- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تدوير النفايات من اجل بيئة نظيفة
بقلم:عباس الصباغ
اذا كان مفهوم تدوير النفايات في ابسط مدلولاته : (التخلص من النفايات بإعادة تدويرها لاستخدامها مرة أخرى أو بإتباع طرائق سليمة لدفنها والتخلص منها للحفاظ على التوازن البيئى وإعادة تصنيع واستخدام المخلفات، سواء المنزلية أم الصناعية أم الزراعية، وذلك لتقليل تأثير هذه المخلفات وتراكمها على البيئة) ، وتتم هذه العملية عن طريق تصنيف وفصل المخلفات على أساس المواد الخام الموجودة بها، ثم إعادة تصنيع كل مادة على حدة لتتحول إلى منتجات قابلة للاستخدام وتعرف علميا بـ(الرسكلة) ، فالعراق اولى من غيره بهذه العملية التي من فوائدها الحفاظ على البيئة وتقليل الاعتماد على المواد الأولية لإنتاج المنتجات الجديدة، مما ينتج عنه تقليل التكاليف على المنتجين، باعتبار أن أسعار المواد المنتجة من إعادة التدوير هي أقل بكثير من أسعار المواد الأولية الطبيعية، و توفر فرص العمل للناس لاسيما العاطلين عن العمل ، والاهم من كل ذلك هو المحافظة على البيئة ونظافتها خاصة كون العراق يمر بظرف مناخي صعب مع كثرة رمي النفايات خاصة في العشوائيات والتجاوزات التي انتشرت بكثرة بعد التغيير النيساني والذي رافقه نقص واضح في تقديم الخدمات اللازمة لتنظيف المدن وتلكؤ المعنيين بالتنظيف في ممارسة عملهم ، فالكثير من الشوارع والساحات تحولت الى مكبات للنفايات خشية تفشي الامراض الانتقالية جراء ذلك وفي العراق يوجد الكثير من مواقع الطمر التي توصف مجازا بالصحية مركونة بين الازقة والاحياء السكنية تعلوها الاتربة والحشرات فالنفايات تدفن عشوائيا في مناطق موبوءة الى ان تتحلل بعد فترات طويلة وقد تتعرض للنبش . بالرغم من الاهمية البيئية الكبيرة لمشاريع التدوير والجدوى الاقتصادية الواضحة لها الاّ انها لم تسلط عليها الاضواء الاعلامية الكافية او تنل الاهتمام الرسمي الكافي وهي ليست كثيرة لكنها لاتفي بالغرض على الصعيد الوطني ، كالمشروع العملاق ـ كما ورد الخبر في موقع نون الخبري ـ الذي اعلنت عن تنفيذه بلدية كربلاء لتدوير النفايات على مساحة (400) دونم منها (200) دونم للطمر الصحي و(200) دونم اخرى لإنشاء مشروع تدوير النفايات ، يسهم في تحويل النفايات السلبية الى طاقة كهربائية ومواد اولية تدخل في مختلف الصناعات، ويحافظ على البيئة ويحقق موارد مالية، اضافة الى تحويل النفايات بعد عزلها وفرزها الى مصدر للطاقة والاسمدة العضوية والمواد الاولية للبلاستيك والمعادن والورق، وسيتم عزلها من خلال تنفيذ المشروع بالاتفاق مع احدى الشركات المختصة . ورغم ان هنالك مشاريع كثيرة للتدوير الا انها مهملة اقتصاديا واعلاميا، المعروف بحسب التقارير البيئية المختصة ان العراق ينتج حوالي 30 الف طن من النفايات الصلبة يوميا والمخلفات الطبية وجزء كبير منها في العاصمة بغداد لكنها تتعرض للطمر العشوائي وتعرّض الناس للأوبئة او للحرق في اسوأ الحالات مايعرّضهم للغازات الضارة وتلويث البيئة بالأبخرة السامة . بما ان البرنامج الذي طرحته حكومة السيد السوداني هو برنامج خدمي لذا يجب ان تهتم الاجهزة المعنية بملف البيئة والمحافظة عليها بكونها جزءا خدميا متمما للبرنامج الحكومي "الخدماتي " .