حجم النص
بقلم:جواد العطار
خبر ولقاء تلفزيوني اثار الكثير من علامات الاستفهام ، الاول توجيه رئيس مجلس الوزراء لجميع الوزراء قبل ثلاثة ايام بالإسراع في انهاء التقييم الشامل لأداء وعمل المديرين العامين في وزاراتهم خلال مدة أقصاها ١٢ آذار الجاري. والثاني لقاء وزير الموارد المائية مع احدى القنوات والذي اثار الاستغراب بعدم معرفته بكميات المياه الموجودة في السدود وتحذيره من جفاف حاد وتصحر قادم.
الحادثين آثارا تساؤلا: من يقيم الوكلاء والمديرين العامين في الوزارات اذا كان الوزراء ذاتهم بحاجة الى تقييم!!!.
الوزراء الذين أتت بهم المحاصصة والاتفاقات الجانبية لتمرير الحكومة ، الوزراء الذين ولائهم لكتلهم ويعملون تحت امرتها ، والوزراء الذين لا يمتلكون اي مؤهل سوى علاقات ورضا القيادات السياسية من الخط الاول عنهم... انها كارثة يا رئيس الوزراء فالمشكلة لا تحل الا بإجراء صارم وهو استبدال الوزير المعاق الذي لا يعمل بل ينتفع فقط وحين يعمل لا يؤدي واجبه في خدمة المواطن بشكل صحيح بل في خدمة مصالحه الشخصية او الحزبية.
فهل يعقل ان ابناء بلاد الرافدين يعانون العطش الشديد في الجنوب ، والدولة لم تتخذ اي اجراء لانقاذهم وهم يعانون بوار الحرث وهلاك الحيوان ، والاهوار تلاشت وهجرها سكانها ومياه الإسالة في انقطاع عن معظم محافظة ذي قار بعد جفاف الأنهر وانحسار دجلة والفرات اللذان اصبحا قنوات وليس انهر على حد وصف وزير الموارد المائية الحالي.
لماذا لم تتصرف الحكومات وتنشأ سدود وبحيرات وحزانات جديدة لمثل ايام الجفاف القادمة والمنظمات الدولية ما فتأت تحذر منذ اكثر من عقد ونصف من كارثة الجفاف والتصحر عام ٢٠٥٠ في كل العراق ، متى يتحرك الساسة لنسيان خلافاتهم وادراك ما تبقى من خيرات مائية تهدر في مياه الخليج دون حل بينما ابناء الرافدين في الجنوب يعانون الأمرين.
انها دعوة تعلمناها منذ كنا صغارا (اشرب الماء وتذكر عطش الحسين عليه السلام) ، فمتى يتذكر الساسة ان ابناء العراق يعانون العطش ونحن في الشتاء... ومتى يتذكر الساسة ان إرواء العطاشى واجب شرعي وانساني ومسؤولية تتحملها كافة الحكومات السابقة والحكومة الحالية.
أقرأ ايضاً
- الماء والكهرباء والوجه الكليح !
- الماء العكر لم تدم صلاحية التصيد فيه
- صراخ النهر: هذه حكاية ’’العباس’’ مع الدم والماء!