ورم خطير يصيب عيون الاطفال فيؤدي الى اتلاف البصر او قلع العين ولا حل ثالث لها، علاجه كان ومازال يعتمد على الجرعة الكيمياوية لكامل الجسد وما يصاحبه من مضاعفات اخرى على اجساد الاطفال، دول متقدمة في العالم بدأت باستخدام تقنيات حديثة جدا، تجرى فيها عمليات نادرة ونوعية يحقن بها العين من شريان دقيق جدا يقتل الورم ويعالج العين، هذه العمليات تجرى فقط في خارج العراق وتكلف الاف الدولارات، ولان العتبة الحسينية المقدسة تعمل بهدي المرجعية الدينية العليا وحرصها وسهرها على سلامة ابناء العراق وبالاخص اطفاله، شمرت عن سواعدها ووفرت كل السبل من الاجهزة والمعدات والمستلزمات والعلاج والفريق الطبي المتميز في مركز الحياة للاشعة التداخلية وقسطرة الدماغ التابع لهيئة الصحة والتعليم الطبي وانطلقت اليوم باجراء اول عملية من هذا النوع تجرى في العراق مجانا لطفلة تبلغ من العمر (13) شهرا.
تلف العين او قلعها
وقال رئيس هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة الدكتور حيدر حمزة العابدي لوكالة نون الخبرية ان " مركز الحياة للاشعة التداخلية وقسطرة الدماغ هو مركز متميز على مستوى العراق والمنطقة بما فيه من امكانيات، واحد الامور التي يعالجها هي التشوهات الشريانية او اورام وعائية تظهر في مناطق حساسة جدا مثل الدماغ او الحبل الشوكي، او الاورام الارومية التي تصيب داخل شبكية العين لدى الاطفال، وبعضهم ممكن علاجه بحقن هذا الشريان الدقيق جدا الذي يصل الى الورم ويغذيه، حيث يمكن حقنه دون اعطاء جرعة العلاج الكيمياوي في الوريد، وهناك فرق شاسع بين اعطاء الجرعة الكيمياوية في الوريد وآثارها السلبية على الطفل وبين حقنها بشكل مباشر دون اي اعراض جانبيه، ومن فوائدها ايضا ان بعض الفئات الاورام الارومية في الشبكية ممكن ان نحميهم من عملية تلف او قلع العين لان الغالبية منهم، علاجهم الاساسي هو قلع العين".
واضاف ان " اطلاق هذه الخدمة جاء بعد توفر المركز والملاك الطبي التخصصي العامل على تلك التقنية التي انطلقت في مركز الحياة للاشعة التداخلية وقسطرة الدماغ، وبدعم كامل من العتبة الحسينية المقدسة لهذه الفئة من المرضى بتحمل نفقات العلاج، وسيكون لدينا برنامج كامل لعلاج الاورام الارومية لشبكية العين، وكذلك وفرنا العلاج الاشعاعي والجرعة الكيمياوية لقسم من المرضى في المركز، وهو برنامج مستمر لاستيعاب كل الاطفال العراقيين المصابين وهي حالات نادرة وليست كثيرة، وكانت عائلات الاطفال تضطر للسفر الى الخارج لعلاجهم لعدم توفرها في العراق وتتحمل نفقات طائلة، ونطمح بعد اطلاق البرنامج ان يتم علاج جميع الاطفال في مركز الحياة للاشعة التداخلية في كربلاء المقدسة الذي توفرت فيه كل سبل النجاح من بنى تحتية وكفاءات طبية بتخصصات طبية دقيقة عراقية استقطبت من الخارج بعد نيلها لشهادات عليا في مجال عملها وعلاجات باجود ما يكون وهو فخر للعراق باكمله".
اطفال غير عراقيين
وتابع العابدي ان " عمليات العلاج بالقسطرة التداخلية لاورام وعائية غير خبيثة في مناطق خطرة جدا حتى انها تعتبر اخطر من الورم الخبيث، انطلقت منذ يوم امس باجراء عمليات معقدة جدا، وتعالج بجلسات تشخيصية ثم جلسة علاجية ويتعافى المريض، واليوم اجريت عملية حقن الورم الارومية للطفلة (فاطمة) وهي عملية معقدة جدا عبر عملية قسطرة من شريان من الرجل وتذهب الى ادق شريان في العين، وتتم عبره حقن الورم بالمادة الكيمياوية التي يعتبر توفيرها عملية صعبة وبعناء طويل، ولدينا الاستعداد لعلاج اي عدد من الاطفال العراقيين، ويم امس تلقينا اتصال من سوريا لعلاج طفلين يرغب ذويهم بالعلاج لدينا ورحبنا بهم، ويمكن ان نوسع الخدمة لاي طفل مصاب بهذا المرض من اي بلد آخر غير العراق".
