بقلم: سعد المشعل
يؤكّد الجميع على أن المواهب المتواجدة في منتخبي الشباب والأولمبي، هُم الركائز الأساس للمنتخب الوطني الأوّل الذي ستُبنى عليه آمال كبيرة من خلال دراسة مستفيضة يتخلّلها اختيار مدرب عالمي كبير ومعسكرات خارجيّة ودعم مالي ومعنوي بمستوى يليق بكرتنا أو الإبقاء على الإسباني خيسوس كاساس وكادره المساعد.
فاختيارات المدرّبين للجيل الجديد جاءت لتطوير امكانيات اللاعبين وزرع روح الثقة العالية في أنفسهم وأحساسهم بأنهم جديرون بتمثيل الوطن، ويُعتمد عليهم كثيراً، ولهم أهميّة كبيرة من أي وقت مضى ليتسنّى لمدرب المنتخب الأوّل أن يدرح جميع اللاعبين حسب مركزهم الرئيس، والتقييم الأكثر نضوجاً هو تخصيص أي مركز آخر يستطيعون أن يتألقوا من خلاله إذا لزم الأمر، وأحتياج المدرب لهذه الأمكانيات التي يُستفاد منها لدمجها مع خُططه للمباريات.
اللاعبون في الشباب والأولمبي هُم النواة الحقيقية لكلّ البطولات القادمة، ومنها بطولة آسيا 2024 ونهائيّات كأس العالم 2026 الذي نأمل أن يُخطط له من الآن لما يتمتّع به العراق من لاعبين ذوي مواصفات عالميّة ويمتلكون المهارات الكبيرة والبُنية الجسمانيّة، والأهم من كلّ ذلك هُم بأعمار حقيقيّة بعيدة كُلّ البُعد عن التزوير، وقد يكون لاعبي منتخبنا الشبابي هُم الأصغر سنّاً من جميع المنتخبات المشاركة، وكذلك المنتخب الأولمبي الذي يواجه عُمان اليوم لتحديد المركزين الخامس والسادس في بطولة قطر الدولية، إذ أنّ المزيج بين لاعبي الاحتراف والذين يقيمون على أرض الوطن متقارب في الآراء والأفكار والتعاون وبالإمكان الاعتماد عليهم بتشكيل منتخب الوطن الأوّل وزجّه في كلّ المشاركات إن وفِّر لهم الأستقرار والمعايشة في دول عالميّة متميّزة بكرة القدم، ولا بأس إن كانت هذه المعايشات في دول مختلفة كـالبرازيل والأرجنتين وأسبانيا وألمانيا وأيطاليا.
إن تمّ هذا التخطيط المُبكّر سنحصل على منتخب قوي يُحسب له ألف حساب على المستوى العربي والآسيوي والعالمي، والجميع يراهن على أنهم أبطال وسيعيدون هيبة الكرة العراقية ويمثلوها بأحسن حال.
واقع كرتنا اليوم في أوج عطائها بوجود المدربين الكفوئين راضي شنيشل وعماد محمد، أحسنا الاختيار لبعض اللاعبين الذين يستحقّون التواجد مع المنتخب الأوّل، وبناء منتخب فتي قوي يُعتمد عليه بأهميّة كبرى، وقد حصلوا مُبكّراً على دعم ومساندة جميع الجماهير العراقية ومُحبي كرة القدم الذين تعرّفوا على أكثر وأفضل اللاعبين الشباب ومدى تطوّرهم خلال مشاركتهم مع المنتخبات الوطنيّة في المباريات الدوليّة التي تابعوها ويدركون مستوى كل اللاعبين فيها.
المعسكرات الخارجيّة والمباريات التجريبيّة مهمّة جداً لتكريس التفاهم بين اللاعبين من أجل أن يتحسّن البدلاء، وأرى من الضروري البحث عن حراس المرمى من الأعمار الصغيرة لتكون لديهم مرونة أكثر في التصدّي لكلّ الكرات الموجّهة الى مرماهم!
لاعبونا الشباب لفتوا الأنظار اليهم وهو ما جعلهم يدخلون دائرة أهتمامات العمدة وشنيشل وكاسياس، وهنالك لاعبين آخرين يحتاجون فقط إلى الفرصة لأرتداء قميص المنتخب الوطني عقب أنتهاء مشاركة منتخباتهم الشبابي والأولمبي من استحقاقاتهم الدولية.
بعض اللاعبين أستفادوا كثيراً خلال مشاركاتهم مع المنتخب الوطني وفرضوا أنفسهم على التشكيلة الأساسيّة وأظهروا قدرات فنية كبيرة في المراكز الأساس وأملنا كبير باتحادنا وكوادرنا التدريبيّة الذين راهنوا على أن شبابنا الغيارى هُم البُدلاء الشرعيونَ للاعبين الكبار السابقين ونرى في عيونهم المستقبل المشرق.
أقرأ ايضاً
- القتل الرحيم للشركات النفطية الوطنية
- العراق وأزمة الدولة الوطنية
- ملاحظات نقدية على الاستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم في العراق 2022-2031