اجساد نحيلة ووجوه شاحبة يعتليها اللون الاصفر او تسود وتصبح زرقاء نتيجة اصابتهم بمرض الثلاسيميا، عجزت عائلاتهم منذ سنوات عدة عن ايجاد علاج لهم في محافظاتهم ببغداد والانبار والبصرة ونينوى، وكلما مرت سنة على مرضهم يزداد وضعهم ترديا، منهم من صعب النطق عليه، وآخر اصابه النحول والشحوب، وثالث يشكوا من الالام المبرحة، عجز ذويهم من المراجعات الى مستشفيات اهلية وحكومية حيث لا تتوفر متطلبات التشخيص او العلاج، فامتدت اليهم يد المرجعية الرحيمة بمبادرة كريمة استقبلت فيها اربعون طفلا نخرت اجسادهم الثلاسيميا فتلقفتهم يد المرجعية الدينية العليا بذراعها المشع بالنور والخير العتبة الحسينية المقدسة ومتوليها الشرعي الشيخ عبد المهدي الكربلائي لتنتشلهم من هذا الضياع وتباشر مستشفياتها المختصة بعلاجهم لتعيدهم الى الامل والحياة والسعادة.
معاناة (11) عام
الطفل "حسين" قدم شكره للعتبة الحسينية والسيد السيستاني والمتولي الشرعي الشيخ عبد المهدي الكربلائي على ما لقيه من خدمات وعناية على ايدي الملاكات الطبية والتمريضية التي اعادت العافية له وزادت الامل في شفائه، وقال والد الطفل (رسول ماجد) لوكالة نون الخبرية ان "ابني مصاب بمرض الثلاسيميا منذ العام (2012) وكنت اراجع مستشفى ابن البلدي في مدينة الصدر ببغداد، وكان يعالج باعطائه الدم فقط ولم يطرأ على حالته أي تقدم او تحسن وكنا نريد ان نتخلص من الاقتصار بالعلاج على اعطائه الدم لان معاناته كانت كبيرة والامه اكبر، وعندما علمنا بمبادرة العتبة الحسينية المقدسة والتي ابلغنا بها من قبل منسق حملة الاطفال مرضى الثلاسيميا جئنا الى مدينة كربلاء المقدسة وراجعنا مستشفى الامام الحسن المجتبى ( عليه السلام) وفوجئنا بما موجود من تطور وحداثة في البناء والاجهزة والمعدات والملاكات الطبية الخبيرة، والتعامل الانساني والتشخيص الدقيق وجرعات العلاج المحمية التي لا تلحق الضرر بولدي مثلما كان الدم سابقا يفعل به وكانت تغطي وجهه طبقة سوداء واندثرت وتحول لون وجهه الى الطبيعي وانخفضت نسبة الحديد في جسده الى درجات مسيطر عليها، واصبح املنا بعلاجه كبير جدا في هذه المؤسسة العملاقة، ونتمى شفاء كل الاطفال المصابين بمرض الثلاسيميا على ايدي ملاكات هذا المستشفى الراقي".
