في مستهل خطبته الثانية شكر ممثل المرجعية الدينية العليا السيد أحمد الصافي كل الإخوة الذين ساهموا ويساهمون في اعمار مرقد العسكريين سلام الله عليهم، وخص بالذكر رئاسة الوزراء ورئاسة الوقف الشيعي والإخوة من عتبات كربلاء المقدسة وكذلك الإخوة العاملين في مدن عراقية اخرى كبغداد والكوت وسامراء وبابل وكربلاء وذكر بأن هؤلاء جميعا قد ساهموا مساهمة فعالة في اعادة بعض ملامح القبر الشريف.
جاء ذلك في خطبة صلاة الجمعة الموافق 2/5/2008م واستطرد قائلا: (الحمد لله بدأ الأخوة بإخلاء الضريح من الأتربة والركام لإعادته بشكل مؤقت على أمل أن تبدأ السواعد المؤمنة العراقية في اعادة الضريح المطهر إلى سابق عهده وإنزال الفرحة على صاحب العصر والزمان ارواحنا له الفداء بتعمير قبري والديه وان شاء الله الخطوات القادمة تبشر بخير وأن يوفق جميع من شارك في تلك الحملة لكل خير حتى يتسنى للمؤمنين من زيارة سامراء في اقرب وقت ممكن).
ولخص سماحة السيد الصافي ما تمر به بلادنا من أحداث مهمة بالنقاط التالية:
الأولى: العراق من البلدان التي فيها مقومات النجاح سواء على مستوى الثروات الطبيعية كالنفط او الثروات المائية وغيرها، وهذه المسألة بحاجة الى رعاية خاصة من الدولة في انعاش المواطن العراقي الآن وفي المستقبل، والاهتمام المباشر لتطوير كافة القطعات على نحو يستعيد العراق وضعه افضل مما كان، اقصد الوضع الاقتصادي لابد من تأسيس مشاريع زراعية وانتم تعلمون ان هناك معلومات كثيرة عالمية ومحلية ان العراق قد يعاني من مسألة التصحر وهذه المسألة في غاية الغرابة من جهة، وفي غاية الخطورة من جهة أخرى، أما غرابتها فمع ان العراق من البلدان الوفيرة الماء عندما تكون هكذا تقارير فانها تدق ناقوس الخطر بشكل جدي امام المفكرين والعلماء العراقيين لمعالجة هذه المسألة، وفي نفس الوقت خطورتها تكمن من أن هذا يفتح المجال الى مشاكل اقتصادية انسانية لاسيما في هذا العام الذي نعاني منه شحة المياه.
وأهاب بالمسؤولين التفكير الجدي في معالجة الكثير من المشاكل بقوله: (طبعا لا يمكن ان نستهين بكل قدراتنا شريطه ان نفكر بطريقة صحيحة، ثمة مشاكل حقيقية تعترضنا سواء على مستوى المياه او الواقع الزراعي أو الصناعي أيضا فلابد من الاستعانة بالخبرات لحل تلك المشاكل، وكلامي هذا لا يمكن أن يكون تعريضا لأحد أو لجهة، بل أنها إضاءات لانتشالنا من الوضع المزري الذي بات يلفنا من كل حدب وصوب، فالصناعات العراقية معدومة والوضع الزراعي يراوح مكانه والمحصولات الزراعية الموجودة حاليا في الأسواق غالبا تأتي إلينا من الخارج).
وتنبأ سماحته إن لم يتم علاج هذه المشاكل سيتفاقم الأمر وتحدث عندنا مشاكل انسانية كبرى لا يحمد عقباها (لابد أن نصل إلى حالة الاكتفاء الذاتي بتطوير القطاع الزراعي والصناعي ولا نجعل الوضع الامني سببا لغفلتنا عن امور قد تكون اشد وطأة من الوضع الأمني إذا ما ضربت بأطنابها صميم الواقع العراقي لا سمح الله).
وطالب المسؤولين ان يلتفتوا لهذا الموضوع (الآن العالم يعج بمشاكل حقيقية ونخشى أن نفتح أعيننا بين عشية وضحاها على مشاكل لم نحسب لها أي حساب، كالسرطان عندما ينخر ولا نكتشفه الا بعد فوات الأوان، هذه المسائل التي تتعلق بمعيشة الإنسان بحاجة إلى خطط طارئة ومعالجات ميدانية مواكبة لمعالجات الوضع الأمني الذي يعيشه العراق).
الثانية: وهي ضرورة انتقاء الأفراد الذين ينخرطون في الأجهزة الأمنية وهذا يتوفر بالنوعية وليس بالكمية، وتسائل قائلا: (ما الفائدة في استقطاب الكثير من الطاقات الشابة وزجها في الماكنة الأمنية بلا أن نحسن الانتقاء أو يكون الانتقاء وفقا لأجندات خاصة لا اعتقد ان الوضع الامني يتحسن بالعكس ممكن ان يتردى في مثل تلك الحالات) وأهاب بزج تلك الطاقات بالإعمار والبناء والزراعة لأنها تعد من مقومات القضاء على البطالة (وعندما نعالج المشاكل من جهة ينبغي أن لا نغض النظر عن جهات كثيرة، هناك بعض الشباب حقيقة في عمر الـ 40 او 43 فإنها طاقة بدنية وعقلية جيدة لكنها تصطدم بمسالة العمر عند التقديم في الكثير من الدوائر الرسمية وغير الرسمية، ومسائل التعيين كلها تتحشد بالجانب العسكري والأمني ولا توجد هناك موازنة فيما ينتج وما يستهلك، هذا كله استهلاك وتضعيف للطاقات الخلاقة، نعم إن كانت القضية مؤقتة لايقاف الكثير من المشاكل الامنية والقضاء على المظاهر المسلحة خارج الإطار القانوني هذا جيد، اما ان نؤسس حالة من التضخم غير المدروس بإماتة بعض الكفاءات ودخول عناصر مريبة في الأجهزة الأمنية فهذه السياسة بحاجة إلى مراجعة، وهي التي دفعنا ثمنها اكثر من خمس سنوات).
الثالثة: هناك مبادئ عامة في كل الحروب وهو الحفاظ على الجانب الانساني انا لا اتحدث عن خصوصيات معركة في مدينة الصدر او قرار حكومي او أسباب أدت إلى مواجهة ما، هذه المسألة الآن هم يعرفون تكليفها انا لا اتدخل فيها، وليس من شأني، لكن هناك واقعا إنسانيا يجب أن يراعى، من غير الصحيح عندما تبدر إساءة من بيت من البيوت أن تأتي طائرة وتضرب البيت على من فيه وهناك اطفال ونساء وما اشبه ذلك يعيشون في ذلك البيت!!! ومن الممكن أن يكون هناك مريضا أو جريحا ولا توجد سيارة اسعاف ولا يمكن نقله إلى المستشفى كيف تكون الحالة؟!
وتكلم بهذا الشأن بكل وضوح عندما قال: (أنا أتحدث عن الجانب الانساني حيث يجب ان لا نغفله في كل حروبنا الداخلية او الخارجية لابد من وجوده، فأمير المؤمنين عليه السلام يبين في الكثير من معاركه أن كيف نتعامل مع جريح او طفل أو امرأة أو شيخ أو بريء، هذه المسألة يجب ان تراعى وتعالج لانها انسانية ومن غير الصحيح أن تبقى على وضعها، أنا لست في صدد تحديد مسؤولية الوضع الامني الان وإنما في صدد مراعاة الجانب الإنساني ويحتاج إلى رعاية أبوية خاصة).
وفي الختام تطرق سماحته عن إنتخابات مجالس المحافظات المزمع إجراءها في مطلع الشهر العاشر من هذا العام (نحن مقبلون على انتخابات وأن طريقة الانتخابات إلى الآن مبهمة وهي في مجلس الوزراء ولم تأخذ الدرجة القطعية الا ان تأتي الى مجلس النواب ويتم التصويت عليها) وقد أعلن والكلام لسماحة السيد بعض خبراء أعضاء المفوضية اذا لم تتوفر لنا صورة واضحة في حزيران المقبل قد يسبب ذلك في تأجيل الانتخابات، وأهاب السيد بالمسؤولين في السلطتين التنفيذية والتشريعية بالإسراع في تصويب ما يتعلق بالإنتخابات( فلا بد للاخوة الاعزاء ان يبتوا في هذه المسألة قبل فوات الأوان)
وذكّر سماحته أن مجالس المحافظات القائمة الآن هي في طور الحالة التأسيسية (هناك اشتباه وقع هناك أخطاء وقعت هناك حالة من اللادقة في الحسابات وقعت وتصدر ممن لا يحسن الاداء وممن لا يحسن التدبير، لا أقول كل المجالس، وإنما أقول كما أن هناك حالات مريبة حصلت هنا أو هناك فإنها قد تحصل مستقبلا، ولكن الحالة القادمة فيها ميزة هي حالة بناء صلاحيات، ان الحكومة المركزية والأقاليم القائمة حقيقية كإقليم كردستان والمحافظات التي لم تنتظم بإقليم هذه ثلاث حالات، الحكومة المركزية والبرلمان وهي تشكل دولة واقليم كردستان يعرفون ماذا يصنعون، ولكن بقيت المحافظات التي لم تنتظم باقليم كمحافظات الوسط والجنوب، هذه المسألة لابد ان تلاحظ فيها مجموعة عوامل مع الاخوة النواب ومع الإخوة المرشحين، ومسؤولية كل محافظة بعقلائها بحكمائها بكبرائها ان تهتم جدا بهذا النص الحيوي بان تقود المحافظات إلى بر الأمان) وأهاب سماحته بكل من يجد نفسه مؤهلا للخدمة أن يتقدم للترشيح وأضاف أن (تنافس العقلاء هو تنافس أن يحسن اختيار الجهة التي تطور محافظاتهم، وبصراحة أن معظم محافظاتنا بحاجة إلى اعمار حقيقي وهي حاليا خارجة عن الخدمة، فإنها تحتاج إلى شبابية تحتاج إلى حملة واسعة في كل مفاصل المحافظات سواء كانت الخدمية أو التطورية لاستقلال وتقدم العراق من شماله إلى جنوبه، والصلاحيات المزمع إعطائها إلى مجالس المحافظات يجب ان تستغل بالشكل الأمثل، هذا المقدار كاف أن يفكر الكل كيف يقدم الخدمة للمواطن والوطن، فإنه يتحقق بمجرد توجيه عام لعقلاء المحافظات والمجتمعات العراقية).
أقرأ ايضاً
- البنتاغون: تزايد حالات الانتحار بين العسكريين الأمريكيين
- المشهداني يؤكد للسفيرة الأميركية أهمية حسم ملف الاتفاقية الأمنية حتى نهاية عام 2025
- رئيس الوزراء يرأس الاجتماع الدوري للّجنة العليا للإعمار والاستثمار