بقلم:سامي جواد كاظم
الحديث عن التراث الاسلامي وخصوصا الشيعي يحتاج الى توضيح المقصود من الحديث قبل الحكم على المتحدث ، ودائما التعرض الى بعض المواضيع التي اعتبرها الكثير من الشيعة انها من المسلمات تلاقي ردا عنيفا واستهجانا شديدا وحكما خارج المالوف . المقدمة التي لا بد منها هي ان تراث اهل البيت عليهم السلام ثقافة كاملة متكاملة تصب في خدمة الانسان هذا اولا وثانيا ان الاحاديث والتصرفات التي تعتبر مستحبة وبعيدا عن صحتها من عدمه ليست هي الاساس في النهوض بالمجتمع هذا جانب وجانب اخر انا لا احكم عليها من حيث الصحة والخطا ولكن اطرح المصادر والاثار لهذه الاحاديث . غاية القران والاسلام ونبي الاسلام وال بيت الاسلام عليهم السلام جميعا ان ترتقي بالمجتمع البشري وهذا الارتقاء يكون وفق تشريعات ملزمة للانسان وبعد ان يحسن التزامه بها يكون التزامه بالمستحبات ذات طعم خاص كانه الرائحة العطرة للالتزام بالواجبات . كثيرا ما اسمع وارى تصرفات لا اعلم اين مصادرها ودائما يجب التاكيد على اصل الرواية والغاية منها ، وحديث من استن سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها يقصد العمل الذي يخدم المجتمع وليس العمل المستحب فهنالك قوانين وضعية في غاية الاهمية للنهوض بالانسان فالشارع المقدس يحث عليها ويامر بالالتزام بها . بحثت في الادعية التي تروى في كتب الشيعة اكثر من غيرهم ، وبحثي ليس عن مفرداتها وما جاء بها ، فالدعاء لله عز وجل غاية الروعة وان كان في بعض الادعية جنبة تاريخية غير صحيحة ، وبالنسبة لسند الدعاء فهذا الاخر يستحق بحثا خاصا ولكن للاسف اقول للاسف ان هنالك من يقول انه طالما لا يؤثر على الحكم الشرعي فيمكن جبر المتن بالرغم من ضعف السند ، لا اتفق مع هكذا راي . اعود للادعية فاني وجدت اغلبها تكون برواية المعصوم عليه السلام لاحد اصحابه سواء بتعليمه او الاجابة على سؤال مثلا دعاء كميل ودعاء الغريق وغيرها ، أي بمعنى ان يتعلم الصحابي او السائل الدعاء لكي يردده مع نفسه الى الله عز وجل ويستحسن ان يكون بصوت خافت كما جاء في القران ، وفي السنة النبوية عندما علا صوت الصحابة بالتكبير والتهليل نهاهم النبي محمد (ص) قائلا ان الله ليس باصم . ولم اطلع على رواية ان المسلمين اجتمعوا بمجلس وبحضور المعصوم عليه السلام وقرا أي دعاء بشكل جمعي وصوت عال. بل اعتقد ان المستحبات يستحب ان تكون فرادى وبدليل عندما كان يصلي النبي محمد(ص) صلاة مستحبة في ليالي رمضان واجتمع من حوله الصحابة انسحب ولم يصلي. واما الصوت العالي بالتهليل والصلاة على محمد وذكر روايات لست بصدد البحث عن مصادرها فان الاولى ومن ثم الاولى هو كيف النهوض بالمجتمع ونحن نرى شبابنا اغلبهم او لنقل نصفهم يسيرون نحو الهاوية . القاب المعصومين عليهم السلام اغلبها ليس لها نص بل انها حكايات علماء وكتاب وخطباء منابر ، وقد كتبت عنها فيما يخص ابي الفضل العباس عليه السلام والعقيلة زينب عليها السلام ، وانا اكتب المقال والمناسبة هي ذكرى استشهاد الامام الكاظم عليه السلام ، فرايت كثيرا من يرددون او يكتبون راهب بني هاشم او ال محمد ، ولا اعلم من اين جاءت هذه التسمية فلم اجدها في المصادر المعتبرة القديمة بل وجدت عبارة راهب بني هاشم ليس للامام الكاظم عليه السلام وبالرغم من انها ليست حجة الا انها ذكرت في منتصف القرن الخامس للهجري حسب رواية ابن المهتدي وهو : أبو الحسين محمد بن علي العباسي البغدادي المتوفى سنة : 465 . وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر . الخطيب : " كتبت عنه وكان فاضلا نبيلا صدوقا ، وولي القضاء بمدينة المنصور وما اتصل بها ، وهو ممن اشتهر ذكره وشاع أمره بالصلاح والعبادة ، حتى كان يقال له : راهب بني هاشم " (تاريخ بغداد 3 ص 108) . بل حتى كلمة راهب تخص المسيحيين ومثلها القسيس والواعظ والالقاب الاخرى . والعجب العجاب عندما تناقش شخص ما حول رواية معينة فانه يقتنع بانها غير صحيحة فيسالني عن المصدر فاعطيه المصدر فيكابر ويبدا يبرر ما يعتقده دفاعا عن الرواية بعدما كان اصلا لا يعتقد بها . جورج طرابيشي له كتاب سبات العقل الاسلامي يتطرق الى جنبة مهمة من تراث الاسلام سنة وشيعة وهي مسالة المعاجز والكرامات وبالارقام ، والغاية ليس تكذيب او تصديق المعاجز بل الاهتمام المبالغ فيها دون الاهتمام بالاساسيات التي تنهض بالامة الاسلامية وقد اجاد في هذا الشان . فاطمة الزهراء عليها السلام تنسب لها روايات اتاحت المجال لمن يريد ان ينتقد الاسلام بان ينتقده مستدلا بهذه الروايات ومنهم بسام الجمل، ولو قلت لاحدهم انها غير موثقة فيعتبرك تشكك بمكانة الزهراء عليها السلام ، وانا اقول لهم ان خطبتها فقط تدل على علو شانها من حيث ما ذكرت فيها من علوم وبلاغة وما لها من شجاعة في الالقاء وهذا لا يات من فراغ بل من تربية خاصة لها وليس من خلال الروايات الموضوعة بحقها ، انا اشكك بالروايات ولا اشكك بل لا يراودني الشك اطلاقا بمكانة الزهراء عليها السلام ، ما الربط بين فاطر وفاطمة ؟ الحديث يطول وسيكون لنا مقال اخر ان شاء ربي
أقرأ ايضاً
- دماء زكية تُحققُ الاصلاح بسفكها
- البيت الاولمبي العراقي بين التغيير والاصلاح
- الحسين (ع) ايقونة الاصلاح