رحمة والايدي الرحيمة
"رحمة" ابنة مدينة عامرية الفلوجة في محافظة الانبار تلك الطفلة الغضة التي تشبه الوردة حار بها اهلها منذ العام 2014 ونقلوها بين المستشفيات وكانت تعاني من حساسية من الدماء التي تعطى لها وتراجعت حالتها الصحية فأصبحت تبحث عن الايدي الرحيمة التي تنقذها يقول والدها "قاسم عادل" لوكالة نون الخبرية ان " ابنتي اصيبت قبل تسع سنوات بمرض الثلاسيميا وكنا نراجع بها في مستشفى عامرية الفلوجة العام بمحافظة الانبار وكان علاجها يقتصر على رفد جسدها بالدماء الجديدة وعلاج خفض نسبة الحديد في الدم، ولكن لم يحصل اي تحسن على حالتها وبدأت تعاني من مضاعفات تزويدها بالدماء الجديدة ويحصل عندها حساسية، واخبرنا الدكتور فاروق المختص بهذا الشأن ان هناك حل لمشكلة ابنتنا وفرته الايدي الرحيمة للمرجعية الدينية العليا في العتبة الحسينية المقدسة التي تمتلك مستشفى متطور جدا، وبالفعل جئنا قبل شهر الى مستشفى الامام المجتبى (عليه السلام) ووجدنا فيه كل الخير لانه مكان محترم وراقي وعناية طبية على اعلى المستويات واهتمام واجهزة ومعدات لا يوجد مثيلها والعلاج لا نظير له ويختلف كليا عن العلاجات التي كانت ابنتي تأخذها لسنوات عدة، ولم يكن في مستشفى العامرية جهاز للرنين ولا تتوفر التحاليل الثلاثة الخاصة بتشخيص حالة المريض وتحديد نسب الحديد في جسدة وموضع هذه النسب وتمنع حصول تحسس في جسد الطفل المزود بالدماء الجديدة، بينما وجدنا هنا في مستشفى المجتبى ارقى الاجهزة والمعدات المختبرية التي تكشف بدقة عن المرض وجزئياته ناهيك عن اجهزة الرنين المتطورة جدا، وتحسنت حالة ابنتي المرضية كثيرا بفعل الرعاية الطبية المتميزة وحتى عمليات اضافة الدماء لها حاليا لا تترك اي مضاعفات، وحاليا تتعالج ابنتي مجانا بدعم دفع الكلفة من العتبة الحسينية المقدسة التي تستحق كل الشكر والثناء على مبادرتها الانسانية هذه".
انتكس في كربلاء
"علي سعد" الصبي الذي يبلغ من العمر (16) عاما يعاني من فقر دم شديد ومزمن جاء قبل ايام بصبحة والده من محافظة البصرة الى محافظة كربلاء المقدسة لاداء زيارة الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس (عليهم السلام)، فاشتدت عليه الالام في الظهر وتراجعت حالته الصحية وانتكس ولم يعد يقوى على المسير او الوقوف واصيب والده بالحرج واحتار اين يذهب به وهو بعيدا عن محافظته بمسافة تتعدي (500) كيلومترا، ويقول والده منذ ان كان عمر ولدي سنة ونصف السنة كنت اخذه الى الاطباء والمستشفيات في مدينة البصرة ولكن لم تتحسن حالته الصحية، وجئنا الى كربلاء المقدسة وهو بصحة جيدة لكن تدهورت حالته بسرعة وبدأ يشكوا من الام حادة في الظهر كان يصرخ منها ولم يقوى على المشي او الوقوف، فاردت ان اخذه الى اي طبيب او مستشفى وكوني من اهالي البصرة ولا اعرف احدا في محافظة كربلاء المقدسة استوقفت سيارة اجرة وسألت السائق عن اي طبيب جيد او مستشفى معروف فاخبرني بوجود مستشفى الحسن المجتبى (عليه السلام) المتخصص بامراض الدم وانه حديث جدا، وبالفعل وجدت ما يعجز اللسان عن وصفه من اجهزة ومعدات حديثة واساليب علاج متطورة وملاكات طبية حاذقة وماهرة ومباني نظيفة جدا ورعاية انسانية، ولم اشاهد في محافظتي اي مستشفى بتطوره وحدد الاطباء في البصرة ان عند ولدي تهشم في الحوض دون اي علاج يمنح له، اما هنا فالتشخيص والعلاج من ارقى ما يكون وحتى مدير المستشفى يتابع بشكل مباشر يوميا لاكثر من مرة حالة ولدي، وعندما اخبرته بضعف حالتي المادية واني افكر باخراج ولدي من المستشفى منعني وقال سنجد لك الحل بل وصل الامر الى ان يعرضوا خدماتهم في ايصال عائلتي الى البصرة بسياراتهم الخاصة وهي لفتات انسانية قل نظيرها".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)
- في حي البلديات ببغداد: تجاوزات ومعاناة من الكهرباء والمجاري ومعامل تلحق الضرر بصحة الناس (صور)