- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المواثيق الدولية وأثرها في هدم الأسرة - الجزء الثاني
بقلم: القاضي وائل ثابت الطائي
الوسائل والآليات لتنفيذ سياسة الهدم:-
استكمالاً لما ورد بالمقالة الأولى، فقد كشفت الدراسة على الوسائل التي تساهم في هدم الأسرة والتي تخرج إلى المجتمع وتنزل إلى أرض الواقع في ظل حماية قانونية باعتبار هناك نصوص تضمنتها هذه المواثيق تساهم في نتائجها النهائية وإبعادها إلى انحلال أواصر الأسرة حاملةً في طيها غايات دنيئة وأهداف سيئة تختفي من وراء شعارات براقة مزيفة.
وقبل بيان هذه الوسائل والآليات لا بد من الإشارة إن المتضرر من جراء هذا السلوك لا ينحصر بجانب فردي بل يتعداه ليشمل مؤسسة الأسرة ابتداءً وصولاً إلى المجتمع بأكمله، مع التنويه إن قولنا في طيات هذا البحث وف المطالب السابقة إن الاستهداف كان موجهاً بالأصل إلى مجتمعاتنا العربية والإسلامية ذلك بسبب كون هذه المجتمعات مجتمعات محافظة تحوي على سلوكيات وأنماط من التصرفات تختلف في مضمونها عما هو سائد في المجتمعات الغربية فعلى سبيل المثال في المجتمع الغربي هناك انفتاح كامل انفتاح في العلاقة بين الجنسين وعدم وجود ضوابط تحكم الحدود الفاصلة حتى تصل في بعض الأحيان أو في كثيرها إلى ارتكاب الفاحشة ومع ذلك تعد هذه العلاقة من باب الحريات الفردية التي لا يمكن المساس بها في حين أن العلاقة بين الجنسين في مجتمعاتنا تحكمها ضوابط دينية وأخلاقية تحول دون حصول المفسدة.
وعلى العموم يمكن إيجاز الوسائل والآليات المتبعة لهدم الأسرة في ظل هذه المواثيق بالآتي :
1- الوسائل الإعلامية : بدون أدنى شك إن الإعلام أصبح له دور بارز في الحياة العملية لأنه يستطيع أن يقرب البعيد ويبعد القريب ويموه الحقيقة ويزيفها ويخرجها بصورة منمقة مقبولة ضمن عملية تغيير يُراد منها أهداف أصحاب الأعلام ومن ورائهم، والملاحظ إن هذه الوسائل الإعلامية بكل تفرعاتها من خلال صناعة البرامج والأفلام والمسلسلات والرسوم المتحركة (الكرتون) تحاول أن تزرع سلوكيات تُساهم في تفكك الأسرة، بل إن هذه الوسائل الإعلامية عملت على خلق أشخاص في الجانب الفني أو الجانب الرياضي أو في مجال الأزياء أو في المجالات الأخرى وجعلتها لتكون قدوة للشباب والشابات في كل المجتمعات على الرغم من أن هذه الشخصيات تمارس سلوكيات لا يمكن أن تتفق مع أخلاقيات وعادات وأعراف مجتمعاتنا.
2- المؤسسة التعليمية والمناهج الدراسية: إن هذه الوسيلة كانت الوسيلة الأكثر خطورةً على شريحة الشباب لأنها تقدم لهم عبر المدارس الابتدائية أو الثانوية والجامعات والكليات وضمن المناهج أفكار بعيدة كل البعد عن ثقافاتنا.
3- الدعوى إلى الحريات : توظيف شعارات تطبيق الحريات ونقل تجارب العالم الغربي بكل سلبياته في الأخص ما حصل من انحلال في العلاقات الأسرية.
4- مساندة الحكومات : من الوسائل الفعالة المتبعة هو الضغط على الحكومات لدعم كافة التوجهات السابقة وصنع قاعدة تشريعية ومنظومة قانونية تنفذ من خلال هذه التبعية تتماشى مع ما تضمنته المواثيق الدولية.
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة