رأت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية أن الولايات المتحدة وروسيا لا يمكنهما وقف التوغل التركي الجديد المتوقع في سوريا، حيث تسعى أنقرة جاهدة لشن عملية عسكرية تهدد بقتل المزيد من المقاتلين الأكراد المتحالفين مع واشنطن.
جاء ذلك بعدما تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشن هجوم بري "قريبا" على القوات الكردية في شمال سوريا، مدعيا مسؤوليتها عن هجوم "إرهابي" مميت وقع قبل أيام في إسطنبول أسفر عن مصرع 6 أشخاص.
وقال أردوغان،: "كنا نحارب الإرهابيين منذ بضعة أيام بطائراتنا ومدافعنا وبنادقنا"، في إشارة إلى عمليات القصف الجوي الفتاك التي شنتها تركيا أخيرًا على سوريا.
وأضاف، "إن شاء الله، سنقتلعهم جميعًا في أسرع وقت ممكن، جنبًا إلى جنب مع دباباتنا وجنودنا".
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن "هجوم إسطنبول قدم لأردوغان، ذريعة للتعمق في شمال سوريا، وهي دفعة طالما أراد القيام بها".
وقال هوارد آيزنستات، محلل في "معهد الشرق الأوسط"، إن تركيا جادة للغاية بشأن هجوم سوريا الحالي، مشيرا إلى أن هذه التوقعات تتناسب مع "الافتراضات التركية العتيقة" بشأن مصالحها الأمنية وحاجة أردوغان، إلى الظهور بمظهر قوي قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في حزيران المقبل.
وأضاف آيزنستات، أنه في ظل الظروف الحالية، قد تتمكن روسيا أو أمريكا من فرض قيود على العملية التركية، "لكن لا يمكنهما إيقافها تمامًا".
وأشارت الصحيفة إلى أن كلًّا من البلدين لديه أسباب خاصة للقلق من قيام تركيا بهجوم بري في سوريا.
وقالت إنه بالنسبة لروسيا، فإنها تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، بينما تدعم تركيا الفصائل المسلحة والمتطرفين الذين يسعون للإطاحة به.
وأضافت أنه يوجد نحو 900 جندي أمريكي في سوريا لمساعدة وتدريب "قوات سوريا الديمقراطية"، وهو فصيل كردي حليف لواشنطن في حربها ضد تنظيم "داعش".
وفي المقابل، نقلت الصحيفة عن سونر كاجابتاي، وهو محلل في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، قوله إن المعارضة من قبل موسكو وواشنطن "لا تعكس تمامًا ما يجرى على أرض الواقع، لأن أنقرة لديها كل المقومات التي تمكنها من القيام بعملية عسكرية برية".
وأوضح كاجابتاي أن واشنطن، من جانبها، قد لا تقاوم بشدة العملية التركية لأنها تريد من أنقرة، حليف "الناتو"، قبول انضمام السويد وفنلندا إلى التحالف العسكري الغربي.
وعلى الجانب الروسي، أضاف الخبير أن موسكو تضخ الملايين للاقتصاد التركي وقطاع الطاقة في البلاد؛ ما يدعم أردوغان، قبل انتخابات العام المقبل. وأضاف أن الرئيس التركي قد "يرد الدين" بقبوله أخيرًا الأسد كحاكم شرعي لسوريا، ما ينهي فعليًا الحرب الأهلية هناك.
وفي تطور لاحق، صرَّح مظلوم عبدي، قائد "قوات سوريا الديمقراطية"، لموقع "المونيتور" الأمريكي، بأن مدينة كوباني، قد تكون على الأرجح هدف الهجوم البري الذي تعتزم أنقرة شنه قريبا.
وأشار الموقع إلى أن تصريحات القائد الكردي جاءت بعد ساعات فقط من إصابة مقره الرئيس في شمال شرق سوريا بغارة تركية بطائرة مسيرة.
وتعد كوباني، التي تقع على الحدود التركية، ذات أهمية رمزية كبيرة للأكراد السوريين، حيث تم تشكيل التحالف الأمريكي الكردي ضد تنظيم "داعش" الارهابي
أقرأ ايضاً
- الحرس الثوري الايراني يعلن استشهاد احد كبار مستشاريه إثر هجوم إرهابي في أطراف حلب
- الهلال الأحمر العراقي يحصي حجم المساعدات المقدمة إلى غزة ولبنان ويؤكد وجود 22 الف لبناني متواجد بالعراق
- نبيه بري بعد وقف إطلاق النار: قدمنا 4 آلاف شهيد.. ونطالب بانتخاب رئيس الجمهورية