديات ببغداد: تجاوزات ومعاناة من الكهرباء والمجاري ومعامل تلحق الضرر بصحة الناس (صور)
- رئاسة المشهداني.. هل تمهد لعودة الزعامات الكلاسيكية؟