كشفت العتبة الحسينية المقدسة، السبت، عن حجم الدعم المادي الذي تقدمه في علاج مرضى السرطان والذي وصل مقداره سنويا الى (16) مليار ومئتي مليون دينار، مؤكدةً انه بموجب تفعيل برنامج الاخلاء والاستقدام الطبي بين العتبة الحسينية ووزارة الصحة تستقبل حاليا مرضى محالين من الوزارة في ثلاث مستشفيات وتعالجهم في الداخل بدل ارسالهم الى خارج البلاد بكلفة تصل الى ثلث ما تنفقه الوزارة عليهم في الخارج.
وقال رئيس هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة الدكتور حيدر حمزة العابدي في تصريح خاص لوكالة نون الخبرية، ان "برنامج الاخلاء والاستقدام الطبي هو برنامج قديم في وزارة الصحة، وتقوم الوزارة بمساعدة المرضى المحتاجين للعلاج بتقنيات غير موجودة في البلد، وتساعدهم عبر ارسالهم بالسفر خارج العراق بعد التعاقد مع مستشفيات عربية او اجنبية متخصصة في الهند وتركيا ودول اخرى، ولكن بعد افتتاح العتبة الحسينية المقدسة لعدد من المستشفيات وتوفير الطرق العلاجية المطلوبة وغير المتوفرة في العراق فيها، حصل اتفاق مع وزير الصحة الحالي الدكتور صالح الحسناوي وقسم الاخلاء والاستقدام الطبي بارسال المرضى الى مستشفيات العتبة الحسينية المقدسة، وباشرنا بعلاج الاورام بالتقنيات الحديثة التي يكون فيها العلاج مكلف جدا، وبسبب دعم العتبة الحسينية المقدسة للمستشفيات تمكنا من توفير تلك العلاجات بمبلغ يصل الى ثلث ما كانت تدفعه الدولة لعلاج المرضى في الخارج".
واضاف، "في نفس الوقت هو ليس مادي فقط، بل توفير لاهل المريض الذين ينفقون مبالغ طائلة في السفر والسكن والطعام وتوفير الدواء في رحلة علاج طويلة تستمر الى (45) يوما غير مبالغ العلاج، ناهيك عن ترك اعمالهم ومصادر ارزاقهم واطفالهم، وهو منجز كبير جعل المريض يعالج ويتلقى الرعاية داخل البلد دون الاضطرار الى السفر"، مشيرا الى ان "مرضى زراعة نخاع العظم على سبيل المثال الذي ادخل في برنامج الاخلاء يحتاج الى علاج طويل يستمر لاكثر من سنة او سنتين، وكان الكثير من المرضى يجرون العمليات ويعودون ولا يجدون من يرعاهم لان الامر يتطلب مراجعات كثيرة، وبعد اطلاق البرنامج داخل البلد حل كثير من المشاكل وتوسع البرنامج ليشمل وزارة الصحة في اقليم كردستان، وحاليا يأتي اسبوعيا الكثير من المرضى الى مستشفياتنا في كربلاء المقدسة لتلقي العلاج".
واوضح ان "ثلاث مستشفيات حاليا تقدم خدماتها لمرضى الاخلاء والاستقدام الطبي هي مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام فيما يخص مرضى الاورام، مستشفى زين العابدين التعليمي بخصوص العمليات الجراحية للقلب المفتوح وزراعة القرنية ومستشفى المجتبى لزراعة نخاع العظم، الذي يعد الاكثر طاقة استيعابيه من نوعه في الوطن العربي، لاسيما مع انضمام فرق طبية تخصصية بهذا المجال الى العمل فيه من لبنان وايران ومصر وايطاليا، ونحن نعمل على توفير التخصصات الدقيقة في هذا المجال، لانه وبالرغم من ان تلك العمليات تجرى من قبل فرق طبية متخصصة لكن داخل تلك العمليات هناك تخصصات اخرى مثل امراض الدم الحميدة او الخبيثة"، مبديا استعداد مستشفيات الهيئة الى "استقبال اي مريض عراقي عبر برنامج الاخلاء الطبي وخصوصا مع قرب افتتاح مستشفى الامراض السرطانية في البصرة لاحالة مرضى المحافظات الجنوبية عليه، وفي كربلاء المقدسة اضيفت اجهزة جديدة ومتطورة لاستيعاب الاعداد الكبيرة من المرضى".
وبين العابدي ان "حجم الانفاق على هذا البرنامج كبير جدا، والارقام الحقيقية لدى وزارة الصحة، لكنها تنفق عليه تقريبا (50 ــ 60) مليون دولار سنويا، واحالة المرضى على مستشفيات العتبة الحسينية سيفضي الى دفع ثلث تلك المبالغ تقريبا حسب تقديراتنا، اي تخفض بحدود الثلثين وتمنع خروج العملة الصعبة الى خارج البلاد، وهذا الامر يأتي ضمن سياسة العتبة الحسينية المثدسة الداعمة للمؤسسات الحكومية والعمل المتكامل لانه امر طبيعي ان تتظافر كل تلك الجهود، لان اكبر الحكومات لا تستطيع تلبية مطالب هذه الاعداد من المرضى، والدعم المقدم هو جزء من منظومة كبيرة تقدمها العتبة الحسينية المقدسة التي تنشأ المشارع ولا تعمل بطريقة استرداد رأس المال المستثمر لانها غير ربحية، وعند احتساب الكلف التخمينية للعلاج التي لا تشمل علاج الاطفال كونه مجاني، تجد ان المريض يدفع اقل من (40) بالمئة من القيمة الحقيقية، والفارق الذي يتعدى (60) بالمئة تدفعه العتبة الحسينية المقدسة واشرنا كمعدل انفاق سنوي لمدة سنة واحدة، تلقت مؤسسة وارث لعلاج الاورام دعماً مالياً بقيمة (16) مليار و(200) مليون دينار، من العتبة المقدسة لتخفيض كلف علاج المرضى".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ علي فتح الله
أقرأ ايضاً
- إسرائيل تجدد غاراتها على الضاحية.. الصحة اللبنانية تعلن استشهاد 40 شخصاً (فيديو)
- الزعيم الكوري الشمالي ينتقد السياسة الأميركية ضد بلاده
- في الديوانية.. الأمن الوطني يقبض على معتدٍ على أحد موظفي التعداد السكاني