بقلم: عمـار سـاطع
بافتتاح ملعب الميناء الأولمبي، في مدينة البصرة العزيزة، تكون ثورة الملاعب في وطننا الحبيب قد بلغت الحدّ الذي نتمنّى أن تكون بداية لاستضافة حدث يجعلنا ضمن مصاف الدول التي يمكنها أن تنظّم دورة ألعاب وليس بطولة فحسب!
الأمانة الصحفيّة تُحتّم علينا أن نفخَر بوجود هكذا صروح رياضيّة لمنشآت تضعنا في محطّة تحقيق طموحات الأجيال القادمة عبر الدخول في معترك التنافس على استضافة دورة ألعاب أقليميّة أو عربيّة وربّما قاريّة على أمل وضع خطّة استراتيجيّة شاملة، وبرنامج متكامل للنهوض بواقع الرياضة ولكافة الألعاب والفعّاليات.
بالأمس افتتح ملعب الميناء، ثاني أعرق الأندية في البلاد، النادي الذي وجد معقلاً يتباهى به بعد 91 عاماً من ولادة النادي الذي اعتبر منجماً للاعبين، وقبلها بأشهر قليلة أصبح لنادي الزوراء الرياضي، مدرسة الكرة العراقية وزعيم أندية الوطن من حيث التتويج بالألقاب مكانة له باكتمال ملعبه ليكون أحّد شواهد التاريخ الكروي الجديد!
وفي تصوّري، إن وجود القُدرات المِعماريّة وقبلها توفّر الامكانيّات الماليّة وإيجاد منافذ الاستعانة بالإرث الرياضي، ستكون من بين بوّابات بناء ملاعب جديدة تنضمُّ لبقيّة الركائِز الأساسيّة التي شكّلت منذ سنوات قدرة العراق على تحفيز الرياضة عامّة وكرة القدم على وجه التحديد للتحوّل من الهواية الى الاحتراف!
أقول الاحتراف لأنه يتطلّب منّا جميعاً التأكيد على وجود مراكز فعليّة لإقامة مباريات تصل بنا الى درجة الطموحات التي ينشدها الكثير من القائمين على الرياضة العراقيّة من أجل الدفع بالعجلة الى الأمام!
اليوم هناك ثورة بناء ملاعب فعليّة، إذ أن البعض منها وصل لمراحل متقدّمة مثل ملاعب الموصل والرمادي وتكريت والديوانيّة وديالى والحلّة والسماوة، وكذلك كركوك وأخرى في العاصمة بغداد، وهناك ملاعب نُفَّذَتْ واكتملتْ ودخلت الخدمة الفعليّة في البصرة والعمارة والنجف وكربلاء والكوت، سبقتها وجود ملاعب موجودة تمّ ادامتها وصيانتها وإعمارها في كلّ من العاصمة بغداد وأربيل ودهوك وزاخو وحلبجة.
في زمننا هذا تشكّل الملاعب اليوم ورقة مهمّة ضمن ملف التقديم لإقامة أي مناسبة رياضيّة، والتنوّع بين الأولمبي والدولي يعطي أحقيّة مهمّة لاستضافة الأحداث الرياضيّة بشكلها العام وكرة القدم على وجه التحديد!
ولعلّ من بين الاهتمامات التي شكّلت منذ 14 عاماً، وتحديداً في الفترة التي تبعت تقديم ملف العراق لاستضافة بطولة الخليج العربي في النسخة 18 بأبو ظبي، كانت تلك نقطة الشروع باستحداث ثورة الملاعب، وربّما كانت تلك المصادفة هي خلق روحيّة التنافس من أجل بناء الملاعب في الوطن بعد قحط وركود في إهمال قصّة شحّة الملاعب.
في محافظاتنا اليوم ملاعب مُحترمة، ففي محافظة البصرة، المُقبلة بعد أيام على استضافة خليجي 25، هناك ملعبان دوليّان وآخر احتياط وأربعة ملاعب ثانوية محليّة، وفي عاصمتنا الحبيبة بغداد توجد أربعة ملاعب رئيسيّة بمواصفات دوليّة وأولمبيّة ونحو 14 ملعباً محلّياً بينما نجد أن هناك ملاعب رسميّة نظاميّة بمواصفات متنوّعة أولمبيّة ودوليّة في بقيّة المحافظات من أقليم كردستان وصولاً الى وسط البلاد وجنوبه.
وفي اعتقادي أن وجود 18 ملعباً رسمياً ونظامياً سيكون لها وقعها الكبير وأثرها الواضح فيما بعد لو اكتملت الصورة باستكمال الجزء الثاني من ثورة الملاعب البالغ عددها نحو 10 ملاعب أخرى، عنّدها سنُعلن بالفم المليان أن العراق دولة للملاعب الخضراء.
أقرأ ايضاً
- الذكاء الاصطناعي الثورة القادمة في مكافحة الفساد
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود
- ما يميز ثورة عاشوراء خمسٌ على الأقل