بقلم:حسن كاظم الفتال
من المعلوم والجلي لدى الجميع أن الإنسان يمر في مسيرة حياته اليومية بمراحل عديدة متغايرة في بواطنها وظواهرها وخفايا وقائعها وبمختلف مستوياتها وكثيرا ما تعصف بالإنسان عقبات أو قل مواقف اختبارية قد يمتحن بها وقد تجعله أمام خيارات صعبة وربما تعتصره اعتصارا بليغا مما يتحتم عليه أن يكون على أتم جهوزية ويستعد غاية الاستعداد لتخطي كل أنماط واشكال وأنواع الاختبارات والامتحانات فيتدبر الأمور غاية التدبر فيتفوق ويحسن التعاطي مع ما يتاح له من فرص تستبطن مستلزمات النجاح فيتدرع بعزيمة وإصرار وثقة واطمئنان ليجتاز العقبات فيحرز مراتب يتعذر على سواه إحرازها . عند ذاك يكون بمقدوره أن يخوض معترك الحياة بكل المفاصل والجزئيات ولا تغادره صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها . ومن الطبيعي أن يتدرج الإنسان في نيل المراتب حتى يبلغ مرحلة يستحق بها التقييم والتقدير التكريم فيجد من يفضله على سواه ويكرمه ليحتل مرتبة استحقاقه يبدو أن الإنسان المكلف المؤمن بعد ان استجاب لكل ما طلب منه من أداء الفرائض وطبقها تطبيقا حرفيا جيدا وبصيغها الصحيحة وبكل صدق واخلاص دون توانٍ أو تململ أو تكاسل استحق الرعاية العناية والاهتمام ولأن يخصص له أوان وموقع أو مُقام ليتم فيه تكريمه فيُدعى ويُستَضاف بضيافة تليق به . هذه الصورة يتجلى بريق إشعاعها في شهر رمضان المبارك حيث أصبح موعدا ومقرا لتكريم العبد المسلم المؤمن المتمسك بالعروة الوثقى والمستجيب لأمر مولاه استجابة تامة ومطيعه غاية الإطاعة فاختصه الله جل وعلا لأن يُكَرَم فيكون في ضيافته فأي تشريف ذلك ؟ وهذا الإكرام والتبجيل والتشريف ينبغي أن يلقى اعتبارا وتثمينا وتقديرا وتقييما من قبل المُكَرَم والمدعو للضيافة وأن يتحلى بما يليق به كضيف في أفضل مقام وذلك يتجلى بالحمد والشكر شريطة أن يَتَمثل الشكر بالعمل أي بالتعاطي الصحيح مع مفهوم وحكمية الشهر عمليا فيشكر الله قولا وفعلا بالامتثال لكل ما يتطلب الالتزام به ويثبت ويبرهن بشكره بأنه سيخرج من هذا الشهر بغير ما دخل إليه وذلك الفوز العظيم .