- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
كوب (27 ) والامن المناخي العراقي
بقلم:عباس الصباغ
رغم الحضور البروتوكولي للعراق متمثلا برئيسه في مؤتمر (كوب 27 ) المهم والمنعقد في شرم الشيخ بمصر ، الا ان الواقع المناخي العراقي لم يكن بعيدا عن المشكلات التي سيتم طرحها في هذا المؤتمر الذي ينعقد على خلفية أزمات متعددة مترابطة كتقليل الدعم لمصادر الطاقة الأحفورية، ومسالة الانبعاثات الغازية التي تطلقها الدول الغنية مع وجوب تعويض الدول الفقيرة جراء ظاهرة الاحتباس الحراري الذي تسببه صناعات تلك الدول وما يتعلق بذلك من مع فيضانات قاتلة وموجات قيظ وجفاف عاثت فسادًا بالمحاصيل وغبار وعواصف والعراق منها . العراق بواقعه البيئي والمناخي يقع في قلب دول العالم الثالث المتضررة مع كثرة التعهدات المبرمة بتخفيض نسب الغازات من قبل الدول الغنية الى نسب متدنية لكنها لم تفِ بوعودها، فنسبة التلوث والاحترار قد بلغت درجة عالية ومخيفة كما أنه مازال يعاني من الجفاف والتصحر والتلوث البيئي وانبعاث الكربون في فضائه وتعرّض امنه المائي والغذائي الى الخطر (يعدّ في المرتبة الخامسة عالميا) و من اكثرها هشاشة في التربة واكثرها معاناة في الصيف اذ تصل درجة الحرارة الى نصف درجة الغليان ، لذا فهو يحتاج الى الاسرة الدولية جميعها. وبخصوص الجفاف يجب على الحكومة العراقية ان تتحرك عاجلا لحل هذه المشكلة بالرغم من ان الجفاف ليس مشكلة محلية فقط ، ولمناشدة دول الجوار (المنبع) لتوسيع الاطلاقات المائية والضغط عليها كونها ترفض مبدأ التشارك مع العراق بأنهاره وتعد دجلة والفرات ليسا نهرين دوليين يتمتعان بالوصاية الاممية ، مع انشاء العشرات من السدود على تلك الانهار مما ادى الى شيوع ظاهرة التصحر ( حوالي 45% من أراضي العراق تأثرت بالتصحر وجفاف الكثير من البحيرات والاهوار ، وليس امام الدول المتشاطئة لنهري دجلة والفرات سوى ان تتشارك في المياه وفق المواثيق الدولية. ان تحديات من هذا الحجم كان يجب على الحكومة العراقية استغلال مؤتمر (كوب 27) ـ والذي عقد وسط اعتراضات وتخوفات كبيرة من قبل الاعضاء الفقراء فيه ـ لإيجاد حلول لها والمشاركة بواقع اكثر مهنية من الخبراء المختصين في مجالات البيئة اذ يجب على المشاركين التحرك لتمكين الدول من تحقيق هدف الحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة في العالم في مستوى 1.5 درجة مئوية، وبما يتماشى مع "اتفاقية باريس" 2015 ، ولأن اشتداد هذه الكوارث الطبيعية ناتج عن زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ومعظمها من البلدان الصناعية الغنية، فإن البلدان النامية الأكثر تضررا تجزم بضرورة حصولها على تعويضات الكافية . يأمل العراق من هذا المؤتمر ان يُؤخذ مناخه وتربته الهشة بعين الانصاف من قبل المجتمع الدولي ودول الجوار مع الابتعاد عن الشعارات والخُطب الرومانسية الفارغة .
أقرأ ايضاً
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)