حجم النص
عائلة فقيرة من مدينة تكريت في محافظة صلاح الدين تعيش حال الكفاف وتعتمد في عيشها على مرتب ولدها الشاب "محمود" ذو العشرين عاما الذي كان يعمل حارسا لاحدى البنايات ويتقاضى راتبا يكاد يدفع منه مبلغ استئجار الشقة التي يقطنها مع اهله، تزوج حديثا وانجب ولدا بلغ عمره ستة اشهر وكان قد تربى على فعل الخير والصلاح، وفي التاسع من كانون الاول عام 2017 حيث كانت القوات الامنية بجميع صنوفها ومعها الحشد الشعبي تطارد بقايا فلول الدواعش ، بقيت خلايا من عصابات "داعش" الارهابية تختبئ في اوكار مظلمة وتحاول اثبات وجودها، فقامت تلك العصابات بركن سيارة مفخخة امام بناية في اهم شارع بمدينة تكريت وهو شارع الاطباء المزدحم وخاصة في ذروة زحامه عند ساعات العصر والذي يعمل فيه الشاب محمود وبحسه الامني تمكن من اكتشافها فسارع على الفور لابعاد الناس وصرخ باعلى صوته انها سيارة مفخخة وابعد المئات من المارة واصحاب المحال والعيادات والصيدليات، وكان الارهابي الذي يمسك بيده مفتاح التفجير قد شاهد ما فعله "محمود" وانتقم منه بتفجير السيارة وقتله، تلك الحادثة ومعها تقصير كبير من جهات عدة لم تعطي لعائلة الشهيد حقوقها وتسببت بمرض والده واصابته بعجز بالقلب واجرى عمليات قسطرة واخذ العلاج لكن علاجه لا يتم الا بعملية قلب مفتوح فوق الكبرى وهي مكلفة جدا، فطرق ابواب الجميع في مدينته ومحافظته الا ان محاولاته باءت بالفشل واوصدت بوجهه جميع الابواب، ولجأ الى برنامج تلفزيوني يقدمه الاعلامي "نجم الربيعي" والذي له دراية ومعرفة بمشاريع العتبة الحسينية المقدسة ومبادراتها الانسانية في تقديم الخدمات الطبية والصحية لجميع العراقيين ومن مختلف المحافظات، ومع اتصال زوجة المواطن التكريتي المريض وجه الربيعي مناشدته الى ابواب المرجعية الدينية والمتولي الشرعي الشيخ عبد المهدي الكربلائي فكانت الاسجابة سريعة وخلال ساعة واحدة اتخذت التدابير اللازمة لعلاجه مجانا بتكلفة مدفوعة من العتبة الحسينية المقدسة.
أب مفجوع ومريض
انا عادل ياسين حاجم والد الشهيد "محمود" من اهالي مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين هكذا بدأ حديث المواطن الذي وجه مناشدته الى المرجعية الدينية العليا والمتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي عبر احد البرامج التلفزيونية ويتابع لوكالة نون الخبرية بالقول "انا متزوج ولي ولد استشهد في عملية ارهابية نفذتها عصابات "داعش" الارهابية ولدي اربع اولاد صغار منذ خمس سنوات وبعد مراجعة الاطباء واجراء الفحوصات تبين ان عندي عجز في القلب وانسداد في الشريان الابهر الرئيسي ويستوجب اجراء عملية القلب المفتوح فوق الكبرى، واجريت عمليتي قسطرة للقلب ولكنها لم تنهي معاناتي وبعد استشهاد ولدي "محمود" تراجعت حالتي بشكل سريع واجمع الاطباء ان علاج حالتي لا يتم الا بإجراء عملية القلب المفتوح وكوني فقير الحال ولا معيل لي بعد فقدان ولدي عجزت عن اجرائها وناشدت الكثير من الجهات، بل وصل بي الحال ان اقترض مبالغ السفر للمجيء الى العتبة الحسينية التي استجابت لمناشدتي بسرعة وادخلت الفرح والسرور على عائلتي ، واستقبلوني بشكل لا يصدق واخذوني الى مستشفى زين العابدين (عليه السلام) واجريت لي فحوصات مختبرية واشعاعية وتقرر اجراء عمليات قسطرة لتحديد حالتي المرضية بدقة ومن بعدها ستجرى لي عملية جراحية فوق الكبرى مجانا تدفع تكاليفها من العتبة الحسينية المقدسة التي اقدم لها كل الشكر والتقدير على سرعة الاستجابة وكرم الضيافة والاهتمام".
يأس من المناشدات
تتناول والدة الشهيد محمود زوجة المواطن المريض الفقير عادل ياسين حاجم اطراف الحديث وتقول لوكالة نون الخبرية ان " مناشداتنا وصلت لكل الجهات في محافظة صلاح الدين حيث استعنت باحد برامج اذاعة محلية هناك وذهبت الى عدد من المسؤولين بينهم المحافظ لعلاج زوجي ولغرض الحصول على حقوق ولدي الشهيد مثل قطعة الارض وكان ولدي الشهيد "محمود" هو الذي يعمل ليدفع ايجار الشقة الصغيرة التي نسكن بها وهي تخلو من الابواب الداخلية وكثير من مستلزمات العيش وتقع في الطابق الثالث ويصعب على زوجي المريض الصعود والنزول، ولم اتسلم من حقوق ولدي التقاعدية الا راتب مقداره (300) الف دينار يذهب منه (130) الف دينار ادوية لوالده المريض بالقلب واخيه المريض بالكلى ويبقى مبلغ (170) الف دينار نعتاش منه، وتعتبت كثيرا من مراجعات البلدية والمحافظة ويطالبوني باثباتات عدة وحادثة ولدي الشهيد في العام 2017 معروفة في مدينة تكريت حيث كان يعمل حارس في احدى البنايات وتمكن من اكتشاف سيارة مفخخة وضعتها عصابات "داعش" الارهابية في شارع الاطباء وهو من الشوارع المزدحمة في مدينة تكريت ووضعوها في وقت الذروة عصر ذلك اليوم المشؤوم فاكتشفها وابعد الناس عنها ولكن الارهابي الذي فجرها عن بعد اعترف بعد القاء القبض عليه وهو ايضا من سكنة مدينة تكريت انه تعمد تفجيرها على "محمود" لانه افشل عمليتهم الغادرة وانقذ ارواح المئات من الابرياء، ومن الغريب ان ولدي توفي وترك طفل عمره ستة اشهر منذ ستة سنوات دون حقوق وقاتله باقي في سجن الحوت في الناصرية الى الآن ولم ينفذ فيه حكم الاعدام باعذار واهية".
وابدت والدة الشهيد "محمود" شكرها وتقديرها لسرعة الاستجابة من قبل منسقية الشؤون الانسانية في العتبة الحسينية المقدسة ومسؤولها احمد الخفاجي الذي اتصل بها بعد ساعة واحدة فقط من بث فيديو المناشدة الذي نقلها الاعلامي نجم الربيعي في احد البرامج التلفزيونية، وانها فوجئت بحفاوة الاستقبال والترحيب والاهتمام منذ وطأت اقدامها وزوجها ارض كربلاء المقدسة وهو مالم تره في حياتها".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ علي فتح الله
أقرأ ايضاً
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)
- انتخاب المشهداني "أحرجه".. هل ينفذ السوداني التعديل الوزاري؟