الطبيب الخبير
غزوان علوان الطائي طبيب عراقي حاذق وماهر تخرج ومارس العمل ولم يكتفي بعمله بل ذهب الى الخارج وعمل هناك ودرس لمدة عام ونصف العام ليصبح الاخصائي في جراحة الجملة العصبية والحاصل على البورد العراقي والعربي والاختصاص الدقيق في قسطرة شرايين الدماغ والحبل الشوكي، الذي ما ان علم بما موجود من تقنيات حديثة ومؤسسة كبيرة سخرتها العتبة الحسينية المقدسة لعلاج الاورام وتحملها لعلاج الاطفال من عمر (15) عاما فما دون مجانا حتى التحق على الفور بملاك المؤسسة ليترأس ادارة مركز الحياة للاشعة التداخلية وقسطرة الدماغ، ويصحب وكالة نون الخبرية معه في اجراء اول عملية لعلاج الاورام الارومية لشبكية العين بتداخل قسطري دون جراحة ويقول" اليوم بدأنا اطلاق مشروع علاج الاورام الارومية الشبكية التي تصيب العين التي تسمى باللغة الانكليزية (Ratinublastumar) وهي اورام ممكن ان يسبب وجودها تلف للعين او فقدان البصر، والعلاج المتعارف عليه سابقا والى الآن هو اعطاء الجرعة الكيمياوية عن طريق الوريد، وتسمى الاعطاء الجهازي ويذهب بعض منها الى منطقة العين لعلاج هذه الحالات، اما بعضها الآخر المتقدمة فلا تستجيب للعلاج الكيمياوي بهذه الطريقة، وحديثا في الدول المتقدمة مثل اميركا واليابان توفرت طريقة اعطاء الدواء الكيمياوي من داخل شريان العين، حتى يصل الى العين باكبر قدر ممكن منه وتستفاد منه بالعلاج، وتمكنت من اجراء عمليات عدة منها في خارج العراق وبمتابعة من اطباء العيون او الاورام الذين يرسلون لنا هذه الحالات المرضية، وكانت الاستفادة كبيرة جدا من تلك العملية القسطارية".
اطلاق المشروع
واضاف الطائي ان " مشروعنا بوشر به الآن باجراء العملية للطفلة الرضيعة (فاطمة ياسر) من كربلاء المقدسة وعمرها (13) شهرا، بدعم كامل من العتبة الحسينية المقدسة وادارة مؤسسة وارث التي سعت كثيرا لتطبيق هذا المشروع في العراق، حيث تكلف مثل تلك العمليات من (7000 ـ 8000) دولار اميركي في الخارج، وبسبب صغر حجم الشريان ودقته لدى الكبار ولدى الصغار اكثر دقة فان العملية تسمى تحدي ونستخدم قسطار متناهي الصغر بالوصول الى فوهة الشريان والدخول فيه وحقن المادة الكيماوية ودفعها الى داخل شريان العين، حيث وجدت البحوث العلمية ان هذه الطريقة فيها منفعتين للطفل فهي تعتبر اكثر امانا من ناحية مضاعفات الادوية الكيمياوية على الجسم واكثر تأثير على قتل خلايا الورم، وهذه العملية تجرى لاول مرة في العراق عبر الحقن الشرياني بالقسطرة واجريت الى الآن اربع عمليات منها عملية علاجية واحدة وعمليتين تشخيصيتين واليوم عملية علاجية وكانت تجرى سابقا في خارج العراق بتكاليف طائلة، ونتوقع ارسال الحالات المماثلة من قبل اطباء العيون والاورام بكثرة بعد معرفة اجرائها في مؤسسة وارث داخل العراق، حيث تتوفر جميع الاجهزة اللازمة في صالة القسطرة واهمها جهاز (Filibs Azurin) الذي يعتبر احدث جهاز في العالم بصوره دقيقة وتفاصيله الدقيقة التي تساعد الاطباء على اداء عملهم بافضل ما يكون، ووجود المستلزمات والمواد الطبية التي تسهل علاج المريض، وكذلك الفريق الطبي المساعد الذي وجدته على درجة عالية من الكفاءة ولديه خبرات كبيرة، والامر الاخر هو تحمل العتبة الحسينية المقدسة لجميع نفقات العلاج للاطفال وهو امر لم اجده في عملي في الخارج، حيث وجدت في اليابان ان هناك تسهيلات كبيرة للعلاج ووجود نظام ضمان صحي، ورغم ذلك وجدت ان المريض يدفع مبالغ مقابل علاجه، ولدينا علاج للمرضى بتقنيات حديثة وغالية جدا ولا يدفع المريض اي شيء وعلاجه من الالف الى الياء مدفوع الكلفة من قبل العتبة الحسينية المقدسة".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير فوتوغرافي ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- هل تطيح "أزمة الدولار" بمحافظ البنك المركزي؟
- عشرات الدعاوى القضائية ضد "شبكة التنصت" في بغداد